كوبا.. 100% من دوائر الكهرباء بالبلاد "مفصولة" بسبب الإعصار "إيان"

كوبا.. 100% من دوائر الكهرباء بالبلاد "مفصولة" بسبب الإعصار "إيان"
الإعصار "إيان"

ترك إعصار "إيان" 2.7 مليون شخص في كوبا بدون كهرباء طوال يوم أمس الثلاثاء، بينما تضرر باقي سكان البلاد لفترات مختلفة، حيث قالت سلطات اتحاد الكهرباء إن 100% من دوائر الكهرباء في البلاد مفصولة.

ووفقا لتقرير أعده ونشره مكتب المنسق المقيم لمنظومة الأمم المتحدة في كوبا، يغطي الفترة من الساعة 12 ظهرًا في 26 سبتمبر إلى الساعة 12 ظهرًا يوم 27 سبتمبر، وصل "إيان" إلى اليابسة في بلدة كولوما في مقاطعة بينار ديل ريو كإعصار من الفئة الثالثة، مع رياح مستدامة بلغت سرعتها 205 كم/ ساعة وعواصف أقوى.

انهارت شبكة الكهرباء في كوبا في وقت متأخر من مساء الثلاثاء، ما أدى إلى انقطاع التيار الكهربائي في سائر البلاد بعد مدة قصيرة من مرور الإعصار إيان، الذي اجتاح الطرف الغربي للجزيرة مصحوبا برياح عنيفة وفيضانات.

وضرب "إيان" مباشرة مقاطعة بينار ديل ريو والبلدية الخاصة جزيرة دي لا خوفينتود، كما تم الإبلاغ عن أضرار في مقاطعة أرتيميسا وفي عاصمة البلاد "هافانا"، وتشير التقديرات إلى تضرر أكثر من 3 ملايين شخص، من بين هؤلاء، هناك 500 ألف من الأطفال والمراهقين، و700 ألف من كبار السن.

وقال الرئيس الكوبي، ميغيل دياز كانيل" إن الأضرار التي خلفها إعصار "إيان" سوف تكون كبيرة، على الرغم من إجراء تقييمات أولية فقط.

وأدى مرور "إيان" عبر الجزيرة إلى تأثيرات استمرت لمدة 8 ساعات بين الساعة الثالثة صباحًا بقليل وظهر يوم 27 سبتمبر تقريبًا.

وحتى كتابة هذا التقرير، لم يتم الإبلاغ عن وقوع إصابات، ومع ذلك، فقد لحقت أضرار جسيمة بالبنية التحتية والإسكان والزراعة والكهرباء وخدمات الاتصالات.

وكانت مقاطعة بينار ديل ريو، هي المقاطعة الأشد تضرراً، تضم 75% من إنتاج التبغ في البلاد، وهو منتج تصدير رئيسي لكوبا، ونحو 40% من إنتاج الفول في البلاد.

وأثر "إيان" بشكل مباشر على العاصمة، التي لم تتأثر بحدث بهذا الحجم منذ 30 عامًا.

وذكرت وسائل الإعلام الرسمية نقلا عن المدير التقني لاتحاد الكهرباء في كوبا لازارو جيرا أن عطلا في نظام الكهرباء الوطني، مرتبط بالعاصفة إلى حد ما، أثر على البنية التحتية.

ويعتبر المركز أن الإعصار يصبح "شديد القوة" أي من فئة الثالثة والرابعة والخامسة على هذا المقياس عندما تبلغ سرعة الرياح المصاحبة له 178 كيلومترا في الساعة.

ومن شأن الإعصار في هذه الحالة أن يلحق أضرارا "مدمرة" بالمنازل والأبنية مع اقتلاع أشجار والتأثير سلبا على توزيع المياه والكهرباء.

وأعلن الدفاع المدني الكوبي، منذ الاثنين، حالة الإنذار في المقاطعات الست في غرب البلاد وهي: بينيار ديل ريو وارتيميسا وهافانا ومايابيكي وسينفويغوس وجزيرة خوبنتود الوقعة على بعد 344 كيلومترا جنوب العاصمة، وتراوح ارتفاع الأمواج بين خمسة وسبعة أمتار، وأجلت السلطات نحو 50 ألف شخص من بينيار ديل ريو.

وفي العاصمة الكوبية هافانا، البالغ عدد سكانها 2,1 مليون نسمة، تشكلت طوابير طويلة لشراء بعض المواد الغذائية، وأخرج صيادو هافانا مراكبهم من المياه وتحصنوا في منازلهم فيما راح بعض السكان يعزز المنازل الخشبية.

التغيرات المناخية

شهدت الأرض مؤخرا مجموعة من الظواهر المناخية الشديدة، مثل الفيضانات وموجات الحر والجفاف الشديد، والأعاصير، وحرائق الغابات، كل هذا بسبب ارتفاع درجة حرارة الكرة الأرضية بنحو 1.1 درجة مئوية منذ بداية عصر الصناعة، ويتوقع أن تستمر درجات الحرارة في الارتفاع ما لم تعمل الحكومات على مستوى العالم من أجل خفض شديد للانبعاثات.

دراسات وتحذيرات

وتحذر الدراسات العالمية من ظاهرة التغير المناخي وارتفاع درجة حرارة الكوكب، لما لها من تأثير مباشر على هطول الأمطار الغزيرة والسيول والفيضانات والجفاف والأعاصير والتصحر وانتشار الأوبئة والأمراض.

وأكد خبراء في مجال البيئة خطورة حرائق الغابات والتي يترتب عليها فقدان أكبر مصنع لإنتاج الأكسجين بالعالم مقابل ارتفاع نسبة ثاني أكسيد الكربون، ما ينذر بتصاعد ظاهرة الاحتباس الحراري.

وفي السياق، حذَّر الأمين العام للأمم المتحدة، ​أنطونيو غوتيريش​، من أن "نصف البشرية يقع في منطقة الخطر، من جراء ​الفيضانات​ والجفاف والعواصف الشديدة وحرائق الغابات​"، مؤكداً أنه "لا يوجد بلد محصن".

ويؤكد التقرير الأخير الصادر عن الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ الضرورة الملحة لمعالجة الآثار المكثفة لتغير المناخ وضمان التكيف والمرونة لدى الفئات الأكثر ضعفاً.



 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية