بينها الذهان والسرطان.. أمراض ومشكلات يسببها البلوغ المبكر للفتيات

غالبًا ما تصاحب فترة البلوغ اضطرابات نفسية وجسدية خاصة لدى الفتيات، ويقول الأطباء إن الشابات اللاتي ينضجن جسديًا بشكل أسرع هن أكثر عرضة للمعاناة من تدني احترام الذات والاكتئاب والعلاقات الجنسية والحصول على درجات أدنى من العلامات.

ويُعرف الأطباء البلوغ المبكر، بأنه نمو الأعضاء التناسلية مبكرًا عند الإناث أو الذكور، وتعتبر البنت بأنها بلغت مبكرًا إذا تطورت الأعضاء التناسلية لديها قبل سن الثامنة، وهناك طفل واحد من 5000-10000 طفل يعاني من البلوغ المبكر. 

وبحسب "WebMD"، يعتبر البلوغ المبكر المركزي الأكثر شيوعًا إذ تبدأ الغدة النخامية في صنع هرمونات تعرف بموجهات الغدد الجنسية "Gonadotropins"، هذه الهرمونات هي التي ينتج عنها وجود الخصيتين أو المبيضين والتي تكون مسؤولة عن إنتاج هرمونات أخرى كالـ"تستوستيرون" والاستروجين، وهذه الهرمونات الجنسية هي التي تسبب التغيرات التي تحدث في سن البلوغ مثل نمو الثدي لدى الفتيات. 

أعراض البلوغ المبكر ومساوئه

وفقًا لتقارير متخصصة، فإن أعراض البلوغ تكون ذاتها عند جميع الفتيات ولكن يختلف الوقت الذي تظهر فيه هذه الأعراض من فتاة إلى أخرى، وتشمل العلامات، بدء الثديين في النمو وهي غالبًا ما تكون العلامة الأولى، والحيض وعادة ما يبدأ عند الفتاة بعد مرور عامين أو ثلاثة بعد بدء الأعراض السابقة، وهي نمو سريع في الارتفاع أو الطول، وظهور حب الشباب. 

بينما للأمر مساوئ منها، زيادة الخطر بالإصابة بسرطان الثدي، وهي من أخطر المساوئ، وذلك لزيادة فترة التعرُّض لهرمونات المبيض على سنوات أطول، وزيادة التعرُّض للمشكلات النفسيَّة كالقلق والاكتئاب والاضطرابات في الغذاء، حيث إنَّ البنت في هذه السن لا تكون مؤهلة تماماً للتغيرات المصاحبة للبلوغ.

ويمكن تحجيم البلوغ المبكر وزيادته وذلك من خلال التركيز في الغذاء على الشق النباتي أكثر من البروتين الحيواني للإقلال من التعرُّض للمواد المضرة (EDCs) (endocrine disruption chemicals ) 

أيضًا، الزيادة من النشاط الرياضي بداية من سن الطفولة، والإقلال من الوجبات العالية السعرات، والأكل المصنع الذي يعتمد علي زيادة السعرات الحراريَّة ويفتقر للفيتامينات والمعادن المؤثرة في عمليَّة النمو، والإقلال من التعرُّض لبعض المواد الكيميائيَّة الضارة مثل BPA التي توجد بالأواني والأكواب البلاستيكيَّة، وثبت علمياً ضررها على الصحة. 

زواج مبكر بغرض الحماية

قال استشاري الطب النفسي، الدكتور جمال فرويز: “إن مشكلات البلوغ المبكر كثيرة إن لم يكن هناك وعي أسري، فقد يدفع الأمر الأهل إلى تزويج ابنتهم في سن صغيرة بغرض حمايتها، والزواج المبكر ليس كل شيء، فهناك توتر وقلق وخوف وضغوط نفسية وأخرى جسدية كالصداع قد تتعرض لها الفتاة”.

وأضاف “فرويز” في تصريحات خاصة لـ"جسور بوست": "لتفادي آثار المشكلة السلبية لا بد من مساندة الأم للفتاة وإن لم يكن لدى الأم وعي أصبح الأمر كارثياً على الفتاة، حيث إن الفتاة تحتاج إلى وقوف أمها بجانبها حتى تمر المشكلة بسلام وتعتاد الفتاة الأمر، وإلا تعرضت لمواقف سيئة كظهور بقع دماء على ملابسها مما يتسبب لها في صدمة عند كل دورة شهرية".

وتابع، قد يحدث تحرش للفتاة من ذوي النفوس الضعيفة، ومرت علينا حالات كثيرة نعالجها نفسيًا من آثار ذلك الأمر، ما يجب التأكيد عليه هو ضرورة مساندة الأم لابنتها وحمايتها من المحيط وتوعيتها بجسدها وإعلامها بأن هذا أمر طبيعي يحدث للفتيات ولا داعي للخجل منه.

                                                                     استشاري الطب النفسي، الدكتور جمال فرويز

أمراض نفسية يسببها.. منها الذهان

وعن خطورة المشكلة على الفتيات نفسيًا، قالت أخصائية علم النفس الإكلينكي، آية حسين: "إن هذه المشكلة مهمة بقدر خطورتها، فهناك حالات كثيرة لفتيات أشرف على علاجهن يعانين أمراضًا نفسية كثيرة على رأسها الذهان بسبب البلوغ المُبكر، وذلك بسبب كون أنها طفلة ذات ثماني أو تسع سنوات وتظهر عليها الأنوثة، أمر يتعجب له المجتمع المحيط، وقد يحدث تنمر وكذلك التحرش يكون عاملًا أساسيًا في رفض البنت لأنوثتها وتعرضها للاكتئاب".

                                                                     أخصائية علم النفس الإكلينكي، آية حسين

وتابعت: تلجأ بعض الفتيات لطرق غير صحية للتعامل مع الحالة، كالإصابة بفقدان الشهية العصبي كمحاولة لتقليل الوزن لتفادي زيادة الملامح الأنثوية، ويصل الأمر لرفض الأنوثة لديهن مما يتسبب في توقف الدورة الشهرية.

وعن التعامل الأصح مع تلك الحالة، قالت: "إن الأسرة عليها عامل مهم فإذا ما لاحظت بوادر اكتئاب لدى البنات التي تمر بتلك المرحلة وعدم قبول صورة الجسم عليها استشارة متخصص أمراض نساء للاطمئنان عليها فسيولوجيًا، وكذلك طبيب أمراض نساء لتعليم البنت مهارات وطرق لتقبل جسمها وما يطرأ عليه من تغيرات، كذلك لا بد من أن يصل للفتاة من قبل الأهل الدعم على اعتبار أن هذا أمر طبيعي، كذلك يحترم حدود جسدها، والاستئذان في الاحتضان والتلامس.