أوامر نزوح إسرائيلية جديدة تهدد 80 ألف مدني في خان يونس

أوامر نزوح إسرائيلية جديدة تهدد 80 ألف مدني في خان يونس
النزوح القسري في غزة

أصدرت السلطات الإسرائيلية، أوامر نزوح جديدة لسكان اثنين من أحياء مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة، وذلك في أعقاب تقارير عن إطلاق صواريخ من القطاع، بحسب ما أفاد به مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا).

80 ألف شخص تحت التهديد المباشر

أشار المكتب في آخر تحديث له، الأربعاء، إلى أن التقديرات تفيد بأن ما يصل إلى 80 ألف مدني يقطنون في هذين الحيين باتوا الآن تحت وطأة أوامر الإخلاء، مؤكدًا أن نحو 85% من أراضي غزة إما تخضع لأوامر نزوح أو صُنّفت كمناطق عسكرية مغلقة، ما يقوّض بشكل خطِر قدرة السكان على الوصول إلى المساعدات الإنسانية، ويمنع فرق الإغاثة من الوصول إلى المحتاجين وفق موقع أخبار الأمم المتحدة.

كشف مكتب أوتشا أن الأمر الأخير بالنزوح أدى إلى خروج خزان السطر -الذي يعد مركزًا رئيسيًا لتوزيع المياه في خان يونس- عن نطاق الوصول، ما يشكل تهديدًا لانهيار منظومة توزيع المياه في المدينة، وأوضح أن هذا الخزان يزود مناطق واسعة بالمياه عبر خط الأنابيب الإسرائيلي، وأي ضرر قد يصيبه ستكون له عواقب إنسانية وخيمة.

نزوح جماعي منذ مارس

أفاد المكتب بأن نحو 714 ألف فلسطيني نزحوا قسرًا مرة أخرى منذ انهيار وقف إطلاق النار في مارس الماضي وحتى يوم أمس، مشيرًا إلى أن نحو 29 ألف شخص نزحوا خلال 24 ساعة فقط بين الأحد والاثنين. وقال إن هذه التحركات القسرية تضغط بشدة على الملاجئ المتبقية، التي تعاني من اكتظاظ وسوء خدمات أساسية.

أمراض تنتشر في الملاجئ

أكد الشركاء الإنسانيون العاملون في مجالات الصحة والمياه والصرف الصحي والنظافة أن نسبة الإسهال المائي الحاد بلغت 39% بين المرضى الذين تلقوا رعاية طبية، في ظل نقص مياه الشرب النظيفة والخدمات الصحية. وسُجلت أسوأ المعدلات في محافظتي غزة وخان يونس، حيث يعيش آلاف النازحين في ظروف لا تليق بالبشر، وفق التقرير.

أظهر مسح نفذه شركاء أوتشا في مجال المأوى أن 97% من المواقع التي تم تقييمها تضم نازحين يبيتون في العراء، ما يعكس القصور الهائل في الاستجابة الإنسانية، وشدد “أوتشا” على أن الحل الوحيد يتمثل في ضمان تدفق مستمر وغير مقيد للمساعدات عبر نقاط عبور متعددة وعلى مدى زمني مستدام.

أزمة وقود تهدد بانهيار شامل

أوضح المكتب أن نفاد الوقود لا يزال يعوق عمليات الإغاثة، مشيرًا إلى أن السلطات الإسرائيلية رفضت اليوم دخول شحنة وقود إلى شمال القطاع، بعد أن سُمح، أمس، بتوصيل شحنة ديزل من منظمة الصحة العالمية إلى مستشفى الشفاء لمنع انهيار الخدمات الحيوية فيه.

ولفتت المنظمة إلى أن المستشفى مكتظ بالمرضى الذين يتلقون العلاج على الأرض لغياب الأسرة، وسط نقص حاد في الموارد.

انقطاع الاتصالات ووقف الخدمات

حذر أوتشا من أن عدم تزويد غزة بالوقود بشكل عاجل قد يؤدي إلى انقطاع كامل في الاتصالات، ما سيمنع التنسيق بين فرق الإغاثة ويعزل المجتمعات المتضررة. وأكد أن منشآت الصحة والمياه بدأت بالفعل بالتوقف عن العمل في عدة مناطق.

وإذا استمرت الأزمة، فإن العاملين في المجال الإنساني سيفقدون القدرة على إدارة العمليات اللوجستية وتوزيع المساعدات، ما سيعرضهم والمساعدات نفسها للخطر، ويزيد من تفاقم الوضع الإنساني الكارثي.

تشهد غزة منذ أكتوبر 2023 تصعيدًا عسكريًا غير مسبوق أدى إلى نزوح أكثر من 1.9 مليون فلسطيني داخليًا، ودمار واسع في البنية التحتية والخدمات، وعلى الرغم من دعوات دولية متكررة لإدخال المساعدات الإنسانية ووقف استهداف المدنيين، تستمر العمليات العسكرية وتُفرض قيود مشددة على حركة الإغاثة، وسط أزمة وقود خانقة وانهيار في النظام الصحي.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية