تحت شعار "العفاف".. تصاعد قمع الطالبات الإيرانيات بسبب الحجاب

تحت شعار "العفاف".. تصاعد قمع الطالبات الإيرانيات بسبب الحجاب
طالبات إيرانيات - أرشيف

تشهد الجامعات الإيرانية منذ الانتفاضة الشعبية عام 2022 موجة متصاعدة من القمع الرمزي ضد الطالبات، حيث تحولت المؤسسات الأكاديمية إلى ساحات لمراقبة السلوك الشخصي أكثر من كونها فضاءات للعلم والمعرفة. 

وتستخدم السلطات الحجاب أداة إكراه تحت شعار "العفاف"، في محاولة لفرض السيطرة على الفتيات وإخضاعهن لخطاب الدولة الأيديولوجي، بحسب ما ذكرت شبكة "إيران إنترناشيونال"، الخميس.

انتشرت في السنوات الأخيرة لافتات دعائية للحجاب في مختلف الجامعات الإيرانية، تحمل نصوصاً تؤكد أن "المرأة العفيفة هي المرأة المحجبة". 

وجرى تثبيت هذه اللوحات في كل مبنى وقاعة، بحيث تُحاصر الطالبات بالخطاب الرسمي من لحظة دخولهن الجامعة وحتى مغادرتهن. 

وترافق ذلك مع تشديد الرقابة الأمنية على المداخل وتركيب كاميرات إضافية، إضافة إلى نشر عناصر من التنظيمات الطلابية الموالية للنظام لرصد الطالبات والتضييق عليهن.

شهادات نسائية مؤلمة

وصفت طالبة من جامعة أورمية تجربتها بالقول: "يبدأ القمع منذ لحظة الدخول، حيث يقف الحراس عند البوابات لتفتيش اللباس وإطلاق كلمات جارحة تصف الفتيات بعدم الحياء". 

وتؤكد الكثير من الطالبات أن الفصل بين مداخل الطلاب والطالبات، والتفتيش المستمر، جعلا الحرم الجامعي مكاناً مشبعاً بالرقابة والإذلال.

وأكدت عالمة الاجتماع والناشطة ثريا. خ أن هذه الدعاية تمثل شكلاً من العنف الرمزي، حيث تُستخدم اللافتات والشعارات لإعادة إنتاج خطاب السلطة بصورة يومية. 

وأشارت إلى أن الجيل الجديد حوّل هذه الرموز إلى وسيلة للسخرية، من خلال تجاهل التعليمات وعدم ارتداء الحجاب بشكل علني داخل الحرم الجامعي، ما جعل النظام في موقف دفاعي يعكس قلقه العميق من فقدان الشرعية.

خلفية سياسية حساسة

يرى محللون أن الحجاب ليس مجرد لباس في إيران، بل هو ركن أساسي في هوية النظام الأيديولوجية، وأي تراجع عنه يُنظر إليه على أنه هزيمة سياسية. 

لذلك، فإن تكرار فرض الدعاية في الجامعات يمثل محاولة لإدارة أزمة الشرعية وإعادة إنتاج الهيمنة الثقافية، رغم أن الواقع يكشف رفضاً واسعاً لهذا الإكراه.

ورغم الإجراءات المشددة، لم تتراجع حركة الطالبات، بل تحولت القيود إلى وقود للمقاومة، فخلال احتجاجات 2022، ارتفع عدد الفتيات اللواتي خالفن الزي المفروض، في حين امتنعت الأجهزة الأمنية مؤقتاً عن التدخل خشية التصعيد. 

أما اليوم، فقد أصبحت الرقابة الإلكترونية وسيلة جديدة للسيطرة، وصولاً إلى حرمان الطالبات غير الملتزمات من دخول الصفوف الدراسية، ومع ذلك، يستمر صمود الطالبات باعتباره معركة يومية من أجل الحرية والكرامة.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية