الموت جوعاً في الفاشر.. حصار يخنق المدينة والمطابخ العامة تتوقف

الموت جوعاً في الفاشر.. حصار يخنق المدينة والمطابخ العامة تتوقف
نازحون سودانيون - أرشيف

في أسبوع واحد، فقدت مدينة الفاشر بإقليم دارفور 63 روحاً بسبب سوء التغذية، معظمهم من النساء والأطفال، في ظل حصار تفرضه قوات الدعم السريع منذ أكثر من عام، وفق ما أكد مصدر في وزارة الصحة السودانية.

وأوضح المصدر أن هذه الأرقام تخص فقط من وصلوا إلى المستشفيات، في حين يبقى عدد الوفيات في المنازل مجهولاً بسبب صعوبة الوصول إلى المرافق الطبية وسط العنف المستمر في السودان.

تعيش الفاشر، منذ مايو 2024 تحت حصار يمنع دخول المساعدات، وتسبب الهجوم العنيف على مخيم زمزم في أبريل الماضي في نزوح عشرات الآلاف إلى داخل المدينة، حيث يعتمد معظم السكان على مطابخ عامة تقدم وجبات بسيطة. 

لكن هذه المطابخ باتت عاجزة عن تلبية الاحتياجات، وبعض العائلات لجأ إلى تناول علف الحيوانات أو بقايا الطعام للبقاء على قيد الحياة.

وجبة واحدة لآلاف الجوعى

في أكبر مطبخ عام بالمدينة، يتلقى نحو 1700 شخص وجبة العصيدة يومياً، لكن الحصة تقلصت من وجبتين إلى واحدة خلال الأشهر الماضية، والطبق الذي كان يكفي ثلاثة بات يقتسمه سبعة. الأطفال يظهرون علامات مقلقة لسوء التغذية: بطون منتفخة، عيون غائرة، ووجوه شاحبة. ووفق بيانات الأمم المتحدة، يعاني 40% من أطفال الفاشر دون سن الخامسة من سوء التغذية، بينهم 11% في حالة حرجة.

منذ إعلان المجاعة قبل عام في مخيمات النازحين المحيطة، كان متوقعاً أن تمتد الأزمة إلى المدينة نفسها، لكن نقص البيانات الرسمية حال دون إعلانها. 

وحذرت الأمم المتحدة من أن نحو مليون شخص في الفاشر والمخيمات المجاورة يعيشون بلا مساعدات أو خدمات أساسية، في حين تعوق الأمطار وقطع الطرق وصول الإمدادات الإنسانية. هجمات على قوافل الإغاثة، مثل تلك التي أودت بحياة خمسة من عمال الأمم المتحدة في يونيو، فاقمت عزلة المدينة.

الخوف في عيون الأطفال

يقول مجدي يوسف، أحد القائمين على المطبخ العام، إن من يتناولون وجبة العصيدة يظلون جائعين، ويضيف: “أرى الخوف في عيون الأطفال”، وفي المستشفى، يؤكد طبيب أطفال أن معظم الحالات التي تصل إليهم تعاني من سوء تغذية حاد، وسط نقص خطِر في الإمدادات الطبية. 

وفي مخيم أبو شوك القريب، يتحدث المسؤول المحلي عن دفن خمسة أطفال في يوم واحد، بمعدل وفيات يراوح بين خمس وسبع حالات يومياً.

منذ اندلاع القتال بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في أبريل 2023، يعيش السودان واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم، وفق توصيف الأمم المتحدة. الصراع، الذي دخل عامه الثالث، أسفر عن مقتل عشرات الآلاف ونزوح ملايين، في حين بات إقليم دارفور بؤرة جوع ونزوح واسع النطاق. 

الفاشر، التي كانت مركزاً تجارياً وإدارياً رئيسياً، تحولت إلى مدينة محاصرة يعاني سكانها من الجوع، المرض، وانعدام الأمن، وسط تدهور متواصل للوضع الإنساني.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية