هجوم إيراني يضرب تل أبيب وصاروخ يصيب منزل وزير إسرائيلي سابق

هجوم إيراني يضرب تل أبيب وصاروخ يصيب منزل وزير إسرائيلي سابق
هجوم إيراني يضرب تل أبيب

في تطور غير مسبوق ضمن الحرب المتصاعدة بين إسرائيل وإيران، أفادت القناة 12 الإسرائيلية، اليوم الخميس، بأن أحد الصواريخ الإيرانية التي أُطلقت في الدفعة الأخيرة أصاب بشكل مباشر منزل داني نافيه، وزير الصحة الإسرائيلي السابق وعضو حزب "الليكود"، ما عزز المخاوف من تصعيد نوعي يستهدف شخصيات ومواقع ذات رمزية سياسية وعسكرية.

وذكرت القناة أن الصاروخ أدى إلى أضرار مادية جسيمة في منزل نافيه الواقع في إحدى ضواحي تل أبيب، دون أن يتم تأكيد وقوع إصابات بشرية داخل المنزل. 

ويُعرف نافيه بصلاته الوثيقة برئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، إذ شغل في السابق منصب مدير مكتبه في الكنيست الرابعة عشرة، وبرز لاحقًا في حكومات أرييل شارون، حيث تولّى منصب وزير الصحة في الكنيست السادسة عشرة.

هجمات تستهدف العمق الإسرائيلي

وتزامن استهداف منزل نافيه مع موجة صاروخية إيرانية كثيفة طالت صباح الخميس مدن تل أبيب ورمات غان وحولون وبئر السبع، متسببةً بانفجارات عنيفة وانهيارات متعددة في عدد من المباني السكنية والتجارية، بحسب ما بثته وسائل إعلام إسرائيلية.

وأعلنت إذاعة الجيش الإسرائيلي عن وقوع إصابة خطرة وأخرى متوسطة في حولون، إلى جانب تسجيل ما لا يقل عن 15 إصابة في رمات غان، فيما وُصف الهجوم بأنه الأكثر دقة واتساعًا منذ بدء الحرب قبل أسبوع.

وتعرّض مبنى البورصة الإسرائيلية في رمات غان لأضرار مباشرة، في حين أصيب مستشفى "سوروكا" في بئر السبع جراء ضربة صاروخية أصابته بشكل مباشر، ما أدى إلى خروجه المؤقت عن الخدمة وتدمير أقسام متعددة داخله، في تطور يطرح أسئلة جدية عن الجاهزية الطبية في الجنوب الإسرائيلي.

استهداف مستشفى "سوروكا"

في المقابل، نفت وسائل إعلام إيرانية أن يكون المستشفى هدفاً مباشراً للهجوم، مؤكدة أن الصواريخ الإيرانية استهدفت مركز القيادة والسيطرة والاستخبارات العسكرية الإسرائيلية (C4I) الواقع في حديقة غاف يام التكنولوجية القريبة من المستشفى.

وبحسب هذه المصادر، فإن الهدف الرئيسي للهجوم كان المنشآت العسكرية التي تضم أنظمة القيادة الرقمية، العمليات السيبرانية، ومراكز استخبارات سلاح الجو الإسرائيلي، أما الأضرار التي لحقت بالمستشفى، فوصفت بأنها ناتجة عن موجة الانفجار وليس إصابة مباشرة، مشددة على أن الضربة كانت دقيقة ومدروسة ضد البنية التحتية العسكرية.

التصعيد يتجاوز الخطوط الحمراء

وجاء الهجوم الإيراني بعد ضربات جوية إسرائيلية استهدفت في وقت سابق منشأة "IR-40" النووية قرب مدينة أراك الإيرانية، وهي واحدة من أبرز منشآت إنتاج البلوتونيوم ضمن البرنامج النووي الإيراني. 

وسبقت هذه الضربات رسالة تحذيرية نادرة نشرها الجيش الإسرائيلي باللغة الفارسية، طالب فيها السكان المدنيين بمغادرة المنطقة المحيطة بالمفاعل، في إشارة إلى نية واضحة لتنفيذ هجوم واسع.

وتشير التطورات الأخيرة إلى أن الضربات الإيرانية لم تعد تقتصر على الرد الرمزي، بل أصبحت تستهدف مواقع عسكرية واستخباراتية عالية الأهمية، بالإضافة إلى منشآت مدنية ذات بعد سياسي ومعنوي، مثل منزل نافيه أو مستشفى في مركز حيوي.

تصعيد استراتيجي مفتوح

مع دخول الحرب بين إسرائيل وإيران يومها السابع، تزداد المؤشرات على تحول الصراع من مرحلة الضربات المحدودة إلى مرحلة الهجمات الاستراتيجية المعمّقة، ما يهدد بتوسّع النطاق الجغرافي والزمني للمواجهة.

وبات كلا الطرفين يستخدم أدوات الردع القصوى في محاولة لكسر ميزان القوى، وسط صمت دولي متصاعد القلق من انزلاق المنطقة إلى مواجهة مفتوحة لا يمكن التنبؤ بنهايتها.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية