لانا نسيبة.. خط أحمر أمام الجشع الإسرائيلي

لانا نسيبة.. خط أحمر أمام الجشع الإسرائيلي
وزيرة الدولة في الإمارات لانا نسيبة

على مدار الأسابيع الماضية صعدت إسرائيل من تحركاتها ولهجتها في حديثها عن ضم أجزاء من الضفة الغربية حتى إنها وضعت الأمر على جدول أعمال مجلس وزرائها، لكنها فوجئت بخط أحمر رسمته أمامها دولة الإمارات على لسان وزيرة الدولة المعينة حديثاً في الحكومة الإماراتية وقت أن كانت مساعدة وزير الخارجية الإماراتي للشؤون السياسية لانا نسيبة، عندما صرحت لوكالة الأنباء رويترز بأن أي خطوات لضم أجزاء من الضفة من قبل إسرائيل تمثل خطاً أحمر بالنسبة لبلادها.

لم تمضِ ساعات على هذا التصريح حتى تراجعت الحكومة الإسرائيلية عن الأمر وحذف هذا البند من جدول أعمال مجلس وزرائها في اليوم التالي في خطوة عدّها مراقبون دليلًا على التأثير القوي للموقف الإماراتي الخاص بمواجهة أي إجراءات إسرائيلية من شأنها أن تسهم في زيادة التصعيد والتوتر بالمنطقة.

وبعد أيام من التصريح الأول أكدت الدبلوماسية الإماراتية لانا نسيبة على موقف بلادها مجددًا خلال مشاركتها في منتدى عُقد في أبوظبي قائلة: "بالنسبة للإمارات، الأمر لا يتعلق بالسياسة فقط، بل هو مسألة مبدأ، ومسألة سلام لمنطقتنا، إنه أيضاً خط أحمر.. لا يزال مستقبل فلسطين حجر الأساس لمستقبل سلمي في الشرق الأوسط".

مهمات وأدوار بارزة

وكانت دولة الإمارات قد أعلنت قبل أيام عن تعيين لانا نسيبة وزيرة دولة في حكومتها وقبل وصولها لهذا المنصب كانت الدبلوماسية البارزة قد تولت عدداً من المهام الهامة.

لانا نسيبة أول سفيرة تُعين لدولة الإمارات لدى المقر الرئيس للأمم المتحدة في نيويورك، في خطوة أشارت وقتها إلى الدور المتزايد الذي تلعبه المرأة في المجتمع الإماراتي وهو ما بات واضحاً الآن في 2024، إذ تكشف كل الإحصاءات عن تطور كبير في دور المرأة بمجتمع الإمارات.

قبل توليها هذا المنصب، كانت لانا قد شغلت عدداً من المناصب في وزارة الخارجية الإماراتية، منها: مديرة إدارة تخطيط السياسات في الوزارة، وعضوية فريق العمل الوزاري الإماراتي البريطاني، ولجنة وزارة الخارجية الخاصة بالشأن السوري.

إلى جانب ذلك شغلت أيضاً منصب رئيس فريق العمل الإماراتي الخاص بالوكالة الدولية للطاقة المتجددة إيرينا، حيث أسهمت في الجهود الدبلوماسية الدولية لدولة الإمارات في سعيها للفوز باستضافة المقر الرئيس للوكالة.

وفي فترة وجودها في الأمم المتحدة شغلت مناصب أممية عدة، منها منصب رئيس مشارك للمفاوضات الحكومية الدولية بشأن إصلاح المجلس من عام 2017 إلى عام 2019، ومنصب رئيس المجلس التنفيذي لهيئة الأمم المتحدة للمرأة، ونائب رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة.

وشغلت أيضاً منصب رئيس مشارك لفريق العمل المخصص المعني بتنشيط أعمال الجمعية العامة خلال الفترة الممتدة ما بين عامي 2016 و2017، وأصرّت من خلال رئاستها المشتركة على القيام بتغيير إجرائي في آلية اختيار الأمين العام المقبل للأمم المتحدة، وتولت رئاسة فريق أصدقاء مستقبل الأمم المتحدة مع المملكة المتحدة منذ عام 2015.

الأزمات الإقليمية والعالمية

وفي مختلف الأزمات الإقليمية والعالمية كانت لانا نسيبة حاضرة لتعبر عن موقف بلادها في قاعات الأمم المتحدة، من الحرب الروسية-الأوكرانية إلى الحرب الإسرائيلية الأخيرة على قطاع غزة والأزمات التي سبقتهما في مختلف مناطق الصراع في العالم.

وفي فترة وجودها في مجلس الأمن أسهمت في صدور العديد من القرارات الفارقة والحاسمة، منها القرار رقم 2720 الذي وضع الأساس لإنشاء آلية تابعة للأمم المتحدة، من أجل زيادة وتيسير تدفق المساعدات الإنسانية التي تشتد حاجة الفلسطينيين إليها في قطاع غزة، والقرار رقم 2681 الذي أدان منع طالبان النساء والفتيات الأفغانيات من العمل لدى الأمم المتحدة في أفغانستان.

كما أسهمت أيضاً في صدور القرار رقم 2686 الذي أقر للمرة الأولى بأن خطاب الكراهية والعنصرية، والتمييز بين الجنسين، والمعلومات المضللة، تسهم في اندلاع الصراعات وتفاقمها وتكرارها.

وفي رسالتها بعد نهاية مهمتها في الأمم المتحدة قالت لانا: "إن النظام الدولي القائم على سيادة القانون والاحترام المتبادل لبعضنا البعض هو السبيل للحفاظ على أمننا جميعاً ولتمكيننا من تحقيق الازدهار".

وأضافت: "إن الحفاظ على هذا النظام الدولي وجعله منصفاً قد أصبح مسألة بالغة الأهمية أكثر من أي وقت مضى في تاريخنا المعاصر في ظل بروز تحديات عالمية ملحة وتنامي حدة الاستقطاب على المستوى الدولي.. ستواصل البعثة الدائمة لدولة الإمارات مساعيها لتحقيق تلك الغايات من خلال عملنا مع الأمم المتحدة".

دراسات وجوائز

على المستوى الأكاديمي حصلت لانا على شهادتي الماجستير والبكالوريوس مع مرتبة الشرف في التاريخ من جامعة كامبردج بالمملكة المتحدة، إلى جانب شهادة الماجستير بامتياز في الدِراسات المعنية بمجتمعات المهاجرين الإسرائيليين واليهود من كلية الدراسات الشرقية والإفريقية بجامعة لندن عام 2003.

مُنحت في عام 2017 جائزة محمد بن راشد للأداء الحكومي المُتميز، كما تشغل عضوية مجلس أمناء أكاديمية الإمارات الدبلوماسية، وعضوية المجلس الاستشاري لمركز الشرق الأوسط في كلية لندن للاقتصاد.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية