حصاد الحريات.. 2022 عام الحرب والخراب والتشريد لملايين البشر
حصاد الحريات.. 2022 عام الحرب والخراب والتشريد لملايين البشر
"كل
الحروب، ظاهرة من ظواهر فشل الإنسان، كحيوان مفكر"، هكذا قال الروائي جون
شتاينبك واصفا المعارك الحربية التي تخوضها بعض الدول ضد غيرها، على اعتبار أنها
شر من صنع الإنسان، تولد في عقول البشر، وتفتك بالبشرية وبحقها في الحياة والعيش
الآمن، وكذلك الحق في الاختلاف والتطور.
ودائمًا ما تكون ثقافة
الحروب، هي ثقافة الموت المشترك، لأكبر عدد من البشر وبأبشع الطرق، وهي ثقافة
تتعطش دوما للدماء، ولا تحمى الأبرياء ولا البيئة.
وقدّر البنك الدولي أن هناك
أكثر من مليار شخص حول العالم ممن عاشوا في مناطق متأثرة بالنزاعات المسلحة
والحروب.
ومن جانبها، قدّرت المفوضية
العُليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة أنّ هُناك ما يُقارب 60 مليون مدني
قد نزحوا ورُحّلوا قسراً من ديارهم إلى مناطق أُخرى، بسبب الحرب التي جعلت حياتهم
مُعرضة للخطر وذلك اعتباراً من عام 2015م، ويُعتبر هذا الرقم أكبر عدد لاجئين
سُجّل منذ الحرب العالمية الثانية.
وأثارت هذه الأرقام الضخمة
اهتماماً واسعاً، وذلك لوضع سياسات للتعامل مع الاضطرابات النفسية التي قد تظهر
على المدنيين نتيجة للحرب، حيثُ أثبتت العديد من الدراسات والأبحاث أنّ الأشخاص
المدنيين الذين عاشوا الحرب، أو نزحوا من بلادهم هم أكثر عُرضة للإصابة بحالات
الاكتئاب والصدمات النفسية، والضيق النفسي الشديد، من غيرهم من الأشخاص الذين لم
ينزحوا من بلادهم، أو يعيشوا ظروف الحروب القاسية.
لا شك إذن أن للحرب آثارا
عديدة تظهر على المدى القريب، إلا أن تأثيرها على المدى البعيد كارثي أيضاً.
فوفقًا لمحللين وخبراء، فالحرب لها تأثير كبير على صحة الأفراد في المجتمعات ورفاهيتهم، حيثُ أظهرت العديد من الدراسات أن الحروب تسببت في وقوع عدد من الوفيات والإعاقات يفوق أي عدد قد سببه أي مرض خطير آخر، وتكمن خطورة الحروب بأنها تدمّر الأسر التي تعد أساس المجتمعات، وهو الأمر الذي ينتج عنه خلل في النسيج الاجتماعي للدولة، بالإضافة إلى ما سلف ذكره من آثار مادية ونفسية تخلّفها على الأفراد، ينتج عن الحروب انخفاض كبير في رأس المال المادي والبشري، فبالإضافة إلى ما تتسبب به هذه الحروب من إزهاق مباشر لأرواح الأفراد، هُناك دراسات -وإن كانت غير قاطعة- تشير إلى ارتباط الحروب بظواهر خطيرة أخرى، مثل انتشار الفقر، وسوء التغذية، والإعاقات المختلفة، والأمراض النفسية والاجتماعية، وعدد كبير من المشكلات التي لا حصر لها.
"جسور بوست"، ترصد ما أحدثته الحروب وآثارها المدمرة على الشعوب في 2022
أوكرانيا نموذجًا
لم يكن لأحد أن يتخيل ما
سيخلفه قرار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في فبراير من العام الجاري 2022، من
تأثير مدمر لاقتصاديات وغذاء العالم أجمع، وليس أوكرانيا وحدها.
وهنا لا يمكننا الفصل بين
تأثير الحرب الروسية الأوكرانية على الشعبين الروسي والأوكراني عن تأثير الحرب على
العالم.
أولاً: تأثير الحرب على
أوكرانيا
خلفت الحرب الروسية على
أوكرانيا وضعًا إنسانيًا مقلقًا في جميع أنحاء البلاد، حيث ذكر تقرير حديث
مشترك صدر عن البنك الدولي والمفوضية الأوروبية والحكومة الأوكرانية أن تكلفة
إعادة إعمار أوكرانيا خاصة اقتصادها تتجاوز 349 مليار دولار، أي ما يعادل 346 مليار
يورو.
وأضاف التقرير أن
"تأثير الغزو سوف يظل مستمرا على مدى أجيال، مع نزوح العائلات وتفرقها
واضطراب التنمية البشرية وتدمير التراث الثقافي وتراجع مسار الاقتصاد الإيجابي
والفقر".
جدير بالذكر أن التقرير يغطي
خسائر الحرب منذ بدايتها وحتى الأول من يونيو، ما يعني أن التقرير لا يشمل الخسائر
التي وقعت خلال الأشهر الماضية.
ويقدر التقرير تكلفة الأضرار
المباشرة الناجمة عن الحرب بحوالي 97 مليار دولار، جراء الخسائر التي لحقت
بالمنازل والمباني ووسائل النقل والتجارة والصناعة، فيما وصلت خسائر تعطيل الإنتاج
والنشاط الاقتصادي إلى نحو 252 مليار دولار.
وقدمت الأمم المتحدة
والشركاء الإنسانيون في أوكرانيا مساعدات منقذة للحياة لما يقرب من 10 ملايين شخص
منذ بدء الحرب، مع ذلك، واجه العاملون في المجال الإنساني عوائق حالت دون وصولهم
إلى المناطق التي يحتاج الناس فيها بشدة إلى الدعم.
وتحدثت المنسقة الإنسانية،
أوسنات لوبراني، مسؤولة الأمم المتحدة عن الوضع المتدهور واحتياجات الأشخاص
المتضررين والتحديات التي يواجهها العاملون في المجال الإنساني في أوكرانيا لدعم
المحتاجين.
وأوضحت أنه منذ اندلاع الحرب
الروسية على أوكرانيا، تمزقت حياة كل امرأة ورجل وخاصة الأطفال في أوكرانيا، فقد
قُتل أحباؤهم وأصيبوا وتعرضوا للصدمة، وتشتت عائلاتهم وتعرضت آلاف المنازل للقصف،
وهناك نحو 16 مليون شخص بحاجة للمساعدات.
وأشارت المسؤولة الأممية إلى أن ما يقرب من 16 مليون شخص في أوكرانيا يحتاجون اليوم إلى مساعدات إنسانية من ماء، وطعام، وخدمات صحية، وسقف فوق رؤوسهم، وحماية.
وأضافت أن أكثر من 6 ملايين
شخص لا يزالون نازحين داخليا، وتمكن حوالي 5 ملايين من العودة، لكن الكثيرين
يعرفون أنهم قد يضطرون إلى الفرار مرة أخرى، وأصبح أكثر من 5.3 مليون شخص لاجئين
في بلدان أخرى.
وعن الضحايا، قالت، وفقًا
لتقارير أول 6 أشهر، فالعدد بلغ تقريبا 5,000 مدني قُتلوا وأكثر من 5,000 جريح،
وهذا مجرد جزء يسير من واقع مخيف، على حدّ تعبيرها.
وتابعت: "ناهيكم عن
الأرقام، التي هي أيضا غير دقيقة لأننا لم نتمكن من التحقق من جميع التقارير
الواردة، عن المستشفيات والمدارس والمنازل المتضررة".
ثانياً: تأثير الحرب على
العالم
لم تقتصر عواقب الحرب التي
شنتها روسيا على أوكرانيا على مجرد اهتزاز الأوضاع بالفعل في هذين البلدين وحسب،
لكنها طالت المنطقة والعالم بأسره.
وكما تنبأ صندوق النقد
الدولي، دفعت الحرب الأوكرانية الروسية العالم إلى إعادة النظر في المنظومة
الاقتصادية العالمية، إذ زعزعت الحرب أساسات الاقتصاد في أغلب دول العالم، وسط أزمات
تتصاعد في الأمن الغذائي وأمن الطاقة، وتُقدر تكلفة تأثير الحرب في أوكرانيا على
الاقتصاد العالمي تقدر بحوالي 2.8 تريليون دولار بنهاية عام 2022.
وتسببت العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا في ارتفاع أسعار الطاقة، ما أضعف إنفاق الأسر وقوض ثقة الأعمال التجارية، وفاقم خلل سلاسل التوريد، وتسبب في نقص الغذاء والضروريات الأخرى، وهز الأسواق في جميع أنحاء العالم، كذلك فإن استهلاك الطاقة سيحتاج إلى الخفض بنسبة تتراوح بين 10 و15 في المئة مقارنة بالسنوات الأخيرة.
ويهدد الارتفاع الحاد
للأسعار عددا متزايدا من الشركات، التي اضطر بعضها لخفض أنشطته.
أما عن الناتج المحلي
الإجمالي العالمي فسينمو بنسبة 2,2% في مقابل 2,8% بالتوقعات السابقة في يونيو،
رغم أن توقعات النمو لهذا العام كانت 3% بعدما خفّضتها بشكل واضح في الأشهر
الأخيرة.
كذلك كان للحرب الروسية
الأوكرانية بالغ الأثر السلبي على غذاء العالم، وذلك بسبب اضطرابات شحن
الحبوب، لكن الشرق الأوسط كان من بين الأكثر تضررًا، حيث يأتي حوالي ثلث القمح في
العالم من روسيا وأوكرانيا، وبعض دول الشرق الأوسط تعتمد على هذين البلدين في أكثر
من نصف وارداتها.
وتعرضت ليبيا التي مزقتها
الحرب ولبنان الممزق اقتصاديًا لضربة قوية من الاضطرابات في تصدير الحبوب، إلى
جانب مصر، أحد أكبر مستوردي القمح في العالم.
واستؤنفت صادرات الحبوب
الأوكرانية في أواخر يوليو بعد اتفاق بوساطة الأمم المتحدة بين كييف وموسكو،
واستقرت أسعار المواد الغذائية العالمية منذ ذلك الحين، لكن الكثيرين في الشرق
الأوسط لا يزالون ينتظرون الشحنات المتوقفة.
سوريا تئنّ
خلفت الحرب في سوريا، لأكثر
من عقد من الزمن، ندوبًا لا تُمحى على رجالها ونسائها وأطفالها.
فعلى الرغم من الهدوء
الذي يشهده العديد من جبهات القتال في السنوات الأخيرة، زادت "الانتهاكات
الجسيمة لحقوق الإنسان الأساسية والقانون الإنساني" في جميع أنحاء البلاد
خلال 2022.
وحذرت الأمم المتحدة، في
تقرير لها بداية 2022، من خطر تصاعد الصراع الدامي في سوريا، بعد اندلاع عدة جبهات
قتال في جميع أنحاء البلاد.
وقال رئيس لجنة التحقيق
بشأن سوريا التابعة للأمم المتحدة، باولو سيرجيو بينيرو: "لا تستطيع
سوريا تحمل العودة إلى القتال على نطاق أوسع، لكن هذا هو ما قد تتجه
إليه".
وقال للصحفيين في جنيف:
"كان لدينا اعتقاد في وقت ما أن الحرب انتهت تماما في سوريا"، لكن
الانتهاكات الموثقة في التقرير تثبت عكس ذلك.
وخلص التقرير المؤلف من 50 صفحة إلى أنه على الرغم من الهدوء الذي تشهده العديد من جبهات القتال في السنوات الأخيرة، فقد زادت "الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان الأساسية والقانون الإنساني" في جميع أنحاء البلاد، خلال الأشهر الستة الماضية.
وأشار التقرير إلى اندلاع
قتال في شمال شرقي سوريا وشمال غربها، تسبب في سقوط عشرات القتلى من
المدنيين، وحد من إمدادات الغذاء والماء.
وقال عضو اللجنة هاني مجلي،
إنه وثق خلال الأشهر الثلاثة الماضية على وجه الخصوص شن المقاتلات الروسية المزيد
من الغارات على المناطق التي تسيطر عليها المعارضة.
معاناة في اليمن
تُصنف الأمم المتحدة الحرب
اليمنية وعواقبها على أنها أسوأ أزمة إنسانية في العالم، إنها حرب دموية بالوكالة.
فمع تصاعد وتعدد أشكال
الصراع اليمني المنقسم على نفسه، ترتفع نسبة الفقر والجوع وتزيد الانتهاكات، ليفقد
الشعب اليمني كامل حقوقه الإنسانية من مأكل ومشرب وغذاء وحريات.
في عام 2022، لم يتغير شيء،
ما زال العالم يدير ظهره لأسوأ أزمة إنسانية لقي بسببها ما لا يقل عن 400 ألف شخص
مصرعهم في الصراع اليمني، ونزح ملايين اليمنيين.
يعاني أطفال اليمن على كافة
المستويات، أعلنت الأمم المتحدة في تقرير لها عام 2022، أن المعطيات تشير إلى مقتل
أو تشويه أكثر من 10,200 طفل، وتم التحقق من تجنيد ما يقرب من 3,500 طفل
واستخدامهم في اليمن منذ بداية النزاع، واعتبر اليمن واحدا من البلدان التي
لديها أكبر عدد من حوادث الحرمان من وصول المساعدات الإنسانية إلى السكان
المحتاجين، بمن في ذلك الأطفال.
أظهر تقرير لليونيسف منتصف
2022، ارتفاع مستوى سوء التغذية الحاد بين الأطفال دون سن الخامسة، إذ يعاني 2.2
مليون طفل في جميع أنحاء اليمن من سوء التغذية الحاد، بمن في ذلك ما يقرب من نصف
مليون طفل يواجهون سوء التغذية الحاد الوخيم، وهي حالة تهدد الحياة.
بالإضافة إلى ذلك تعاني حوالي 1.3 مليون امرأة حامل أو أم مرضعة من سوء التغذية الحاد.
وارتفع مستوى سوء التغذية
الحاد بين الأطفال الصغار والأمهات في اليمن، ومن بين أسوأ المناطق محافظات حجة
والحديدة وتعز، ويواجه الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية الحاد الوخيم خطر
الوفاة، إذا لم يتلقوا التغذية العلاجية المطلوبة.
وفي المناطق التي تسيطر
عليها الحكومة، وثقت اللجنة مقتل قادة سابقين للمعارضة والعديد من مداهمات المنازل
واستمرار التعذيب وسوء المعاملة في مراكز الاحتجاز.
ووثقت اللجنة أكثر من
12 غارة إسرائيلية في أنحاء سوريا في الأشهر الستة الأولى من عام 2022، من بينها
هجوم على مطار دمشق الدولي أدى إلى توقفه عن العمل لمدة أسبوعين تقريبا.
أمّا الخسائر البشرية فأتت
كارثية، وتم التعامل مع الأرواح على أنها سلعة يمكن الاستغناء عنها، فيما العالم
يتفرّج مكتوف الأيدي.
ولا تزال الجرائم الوحشية
والانتهاكات تُرتكب حتى هذه اللحظة، فيما يتكبد المدنيون في سوريا أفظع
الخسائر.
وفي تقرير للأمم المتحدة صدر
في يونيو 2022 يبرز حجم النزاع وأثره على المدنيين، وقُدّر وقوع 163,537 حالة وفاة
مدنية إضافية، وبذلك وصل إجمالي عدد القتلى في صفوف المدنيين المقدّر إلى رقم صادم
بلغ 306,887 قتيلاً خلال فترة 10 سنوات، وهو أعلى رقم قُدّر حتى اليوم لعدد
المدنيين الذين قتلوا كنتيجة مباشرة للنزاع.
هذا يعني أنه في كل يوم منذ
بدء النزاع في مارس 2011، قُتِل 83 مدنيًا، ومن بينهم 9 نساء و18 طفلاً.
حرب وخراب
وتعقيبًا، قال رئيس الجالية
المصرية في أوكرانيا ورئيس الاتحاد العام للمصريين بأوكرانيا، ورئيس الاتحاد
العالمي للكيانات المصرية بالخارج، علي فاروق، إن ما خلفته الحرب على أوكرانيا
والعالم صعب من جميع النواحي الاجتماعية والاقتصادية والعسكرية والبيئية، إنها حرب
وخراب بيوت، ولو لم نضطر في أوكرانيا لخوض الحرب لما خضناها، لكنه غزو يجب التصدي له.
وتابع في تصريحات خاصة لـ"جسور بوست"، لأول مرة نجد الغرب يعاني تضخمًا وارتفاع أسعار، وتم رفع سعر الفائدة أكثر من مرة في وقت قياسي، تستخدم أمريكا أوكرانيا كعصاة لكسر الهيمنة الروسية أو الحرب بالوكالة، والجميع يعلم ذلك، وقضي الأمر، ونحن الآن داخل المعترك، والآن العالم يعلم بمن فيهم الأوكران، أن أوكرانيا تواجه الروس نيابة عن الأمريكان، ولكن ليس هناك حل.
وأضاف، نحن نعاني اقتصاديًا،
حيث توقفت شركاتنا ومزارعنا وقضت الحرب على الأخضر واليابس، وإن كانت هناك مساعدات
مادية، فمن سيحيي من قتلوا ويعوض كل هذا الدمار.
سوريا في مرمى الخراب
قالت الناشطة الحقوقية
السورية، ملك الديب، إن ما حدث لسوريا وللسوريين بسبب الحرب هو خراب شامل للإنسان
وللأرض، لم يبقَ لنا شيء نستطيع القيام من خلاله، هي محاولات نتمنى أن تنجح، لكي
يرى العالم ما نعانيه ونواجهه.
وأضافت ملك لـ"جسور بوست"، لدينا 9 ملايين مواطن سوري يعيشون تحت الفقر، في مناطق سيطرة النظام، وخروج متظاهرين رسالة ضد تجويع الشعب في فبراير الماضي، لقد كان عصيانا مدنيا تخلله قطع للطرقات الرئيسية ودعوات لإغلاق الدوائر الرسمية، احتجاجاً على تردي الوضع الاقتصادي وتفشي الفقر والبطالة.
وأتمت، تعاني سوريا ونعاني
معها، من أزمة اقتصادية حادة منذ سنوات طويلة بفعل الحرب الطاحنة، تشمل الوقود
والطاقة والخبز، إضافة إلى انهيار الليرة، ما عاد بآثار كارثية على كل مفاصل
الحياة فيها وجعل منها حياة متاحة بشق الأنفس.
البعد الاقتصادي للحروب
قال الخبير الاقتصادي، هاني توفيق، إن الحرب لا تعني سوى شيء واحد وهو "الهلاك"، وتتدفق آثار الحروب خاصة الحرب الأوكرانية من خلال 3 قنوات رئيسية، أولا، ارتفاع أسعار السلع الأولية كالغذاء والطاقة سيدفع التضخم نحو مزيد من الارتفاع، ما يؤدي بدوره إلى تآكل قيمة الدخول وإضعاف الطلب، وهذا رأيناه بالفعل 2022، وثانيا، الاقتصادات المجاورة بصفة خاصة سوف تصارع الانقطاعات في التجارة وسلاسل الإمداد وتحويلات العاملين في الخارج، كما ستشهد طفرة تاريخية في تدفقات اللاجئين.
وتابع في تصريحات خاصة
لـ"جسور
بوست"،
وثالثا، تراجع ثقة مجتمع الأعمال وزيادة شعور المستثمرين بعدم اليقين سيفضيان إلى
إضعاف أسعار الأصول، وتشديد الأوضاع المالية، وربما الحفز على خروج التدفقات
الرأسمالية من الأسواق الصاعدة.
وأتم قائلا، بما أن روسيا وأوكرانيا من أكبر البلدان المنتجة للسلع الأولية، فقد أدت انقطاعات سلاسل الإمداد إلى ارتفاع الأسعار العالمية بصورة حادة، ولا سيما أسعار النفط والغاز الطبيعي.