السجن 20 عاماً لسبعة صينيين.. إدانة تاريخية في قضايا الاتجار بالبشر بجنوب إفريقيا
السجن 20 عاماً لسبعة صينيين.. إدانة تاريخية في قضايا الاتجار بالبشر بجنوب إفريقيا
أصدرت محكمة في جنوب إفريقيا الأربعاء حكماً بالسجن 20 عاماً بحق سبعة مواطنين صينيين، بعد إدانتهم بإرغام أكثر من 90 عاملاً من مالاوي، بينهم أطفال لا تتجاوز أعمارهم 14 عاماً، على العمل في ورشة خياطة تحت ظروف قاسية وغير إنسانية.
المحكومون، وهم أربعة رجال وثلاث نساء، أوقفوا في نوفمبر 2019 إثر مداهمة للشرطة لمصنع صغير لأغطية الألحفة في جوهانسبرغ.
وكشفت التحقيقات أنهم بين عامي 2017 و2019 جلبوا 91 عاملاً من مالاوي دون أي إجراءات قانونية، وأجبروهم على العمل 11 ساعة يومياً طوال الأسبوع، محتجزين داخل أماكن العمل وتحت حراسة مسلحة وفق فرانس برس.
آثار مأساوية على الضحايا
القاضي ديفيد مهانجو، خلال تلاوة الحكم، أشار إلى أن العديد من الضحايا فقدوا بصرهم أو أطرافهم أثناء تشغيل الآلات، وقال إن هؤلاء العمال “استُدرجوا إلى الدولة الأكثر تقدماً في القارة بمجال الصناعة، ليجدوا أنفسهم مستعبدين”.
أدين المتهمون في فبراير الماضي بـ158 تهمة، شملت الاتجار بالبشر والعمل القسري والعبودية، وهو حكم اعتبره مراقبون انتصاراً نادراً للعدالة في ملف طالما ارتبط بالاستغلال الصامت للفقراء والمهاجرين.
وجهة للعمال المهاجرين
باتت جنوب إفريقيا، باعتبارها واحدة من أكثر الاقتصادات تقدماً في القارة، وجهة لعشرات الآلاف من العمال المهاجرين من دول إفريقية فقيرة مثل مالاوي وإثيوبيا وزيمبابوي.
وغالباً ما يتعرض هؤلاء للاستغلال والاحتجاز القسري في ورش صغيرة أو منازل خاصة، ففي مايو الماضي فقط، أنقذت الشرطة 44 إثيوبياً، بينهم 17 قاصراً، كانوا محتجزين في أحد أحياء جوهانسبرغ الراقية.
وتسلط هذه القضايا الضوء على التحديات الكبيرة التي تواجهها الدولة في مكافحة شبكات الاتجار بالبشر، وسط دعوات منظمات حقوقية لتشديد الرقابة وضمان حماية العمال المهاجرين.