القلق والخوف يخيمان على سجن إيفين مع اقتراب إعدام سجينتين إيرانيتين

القلق والخوف يخيمان على سجن إيفين مع اقتراب إعدام سجينتين إيرانيتين
السجينتان بخشان عزيزي ووريشة مرادي

أعاد الحديث عن قرب تنفيذ حكم الإعدام بحق السجينتين بخشان عزيزي ووريشة مرادي، مشهد الخوف والقلق إلى واجهة السجون الإيرانية، حيث يعيش السجناء لحظات متوترة بين الأمل واليأس، في حين تتصاعد الأصوات الحقوقية المطالبة بوقف عقوبة الإعدام التي تُمارس، بحسب ناشطين، أداة لإخضاع المعارضين وإسكات الأصوات الحرة.

وأفادت الناشطة المدنية والسجينة السياسية السابقة سبيده قليان، في بيان نشرته عبر حسابها على "إنستغرام"، اليوم الأحد، أن السلطات الإيرانية نقلت السجينة بخشان عزيزي إلى سجن إيفين، وهو ما أثار مخاوف واسعة من أن يكون هذا النقل تمهيدًا لتنفيذ حكم الإعدام في مكان آخر.

وقالت قليان إن السجينتين بخشان عزيزي ووريشة مرادي تعيشان حالة ترقب قاسية، مشيرةً إلى أن الحكم الصادر بحق بخشان تم تأكيده ثلاث مرات، ما يجعل تنفيذ الإعدام احتمالًا قائمًا في أي لحظة.

وسردت قليان تفاصيل يوم وصفتْه بـ"الأكثر قسوة" داخل الزنزانة، قائلة إن "الرفيقات أنيشا، فريبا جون، مهناز، كلاره، زهرة، وبقية السجينات مررن بساعات طويلة من القلق والخوف بعد أن طُلب منهن الخروج من الزنزانة مجموعاتٍ من خمس نساء، خشية أن يتم فصل بخشان لتنفيذ الحكم".

آثار نفسية عميقة

أوضحت قليان أن عقوبة الإعدام لا تنتهي عند حدود الحياة والموت، بل تترك جروحًا نفسية غائرة في نفوس السجناء وأسرهم، معتبرةً أن هذا النوع من العقوبات يمثل "عنفًا صامتًا" يتغلغل في الوعي الجمعي، ويحوّل الخوف إلى وسيلة للسيطرة والانقياد.

وأضافت أن السجينات يعشن في حالة مستمرة من الترقب والهلع، وأن لحظة استدعاء أي سجينة من بينهن قد تعني وداعها الأخير. 

وأكدت أن ما يحدث في تلك الزنازين لا يُمثّل فقط مأساة فردية، بل مشهدًا يعكس قمعًا منهجيًا تمارسه السلطات الإيرانية ضد المعارضين السياسيين والنساء الناشطات.

نداء لإنهاء "عنف الإعدام"

اختتمت سبيده قليان منشورها بدعوةٍ إلى ضرورة فتح نقاش وطني ودولي "أكثر عمقًا وصدقًا" حول ما وصفته بـ"عنف الإعدام"، مؤكدةً أن الوقت قد حان للحديث عن المعاناة التي ترافق مراحل إصدار وتنفيذ الأحكام، ليس فقط على السجين المحكوم، بل على عائلته ورفاقه وكل من يحيط به.

وشدّدت على أن إعلان السلطات تنفيذ هذه الأحكام في أي لحظة دون إنذار مسبق يجعل السجون الإيرانية "أماكن معلّقة بين الحياة والموت"، حيث لا يعيش السجناء فقط انتظار النهاية، بل يُفرض عليهم الموت النفسي قبل الجسدي.

وتُعد إيران من الدول التي تسجّل أعلى معدلات الإعدام في العالم، وفق تقارير منظمات حقوق الإنسان، وتُنفذ أحكام الإعدام في كثير من الحالات على خلفيات سياسية أو قضايا تعدها السلطات "أمنية". 

وغالبًا ما تُنتقد المحاكمات لافتقارها إلى المعايير العادلة، بينما تواصل منظمات أممية الدعوة إلى وقف تنفيذ العقوبات ضد المعارضين السياسيين، خصوصًا النساء والناشطات في الدفاع عن حقوق الإنسان.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية