"غرف ذكية وروبوتات".. قطار إنجازات المجال الصحي بالإمارات لا يتوقف

للوصول إلى مصافّ الدول المتقدمة

"غرف ذكية وروبوتات".. قطار إنجازات المجال الصحي بالإمارات لا يتوقف

بسرعة غير مسبوقة في تحقيق الإنجازات، تسير دولة الإمارات العربية المتحدة على قدم وساق مع دول العالم الأكثر تقدمًا في مجال الرعاية الصحية. 

وخلال السنوات الماضية، شهدت دولة الإمارات زيادة كبيرة في عدد السكان بسبب النمو الكبير في مختلف القطاعات الاقتصادية، ما أدى إلى تدفق العمالة من مختلف الفئات الثقافية والدينية.

ووفقاً لبيانات البنك الدولي، بلغ عدد سكان دولة الإمارات نحو 10 ملايين نسمة، بينهم نحو 8 ملايين من الوافدين إليها، إذ يعيش على أرضها أكثر من 200 جنسية لأغراض العمل والتعليم وغيرها.

جهود مكافحة كورونا

وتركت الإمارات بصمة مؤثرة في مجال مكافحة فيروس كورونا، إذ أثبتت جدارتها في مجال الصحة على مستوى العالم، من خلال اتخاذ حزمة من القرارات لحماية مواطنيها والمقيمين على أراضيها.

وبجانب توفير العديد من المستشفيات والمراكز المخصصة لتقديم لقاح كورونا مجاناً، لعبت مراكز فحص الفيروس ومستشفيات الحجر الصحي دورا بارزا في تحدي الوباء العالمي وتقليل نسب انتشاره في البلاد.

كما أسست صندوقا باسم ”الإمارات وطن الإنسانية" لتوحيد الجهود الوطنية للتصدي لوباء كورونا، كما وفرت مساعدات إنسانية سخية للدول الأخرى لتخفيف معاناة شعوبها في مواجهة الجائحة.

وكانت الإمارات من أوائل الدول التي استخدمت العلاجات المبتكرة للمصابين بالفيروس، من خلال علاج الخلايا الجذعية، فضلا عن بناء أكبر مختبر بالعالم لفحوصات كورونا للحد من انتشار الفيروس.

علاج السرطان

إنجازات الإمارات لم تتوقف عند محطة مكافحة كورونا، حيث تم تشييد مستشفى حمدان بن راشد الخيري لرعاية مرضى السرطان في دبي عام 2021، ليكون أول مستشفى يقدّم خدمات عالمية لمرضى السرطان غير القادرين على تحمّل تكلفة العلاج في الدولة.

ويتوقع أن يتم افتتاح المستشفى في عام 2024، بقدرة استيعابية 30 ألف مريض سنوياً، كما ينفرد أيضا بتصميم يتسم بالاستدامة البيئية دعماً لاستراتيجية المدن المستدامة الخضراء في الإمارات.

وقبل ذلك بسنوات، دشنت الإمارات في عام 2016 أول مركز لعلاج السرطان بـ"البروتون" في الشرق الأوسط، وذلك بعد أن حققت هذه التقنية نجاحًا باهرًا في علاج الحالات السرطانية المختلفة بنسبٍ مرتفعة، كما أنه من المتوقع أن يتحول المركز لوجهة فريدة للسياحة العلاجية.

واستخدام تقنية "البروتون" في علاج مرضى السرطان يعد طفرة نوعية كبيرة في الطرق العلاجية داخل الدولة، ويجعلها في مقدمة الدول التي تستخدم أفضل الطرق العلاجية المبتكرة عالمياً.

وأطلقت وزارة الصحة أيضا حملة مجانية للفحص المبكر عن سرطان الثدي، بحيث تدرج هذه الحملة ضمن قائمة المبادرات المنظمة بالدولة، لتوفير أعلى درجات الحماية الطبية في المجتمع.

الرفاهية العلاجية

وبخلاف تقديم الرعاية الصحية، تسخّر الحكومة جهودها لتقديم الرفاهية في الملف الصحي لجميع المواطنين أو المقيمين بمختلف الأعمار، من خلال عدة إجراءات أبرزها التعامل مع حالات الطوارئ برقم مجاني، إلى جانب توجيه الإسعاف الجوي للمرضى في الحالات الحرجة.

كما تقدم أيضا خدمة مخصصة للحالات الطارئة لذوي الإعاقة بالحصول على المساعدة من خلال إرسال رسالة نصية إلى رقم مجاني بتقديم تفاصيل الحادث مزود بالموقع الجغرافي ورقم الهاتف الممكن الاتصال به من قبل رجال الشرطة.

وأقامت الإمارات مدنًا متخصصة للرعاية الصحية، بحيث تحتضن كل منها مجمعات طبية تخدم مختلف التخصصات، وهذه المدن هي: الشارقة للرعاية الصحية، والشيخ خليفة الطبية، ودبي الطبية.

وتحتل دولة الإمارات المركز الأول عالمياً، في عدد المنشآت الصحية المعتمدة، ومنها المستشفيات التي تحوز أكثر من 85% منها على الاعتماد الدولي، وفقاً لتقارير اللجنة الدولية المشتركة لاعتماد المنشآت الصحية.

البوابات الذكية

وخصصت وزارة الصحة بوابة بعنوان "المريض الذكية"، لتتيح فرصة للمريض للاطلاع على الملف الصحي الخاص به، والتعرف على المواعيد اللاحقة مع الطبيب المختص، لتسهيل المتابعات الصحية للمرضى.

فيما تم تدشين تطبيق هاتفي باسم "اطمئنان" للوقاية من الأمراض غير السارية (لا تنتشر عن طريق العدوى) في إطار استراتيجية توفير حياة صحية أفضل في المجتمع الإماراتي.

والأمراض غير السارية هي السكري، وضغط الدم، واضطرابات القلب، والأوعية الدموية، والجهاز التنفسي، والسرطان وغيرها.

وفي عام 2017، أعلنت وزارة الصحة، انطلاق خدمة صرف الأدوية بواسطةِ الصيدلية الذكية أو الروبوتية الخاصة بالعيادات الخارجية التابعة لمستشفيات، للتخلص من الأخطاء الدوائية وانتظار طوابير المراجعين في الصيدليات.

كما نفذت مشروعا باسم "غرف المرضى الذكية" سعيا لملاحقة آخر التطورات التكنولوجية في مجال الصحة، لتقديم مستوى رفيع من الرعاية للمرضى، بحيث تزود هذه الغرف بطرق ذكية تشكل حلقة وصل بين الجهات المعنية ومقدمي الخدمة، إضافة إلى الأنظمة التعليمية والترفيهية المختلفة للمرضى الموجودين داخلها وربطِ الملف الطبي للمريض بالأجهزة الطبية في الغرفة.

التأمين الصحي

وفي ما يتعلق بالتأمين الصحي للمواطنين، تحرص الإمارات على تقديم التأمين الصحي المجاني بطرح برنامج ثقة بواسطة حكومة أبوظبي؛ والذي يمنح تغطية طبية شاملة لكل شرائح المجتمع فيها من المواطنين الإماراتيين.

وتضع الدولة حزمة من بطاقات ثقة بين يدي الإماراتيين المقيمين في إمارة أبوظبي، إذ تُمكّنهم هذه البطاقات من التمتع بأفضل الخدمات الصحية في الإمارات في المرافق الصحية الخاصة والعامة.

وبدورها أولت الهيئات الصحية في الإمارات اهتماما كبيرا بمجالات الطب التقليدية، والتي يأتي أبرزها الطب البديل والطب التكميلي والطب الصيني والهندي التقليديان، والمعالجة اليدوية، والعلاج بالمواد الطبيعية.

ووجهت وزارة الصحة بإطلاق استراتيجية وطنية لمكافحة السكري بين عامي 2009-2018، للتشخيص المبكر للسكري في العلاج والوقاية من المرض، وتسخير السبل أمام المريض للوصول إلى الخيارات بشقيها: وقائية أو علاجية.

وأطلقت الدولة سياسة وطنية يتمثل دورها في الوقاية من الأمراض، إلى جانبِ إطلاق البرامج الصحية المتخصصة، كما لم تتوانَ عن تعزيز برامج التطعيم، وإقامة عيادة الدرن (السُّل)، ومراكز اللياقة الصحية المختلفة، وعيادة المسافرين، وذلك للحد من انتشار الأمراض المعدية.

الروبوتات الصحية

وكأحد مظاهر التطور التكنولوجي في الملف الصحي بالإمارات، تم استخدام الروبوت (الإنسان الآلي) في مستشفيات الدولة، فيما تم استخدام الروبوت الجراحي بمختلف المجالات مؤخرًا.

ومنذ عام 2014 أعلنت الدولة توظيف تقنية الروبوت في العمليات الجراحية، منها: عمليات القسطرة القلبية، وجراحات النساء والولادة ضمن برنامج جراحات الروبوت في مجال أمراض النساء والولادة، حيث حقق نجاحًا ملموسًا لقدرته على الوصول إلى المناطق المعقدة في جسم الإنسان بدقةٍ متناهية في العمليات.

وفي ما يتعلق بصحة الأطفال، أطلقت وزارة الصحة تطبيقا ذكيا باسم "أطفال الصحة" لتطوير مهارات الأطفال وتعزيز الوعي لديهم؛ بحيث يكفل بناء حياة صحية متكاملة تبعًا للأجندة الوطنية لدولة الإمارات.

وبمقتضى هذا التطبيق تتصدى الوزارة لمشكلة السمنة بين الأطفال، لتقليل معدلاتها قدر الإمكان، وترسيخ جذور السلوكيات الوقائية من السمنة بين الأطفال.

حقوق وواجبات

وضمنت حكومة الإمارات للمرضى عددًا من الحقوق مع الإلزامِ بالواجبات المفروض الاطلاع عليها ضمن ما يعرف باسم "ميثاق المريض"، والتي يأتي أبرزها: الحصول على العلاج بأفضل المستويات والمعايير المهنية، والحفاظ على بيانات المريض الخاصة بأعلى درجات السرية والخصوصية.

كما تتضمن إمكانية استشارة رأي طبي آخر عند رغبة المريض في ذلك، وتوفير الحماية الفائقة للمريض جسديًا ونفسيًا ولفظيًا، وإتاحة المعلومات الدقيقة للمريض حول النفقات والتكاليف المطلوبة قبل الشروع في العلاج فعليًا، إضافة إلى إمكانية القبول أو الرفض المطلق لأي وسيلة علاجية.

وتشمل الحقوق أيضا تقديم شرح وافٍ حول العلاجات المتوفرة والبدائل وما يترتب عليها من آثار جانبية، مع توضيح القرار المتخذ بلغةٍ مفهومة، وإمكانية تقديم الشكوى حول ما حصل عليه المريض من رعاية طبية وخدمات.

وفي ما يتعلق بالواجبات، فأبرزها: تقديم الاحترام لكل العاملين والمرضى الآخرين وكفالة حقوقهم، وسداد المستحقات المالية المترتبة على العلاج، والالتزام باللوائح والقواعد الخاصة بالعلاج، وتقديم الحالات الطارئة ومنحها الأولوية، وتقديم الوثائق الرسمية التي تكشف المعلومات والبيانات الدقيقة للمريض. 

وبين الغرف الذكية والروبوتات، أضافت وزارة الصحة الإماراتية طرقا مستحدثة وفريدة للعلاج، لتكون الأولى على مستوى الشرق الأوسط.

ولا تزال إنجازات دولة الإمارات في مجال الصحة تتطور عامًا تلو الآخر، وتبهر العالم بما آلت إليه من تطوراتٍ طبية، ويُدرج ذلك تحت مظلة رؤية الإمارات في بلوغ القمة بالتطور في العالم.
 
 
 
 
 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية