أكثر من 28 ألف جريمة.. تواصل الانتهاكات الحوثية ضد أطفال اليمن وسط صمت دولي
أكثر من 28 ألف جريمة.. تواصل الانتهاكات الحوثية ضد أطفال اليمن وسط صمت دولي
كشفت الشبكة اليمنية للحقوق والحريات أرقاماً صادمة تكشف حجم المعاناة التي يعيشها الأطفال في اليمن على مدى العقد الماضي، إذ وثّقت الشبكة أكثر من 28 ألف انتهاك وجريمة ارتكبتها ميليشيا الحوثي ضد الأطفال، في واحدة من كبرى الحصائل على مستوى الانتهاكات الموجهة للطفولة في المنطقة، وتنوعت هذه الانتهاكات لتشمل القتل المباشر، والإصابة، والاختطاف، والتشريد، والتجنيد القسري، والحرمان من التعليم، ما يجعل الأطفال اليمنيين ضحايا حرب ومكافحين بالقوة في جبهات القتال.
وفقاً لما نشره موقع "24 بوست" يوم الجمعة أوضح التقرير أن آلاف الأطفال وجدوا أنفسهم مستهدفين مباشرة أو مستغلين بوصفهم أدوات حربية تحت الإكراه، إذ استُخدموا في الجبهات القتالية أو تم تجنيدهم للقيام بمهام خطرة تهدد حياتهم، كما أشار التقرير إلى أن الانتهاكات لا تقتصر على العنف المباشر، بل تشمل حرمان الأطفال من التعليم والخدمات الأساسية، ما يعمّق الفقر والتهميش ويحدّ من قدرتهم على بناء مستقبل آمن.
ورصدت الشبكة نمطًا ممنهجًا لهذه الانتهاكات، مؤكدة أن الجرائم تُرتكب في ظل صمت المجتمع الدولي، وغياب تحرك فاعل من المنظمات الأممية لحماية الأطفال اليمنيين من انتهاكات الحوثيين، وأكدت الشبكة أن هذا التراخي يعزز استمرار الانتهاكات ويهدد الجيل القادم بفقدان كامل لحقوقه الأساسية، داعية إلى تحرك عاجل للضغط على الجهات المسلحة ووضع حد لهذه الممارسات.
يأتي نشر التقرير بالتزامن مع اليوم العالمي للطفل، ليعيد التركيز على واحدة من كبرى الكوارث الإنسانية التي يعيشها الأطفال في اليمن منذ سنوات، فقد أظهرت الحرب المستمرة تدهورًا حادًا في الوضع الإنساني والخدمات الأساسية، ومنها الصحة والتعليم والغذاء، ما يزيد من هشاشة الأطفال ويجعلهم عرضة للاستغلال والإصابة والموت.
التحديات الإنسانية
تشير الشبكة إلى أن الأطفال في مناطق النزاع يعيشون في بيئة مليئة بالمخاطر اليومية، تتراوح بين القصف المباشر والألغام والذخائر غير المنفجرة، وصولاً إلى الفقر المزمن وانقطاع التعليم، وتضيف أن النزوح الداخلي والإهمال الصحي يضاعفان معاناة الأطفال، في حين يبقى المجتمع الدولي عاجزًا عن فرض حماية حقيقية لهم أو تقديم حلول فعالة لمستقبلهم.
وشددت الشبكة على ضرورة تدخل المجتمع الدولي والمنظمات الأممية للضغط على ميليشيا الحوثي ووقف الانتهاكات، إلى جانب دعم برامج حماية الأطفال وتوفير بيئة آمنة تمكنهم من التعليم والنمو بعيدًا عن الصراع.
وتؤكد أن أي تأخير في التحرك سيؤدي إلى استمرار دورة العنف واستغلال الأطفال بوصفهم وقوداً للحرب، مع آثار نفسية واجتماعية طويلة الأمد تهدد الاستقرار المستقبلي لليمن.
أكثر المناطق هشاشة
منذ اندلاع الحرب في اليمن عام 2014، تحولت البلاد إلى واحدة من أكثر المناطق هشاشة في العالم للأطفال، حيث تجاوز عدد الأطفال المتأثرين بالنزاع الملايين، وقد وثقت منظمات حقوقية عدة، ومنها الأمم المتحدة، حالات واسعة من التجنيد القسري للأطفال واستخدامهم في المعارك، فضلاً عن الانتهاكات الجسيمة للحق في التعليم والصحة والحياة الكريمة.
كما يضاف إلى ذلك تفشي الأمراض وسوء التغذية الناجم عن الحصار ونقص الخدمات الأساسية، ويشير هذا الوضع إلى ضرورة تدخل عاجل يضمن حماية الأطفال من دائرة العنف المستمرة ويعيد بناء مستقبلهم ضمن بيئة آمنة ومستقرة.











