بعد وقف إطلاق النار.. الأمم المتحدة تحذر من خطر الذخائر غير المنفجرة في غزة
بعد وقف إطلاق النار.. الأمم المتحدة تحذر من خطر الذخائر غير المنفجرة في غزة
حذرت دائرة الأمم المتحدة للإجراءات المتعلقة بالألغام من تزايد خطر الذخائر غير المنفجرة في أنحاء قطاع غزة، في وقت يتنقل فيه مئات الآلاف من النازحين والعاملين في المجال الإنساني عبر المناطق المدمرة بعد دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ.
وقال نائب المتحدث باسم الأمم المتحدة فرحان حق الثلاثاء خلال المؤتمر الصحفي اليومي إن فرق الأمم المتحدة وشركاءها يعملون بلا توقف لحماية المجتمعات المحلية وتقليل المخاطر التي خلفتها الحرب، مؤكداً أنهم على أهبة الاستعداد لتوسيع نطاق العمل الإنساني وتسهيل الوصول الآمن إلى المناطق المتضررة وفق موقع أخبار الأمم المتحدة.
وأوضح فرحان حق أن دائرة الأمم المتحدة المعنية بالألغام حددت منذ أكتوبر 2023 أكثر من 550 قطعة ذخيرة متفجرة في المناطق التي تمكنت من الوصول إليها، إلا أن الحجم الكامل للتلوث بالذخائر غير المنفجرة لا يزال غير معروف حتى الآن بسبب صعوبة الوصول إلى كثير من المناطق.
وأشار إلى أن فرق التوعية بالمخاطر تعمل منذ العام الماضي على تدريب العاملين في المجال الإنساني وتقديم برامج توعية للمجتمعات المحلية، ولا سيما الأطفال، مؤكداً أن هذا العمل حاسم لإنقاذ الأرواح وضمان وصول المساعدات الإنسانية بأمان إلى المحتاجين.
وأضاف أن فرق التخلص من الذخائر المتفجرة تواصل تقييم الأنقاض داخل المباني وعلى الطرق لتحديد مدى أمانها قبل بدء عمليات التطهير، مشدداً على أن خبراتهم الفنية ضرورية خلال هذه المهام عالية الخطورة.
حرية حركة أوسع
وفي السياق ذاته، أفاد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية بأن وقف إطلاق النار أتاح للأمم المتحدة وشركائها حرية تنقل كبرى داخل غزة التي انسحبت منها القوات الإسرائيلية، دون الحاجة إلى تنسيق مسبق مع السلطات الإسرائيلية، الأمر الذي سمح بتوسيع نطاق الاستجابة للاحتياجات الإنسانية الأكثر إلحاحاً.
وأوضح المكتب أن السلطات الإسرائيلية سهلت أربع مهمات إنسانية جديدة لجمع الإمدادات الطبية ومواد الإيواء من معبري كرم أبو سالم وكيسوفيم، في حين تواصل الفرق الميدانية تقييم احتياجات السكان في المناطق التي كانت معزولة سابقاً.
وخلال زيارة ميدانية إلى حي الكتيبة في خان يونس، رصد فريق الأمم المتحدة دماراً واسع النطاق وانتشاراً كبيراً للأنقاض، وبدأ الشركاء في العمل على فتح الطرق الرئيسية لتسهيل حركة المساعدات والوصول الإنساني داخل المنطقة.
أمل رغم الدمار
أولغا تشيريفكو، المتحدثة باسم مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية، وصفت من غزة عبر الفيديو الأجواء بأنها مزيج من الألم والأمل، قائلة إن "كل شاحنة، وكل قطعة خبز، وكل صندوق دواء يعبر إلى غزة يحمل رسالة أمل في غد أفضل".
وأضافت أن وقف إطلاق النار أتاح فسحة من الأمل لأطفال يمكنهم العودة إلى مدارسهم، ومستشفيات يمكن أن تستعيد دورها في الشفاء بدلاً من المعاناة، لكنها أكدت أن الاحتياجات الإنسانية لا تزال هائلة وأن الأزمة لم تنته بعد.
وقالت تشيريفكو إن "إعادة توسيع نطاق العمل الإنساني لا يتعلق فقط بتوفير اللوجستيات، بل بإعادة الكرامة والإنسانية لشعب مشتت"، مؤكدة أن فرق الأمم المتحدة تعمل مع جميع الأطراف لضمان وصول آمن ومستدام للمساعدات.
دعوة لدعم طويل الأمد
بدوره، شدد نائب المتحدث باسم الأمم المتحدة فرحان حق على ضرورة فتح مزيد من المعابر، وتأمين دخول الوقود وغاز الطهي، وتوفير ضمانات أمنية للقوافل الإنسانية، إضافة إلى تسريع تمويل العمليات الميدانية وحماية العاملين في المجال الإنساني والمنظمات غير الحكومية.
وقال إن المساعدات وحدها لا يمكن أن تكون بديلاً عن السلام، داعياً إلى جعل وقف إطلاق النار قاعدة صلبة لانطلاقة سياسية تنهي دوامة العنف وتفتح الطريق أمام مستقبل مستقر وآمن لسكان غزة.
تُعد الذخائر غير المنفجرة من أخطر تركات النزاعات في غزة، إذ تُقدر الأمم المتحدة أن مئات الأطنان من الذخائر ما زالت منتشرة تحت الركام وفي الأحياء السكنية والمرافق العامة، ما يشكل تهديداً مباشراً لحياة المدنيين والعاملين في المجال الإنساني.
وتشير تقديرات مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إلى أن أكثر من مليون ونصف مليون شخص في غزة ما زالوا نازحين داخلياً، في حين تواجه الخدمات الأساسية، مثل المياه والكهرباء والصحة والتعليم، انهياراً شبه كامل.
وتؤكد الأمم المتحدة أن تطهير المناطق من مخلفات الحرب وإعادة إعمار البنية التحتية لا يمكن أن يتحققا من دون استقرار سياسي دائم وضمانات حقيقية لوقف العنف المتكرر.