مصرع مهاجر سوداني قرب كاليه خلال محاولة هروب داخل شاحنة
مصرع مهاجر سوداني قرب كاليه خلال محاولة هروب داخل شاحنة
عثرت السلطات الفرنسية على جثة شاب مهاجر في منطقة "ترانسمارك" التجارية قرب مدينة كاليه، شمال فرنسا، حيث تنشط شاحنات نقل البضائع المتجهة نحو المملكة المتحدة.
ورجّحت السلطات أن الضحية، وهو شاب سوداني يبلغ من العمر 23 عامًا، لقي حتفه إثر سقوطه من شاحنة ثقيلة كان يحاول التسلل إليها على أمل العبور إلى الضفة البريطانية عبر نفق المانش أو على متن عبّارة، بحسب ما ذكرت وكالة "فرانس برس"، الأربعاء.
وأكدت مديرية الشرطة في "با-دو-كاليه"، فتح تحقيق في الحادث، مشيرة إلى أن الملابسات الدقيقة للوفاة ما تزال غير واضحة.
وأوضح نائب المدعي العام فيليب ساباتير أن التحقيق يهدف إلى تحديد أسباب الوفاة في ظل غياب أدلة قاطعة حول ظروف السقوط.
تكرار الحوادث وتزايد الخطر
سُجلت في الأشهر الماضية عدة حوادث مماثلة في محيط مدينة كاليه، التي تُعد نقطة عبور تقليدية للمهاجرين غير النظاميين نحو بريطانيا.
وفي مايو الماضي، توفي شاب إريتري بعد أن صدمته شاحنة أثناء محاولته التخفي داخلها في نفس المنطقة، وفي فبراير، لقي مهاجر إريتري آخر مصرعه بطريقة مشابهة على الطريق السريع A16.
واستمر مئات المهاجرين في اتخاذ مواقع استراتيجية قرب الطرق والموانئ أملاً في اقتناص فرصة للتخفي داخل شاحنة.
ورغم تراجع هذه الوسيلة بسبب التشديدات الأمنية، ما زال الآلاف، خاصة من غير القادرين على دفع مبالغ طائلة للمهربين، يفضلون المخاطرة بالتسلل إلى الشاحنات على المغامرة البحرية المكلفة.
جهود أمنية مكثفة
كثّفت فرنسا خلال السنوات الأخيرة من إجراءاتها الأمنية لتأمين موانئ المانش ونقاط العبور نحو بريطانيا، فزادت من أعداد رجال الأمن، ونصبت كاميرات حرارية وأجهزة كشف للحركة، كما شيدت أسوارًا من الأسلاك الشائكة لحماية محيط الموانئ ونفق المانش.
أدت هذه التشديدات إلى تحول الكثير من المهاجرين نحو خيار عبور البحر عبر قوارب مطاطية بدائية. وتُعد هذه الرحلات أشد خطرًا، لكنها باتت الخيار الوحيد المتاح لمن يسعون للعبور بأي وسيلة.
ووفق وزارة الداخلية الفرنسية، فقد لقي 17 شخصًا حتفهم منذ بداية العام أثناء محاولتهم عبور المانش بحرًا.
إصرار لا يتوقف
أفادت هيئة الإذاعة البريطانية "BBC" بأن أكثر من 5000 مهاجر حاولوا العام الماضي التسلل إلى داخل شاحنات لعبور المانش، وقد جرى توقيفهم جميعًا في موانئ العبور.
ورغم هذه الأرقام، لا يزال المهاجرون يتدفقون على كاليه، مدفوعين بالأمل واليأس، وبحثًا عن حياة أفضل في بريطانيا.