بعد عامين على هجوم 7 أكتوبر.. عائلات الرهائن الإسرائيليين تنتظر الجثامين المتبقية

بعد عامين على هجوم 7 أكتوبر.. عائلات الرهائن الإسرائيليين تنتظر الجثامين المتبقية
دفن جثامين رهائن بعد استعادتهم من غزة

مرت أكثر من عامين على الهجوم الذي شنته حركة حماس في 7 أكتوبر 2023، ولا تزال عائلات بعض الرهائن الإسرائيليين الذين قُتلوا أو توفوا في غزة تنتظر استعادة جثامين أحبائهم، وسط مشاعر مختلطة من الصبر والألم والانتظار الطويل. 

ويُعدّ ملف إعادة الجثامين جزءاً حساساً من اتفاق وقف إطلاق النار في القطاع، الذي أُبرم وفق خطة طرحها الرئيس الأميركي دونالد ترامب، ويُشكل قضية إنسانية وأمنية وسياسية في الوقت نفسه، بحسب ما ذكرت وكالة "فرانس برس"، اليوم الخميس.

ويُعد إلعاد أور، البالغ 41 عاماً والذي يدير منظمة شبابية غير ربحية، أحد الذين يعيشون حالة انتظار قاسية، إذ لا يزال ينتظر جثة شقيقه درور أور الذي قُتل خلال الهجوم ونُقلت جثته إلى غزة، وقال إلعاد أمام منزله في القدس: "نستحق أن نطوي هذه الصفحة".

ودرور أور (48 عاماً) كان صانع أجبان في كيبوتس بئيري، وقد قُتل مع زوجته يونات خلال المجزرة التي وقعت في نفس اليوم، فيما أُخذ اثنان من أبنائهما الثلاثة إلى غزة قبل الإفراج عنهما لاحقاً في نوفمبر 2023.

وتشير البيانات الإسرائيلية إلى أن 207 رهائن أُخذوا أحياء إلى غزة، وقد توفي أو قُتل 41 منهم في الأسر، بينما أُفرج عن معظم الـ166 الآخرين على مراحل ضمن ثلاث هدَن.

آلية تبادل الجثامين

بموجب اتفاق وقف إطلاق النار، تُسلَّم جثة كل رهينة مقابل رفات 15 فلسطينياً محتجزين لدى إسرائيل. وقد بدأت إسرائيل بتسلم بعض الجثامين منذ دخول الاتفاق حيز التنفيذ في 10 أكتوبر، حيث وصلت مؤخراً جثة ميني غودارد (73 عاماً) إلى البلاد عبر الصليب الأحمر.

ولا يزال في غزة جثتان أخريان، هما درور أور ووران غويلي، إضافة إلى العامل التايلاندي سودنتيساك رينتالاك، في انتظار تسليمهم.

واستقطبت جنازات الرهائن الذين تم استعادة جثامينهم مؤخراً آلاف المشيعين، مثل جنازة العقيد أساف حمامي في تل أبيب في 5 نوفمبر.

وعبرت أرملته سَبير حمامي عن ألمها قائلة: "كنت أتمنى نهاية مختلفة -سعيدة حقاً- لكن كان للحياة خططها الخاصة، وربما تكون هذه أفضل نهاية حلمت بها منذ 7 تشرين الأول أكتوبر".

كما أكدت والدة الجندي إيتاي حِن، الذي أُعيدت جثته في وقت سابق، أن إعادة الجثامين "جزء أساسي من العقد الاجتماعي الإسرائيلي. فكل جندي وكل شخص في هذا البلد يعلم أنه إذا حدث له شيء، فالدولة ستكون هناك من أجله ومن أجل عائلته".

التحديات العلمية والنفسية 

يواصل معهد الطب العدلي في تل أبيب العمل على تحديد هوية الرفات، حيث تمكن من التعرف على عشرات الجثامين. 

وأوضح رئيس المعهد، حِن كوغل، أن بعض الأطباء اضطروا إلى ترك عملهم أثناء الحرب بسبب الصعوبة النفسية، مضيفاً: "حين تكون مع الجثمان، لا تفكر فيمن هو، بل تركز على التشريح.. لكن عندما تقرأ لاحقاً من كان هذا الشخص، تدرك أنه كان له حياة".

ويُبرز هذا الجانب الجوانب الإنسانية والنفسية العميقة للمعاملة مع جثامين الرهائن، والتي تمثل تحدياً مزدوجاً بين مهام تحديد الهوية والحفاظ على استقرار العاملين في المعهد.

بعد إنساني وتحديات

يبقى انتظار جثامين الرهائن، بعد أكثر من عامين على الهجوم، أحد أكثر الملفات حساسية في الصراع بين إسرائيل وحماس، إذ يدمج بين البعد الإنساني لذوي الضحايا، والتحديات السياسية والأمنية المرتبطة بقطاع غزة. 

ويعكس هذا الملف أيضاً أهمية التوصل إلى ترتيبات وقف إطلاق النار لضمان احترام القوانين الإنسانية وحقوق المدنيين في مناطق النزاع.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية