تدهور الأوضاع المعيشية بمخيم الركبان السوري يجبر العوائل على المغادرة

تدهور الأوضاع المعيشية بمخيم الركبان السوري يجبر العوائل على المغادرة
مخيم الركبان

غادرت عائلتان مخيم الركبان الواقع ضمن منطقة الـ55 كيلومترا عند مثلث الحدود السورية الأردنية العراقية، باتجاه محافظة حمص الخاضعة لنفوذ الحكومة السورية، على خلفية الأوضاع الإنسانية والمعيشية الكارثية وغلاء الأسعار.

وبحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، غادرت عائلتان المخيم اليوم، ينحدر أفرادها من مدينة مهين بريف حمص الجنوبي، والقريتين بريف حمص الشرقي، باتجاه محافظة حمص الخاضعة لسيطرة الحكومة السورية، دون ضمانات أمنية.

يأتي ذلك نتيجة سوء الأوضاع المعيشية في المخيم الذي يعاني أوضاعًا إنسانية صعبة في ظل غياب المنظمات الإغاثية، فضلًا عن ارتفاع أسعار المواد الأساسية نتيجة الإتاوات التي تفرضها حواجز النظام على سيارات الأغذية التي تدخل المخيم وانعدام فرص العمل داخل المخيم الذي تحول إلى “سجن كبير” منسي في الصحراء السورية والذي بات يضم نحو 8500 نازح سوري من مناطق سورية عدة حاليا بعد أن كان يضم في السابق نحو 11 ألف نازح سوري.

وفق المرصد، يرتفع إلى 38 تعداد العوائل الذين خرجوا من مخيم الركبان المنسي منذ مطلع شهر سبتمبر، على 13 دفعة، ويقدر عددهم بالعشرات.

وبسبب الحرب الدائرة في سوريا، تم نزوح ملايين السوريين من منازلهم ومناطقهم، مشتتين على مخيمات أُقيمت في الشمال السوري ولبنان والأردن، ضمن مناطق غير مؤهلة في الأساس للسكن، لعوامل عديدة تبدأ بطبيعة الأرض، ولا تنتهي بغياب أساسيات الحياة، من شبكة مياه وكهرباء وحياة اقتصادية تمنحهم قوت يومهم.

وتحاصر القوات الحكومية المخيم، وتمنع دخول المواد الأساسية ومستلزمات المعيشة، فيما أغلق الأردن جانبه من الحدود، وترفض قوات التحالف الدولي التي تسيطر على المخيم تقديم أي مساعدة إنسانية للنازحين، وفقا للمرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان.

نزاع دامٍ

وتشهد سوريا نزاعاً دامياً منذ عام 2011، حيث أودت الحرب التي اندلعت في البلاد بحياة نحو 500 ألف شخص، وما زال الآلاف في عداد المفقودين، ولا تزال عائلاتهم بانتظار أخبار عن مصيرهم.

ودمرت البنية التحتية للبلاد وشرد الملايين من الأشخاص الذين فروا إلى دول الجوار العربية والغربية، في واحدة من أكبر الأزمات الإنسانية في العالم، فضلاً عن أزمة اقتصادية واجتماعية كبيرة سيعاني منها الشعب السوري لسنوات خاصة مع تزايد الاحتياجات الإنسانية.

ولم تسفر الجهود الدبلوماسية في التوصل إلى تسوية سياسية للنزاع في سوريا، أو وقف جرائم انتهاكات حقوق الإنسان، رغم جولات تفاوض عدة عقدت منذ 2014 بين ممثلين عن الحكومة والمعارضة برعاية الأمم المتحدة في جنيف.

 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية