غزة تحارب الجوع.. الأمم المتحدة تدعو لإدخال المزيد من الأغذية والمساعدات

غزة تحارب الجوع.. الأمم المتحدة تدعو لإدخال المزيد من الأغذية والمساعدات
دخول المساعدات إلى غزة

يواجه قطاع غزة واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في تاريخه الحديث، إذ بات خطر المجاعة يهدد حياة ملايين المدنيين بعد شهور طويلة من الحصار والنزوح وانقطاع الإمدادات. 

وفي ظل هذه المعاناة، حذّر برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة من أن مكافحة الجوع في القطاع "ستتطلب وقتاً"، مؤكداً أن الحل يكمن في فتح كل المعابر لإدخال المساعدات على نطاق واسع، بحسب ما ذكرت وكالة "فرانس برس"، اليوم الجمعة.

أفاد برنامج الأغذية العالمي بأن جهود مكافحة المجاعة في غزة لا يمكن أن تؤتي ثمارها سريعاً، نظراً للدمار الكبير الذي طال البنى التحتية ولشهور الحصار المتواصلة. 

دعوة لفتح جميع المعابر

من جانبها، دعت المتحدثة باسم البرنامج عبير عطيفة، في مؤتمر صحفي بجنيف، إلى فتح جميع المعابر البرية المؤدية إلى القطاع قائلة: "نريد أن نُغرق غزة بالغذاء".

وأكدت عطيفة أن البرنامج تمكن منذ دخول وقف إطلاق النار الذي رعته واشنطن بين إسرائيل وحماس حيّز التنفيذ، من إيصال نحو 3000 طن من المواد الغذائية إلى داخل غزة، لكنها أوضحت أن هذه الكمية لا تزال بعيدة عن تلبية الاحتياجات الفعلية لسكان القطاع الذين يعيشون على حافة المجاعة.

وذكرت عطيفة أن برنامج الأغذية العالمي أنشأ خمسة مراكز توزيع رئيسية تعمل حالياً في أنحاء غزة، أغلبها في الجنوب، مع خطة لرفع العدد إلى 145 مركزاً خلال المرحلة المقبلة. 

وأضافت أن البرنامج استخدم في الأيام الأخيرة معبري كرم أبو سالم وكيسوفيم لإدخال المساعدات، موضحة أن نحو 230 شاحنة دخلت القطاع محملة بـ2800 طن من المواد الغذائية بين يومي السبت والأربعاء.

وأشارت إلى أن 57 شاحنة أخرى عبرت الخميس، تحمل طحيناً وإمدادات غذائية، وقد وصلت إلى مستودعات البرنامج بسلام وهي جاهزة للتوزيع، لكنها شددت على أن الكميات "ما زالت أقل مما نحتاج، لكننا نقترب".

رمز للحياة في وسط الدمار

تحدثت عطيفة بتأثر عن أهمية الخبز كرمز للأمل والحياة، قائلة: "رائحة الخبز الطازج في غزة أكثر من مجرد تغذية، إنها مؤشر إلى أن الحياة تعود".

وذكرت أن البرنامج أعاد تشغيل تسعة مخابز حتى الآن، ويهدف إلى رفع العدد إلى 30 مخبزاً في أنحاء القطاع.

كما أكدت أن الخطة القادمة تشمل توزيع المساعدات الغذائية في مدينة غزة نفسها، خاصة للعائلات العائدة إلى شمال القطاع، حيث تُعد معدلات الجوع الأكثر حدة. 

وتعمل الوكالة على زيادة المساعدات لتغطية 1.6 مليون شخص خلال الأشهر الثلاثة المقبلة.

وشددت عطيفة على أن الجهود الإغاثية لا يمكن أن تُحدث فرقاً حقيقياً ما لم يتم فتح جميع المعابر البرية بشكل دائم، معتبرة أن ذلك هو السبيل الوحيد لإيصال الإمدادات بالسرعة والكثافة المطلوبة.

واختتمت بالقول: "كلما تمكنا من إدخال المساعدات بسرعة أكبر، تمكنا من الوصول إلى عدد أكبر من الناس. الجوع لا ينتظر، وغزة تحتاج إلى الحياة الآن".



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية