جرائم ضد الإنسانية.. تقرير أممي يكشف انتهاكات روسية طالت المدنيين والبنية التحتية الأوكرانية
جرائم ضد الإنسانية.. تقرير أممي يكشف انتهاكات روسية طالت المدنيين والبنية التحتية الأوكرانية
أكدت لجنة التحقيق الدولية المستقلة المعنية بأوكرانيا أن السلطات الروسية نفذت حملة منسقة لطرد المدنيين الأوكرانيين من منازلهم عبر هجمات متكررة بطائرات مسيرة وعمليات ترحيل قسرية ونقل جماعي للسكان.
وفي تقرير قدمته اللجنة إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة، أشارت إلى أن الهجمات بالطائرات المسيرة قصيرة المدى التي نفذتها القوات الروسية امتدت على طول أكثر من ثلاثمئة كيلومتر على الضفة اليمنى لنهر دنيبرو، مستهدفة مناطق مدنية واسعة، وفق موقع أخبار الأمم المتحدة.
ضحايا ودمار واسع
أوضحت اللجنة أن الهجمات الروسية المتكررة على أوكرانيا تسببت في مقتل وإصابة مدنيين وتدمير واسع النطاق لمنازلهم ومرافقهم، ما خلق بيئة قسرية دفعت الآلاف إلى النزوح، وأكد التقرير أن هذه الأفعال تمثل جرائم ضد الإنسانية من قتل وتهجير قسري للسكان، إذ استهدفت منازل ومباني طبية وبنى تحتية حيوية، ما أدى إلى تعطيل الخدمات الأساسية وعرقلة عمل فرق الطوارئ، بما في ذلك سيارات الإسعاف والإطفاء.
احتجاز وتعذيب وترحيل قسري
كشف التقرير أن السلطات الروسية نسقت عمليات لترحيل ونقل المدنيين من المناطق التي سيطرت عليها في زابوروجيا، موضحاً أن هذه الممارسات ترقى إلى جرائم حرب بموجب القانون الدولي.
وأوضحت اللجنة أن السلطات الروسية قامت خلال عامي 2024 و2025 بترحيل مدنيين أوكرانيين من المناطق المحتلة إلى جورجيا، مستندة إلى تشريعات روسية تتعلق بالوضع القانوني لفئات معينة من الأجانب، ونقل الجناة الضحايا إلى الحدود الدولية بين روسيا وجورجيا وأمروهم بالعبور قسراً.
وأكدت اللجنة أن الضحايا تعرضوا للاحتجاز والتعذيب ومصادرة الوثائق والممتلكات، ما تسبب في معاناة نفسية وجسدية شديدة ترقى إلى المعاملة اللاإنسانية وتشكل انتهاكاً صارخاً لحقوق الإنسان.
مزاعم روسية وتحقيق معرقل
كما أشارت اللجنة إلى أنها درست مزاعم روسية بشأن هجمات أوكرانية بطائرات مسيرة على أهداف مدنية في مناطق تخضع للسيطرة الروسية، لكنها لم تتمكن من استكمال تحقيقها بسبب صعوبة الوصول إلى المواقع المعنية ومخاطر أمنية تهدد الشهود، إضافة إلى غياب التعاون من الجانب الروسي وعدم الرد على استفسارات اللجنة.
تعد لجنة التحقيق الدولية المستقلة المعنية بأوكرانيا إحدى آليات مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، وقد أُنشئت في عام 2022 عقب اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية لتوثيق الانتهاكات ومحاسبة مرتكبيها.
ويأتي تقريرها الأخير في ظل استمرار العمليات العسكرية الروسية في عدة مناطق شرقي وجنوبي أوكرانيا، وسط تصاعد المخاوف من اتساع نطاق الانتهاكات ضد المدنيين وعرقلة الجهود الإنسانية الدولية.











