مصر تبدأ إجراءات إجلاء مواطنيها من المناطق الآمنة بالسودان
مصر تبدأ إجراءات إجلاء مواطنيها من المناطق الآمنة بالسودان
في إطار جهود مصر لتنفيذ خطة إجلاء المواطنين العالقين في السودان، بدأت إجراءات إجلاء عدد من المواطنين المصريين من المناطق الآمنة بالسودان، بالتنسيق مع السلطات السودانية.
وأفادت وزارة الخارجية في بيان بأن القنصلية المصرية في الخرطوم وبورسودان والمكتب القنصلي في وادي حلفا مستمرون في التنسيق مع المصريين الجاري إجلاؤهم من خلال بورسودان ووادي حلفا.
ومن جانبها، أكدت وزيرة الدولة للهجرة وشئون المصريين بالخارج سها جندي، أنها تتابع على مدار الساعة أوضاع الجالية المصرية بالسودان، وأنه سيتم إجلاء المواطنين طبقا للخطة المعلنة والتي تراعي سلامتهم وفقا لأماكن وجودهم وتطرح التحرك بأقصى درجات الحيطة والحذر.
وأوضحت وزيرة الهجرة -في تصريح صحفي اليوم الأحد- أن السلطات المصرية تقوم بالتنسيق في هذا مع السلطات السودانية من أجل تنفيذ خطة الإجلاء وضمان أمن وسلامة المواطنين.
ودعت الوزيرة أبناء مصر الموجودين خارج العاصمة الخرطوم بالتوجه إلى نقطتي التجمع التي تناولها بيان وزارة الخارجية المصرية الصادر صباح اليوم والذي أعيد نشره على صفحة وزارة الهجرة، ألا وهما مقر القنصلية العامة المصرية بمدينة بورسودان بولاية البحر الأحمر، ومكتب وادي حلفا القنصلي بمدينة وادي حلفا بولاية الشمالية، وذلك تمهيدا لإعادتهم إلى أرض الوطن.
كما ناشدت أبناء مصر الموجودين بمدينة الخرطوم الابتعاد عن مناطق التوتر والاشتباكات والانفلات الأمني، والتزام مناطق سكنهم، ومتابعة صفحات وزارة الهجرة التي تقوم بنشر كل المستجدات والتعليمات بصورة دائمة إلى أن يتم إجلاؤهم في أقرب وقت ممكن.
تداعيات النزاع
وخلفت المعارك الشرسة الجارية في السودان منذ 15 إبريل بين الجيش بقيادة عبدالفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو، مقتل أكثر من 420 شخصا وإصابة 3700 بجروح، بالإضافة إلى نزوح عشرات آلاف الأشخاص من أماكن المعارك نحو ولايات أخرى في السودان، أو في اتجاه تشاد ومصر.
وأجلت العديد من الدول بعثاتها الدبلوماسية وعائلاتهم من السودان مع إصدار تحذيرات للرعايا الموجودين بتوخي الحذر والمغادرة في أقرب فرصة متاحة لهم.
وتتسع رقعة المعارك التي بدأت في 15 إبريل يوما بعد يوم، ويمتد النزاع الكامن منذ أشهر، إلى أحياء جديدة في الخرطوم ومناطق جديدة من البلاد لا سيما في دارفور.
ولجأ بين عشرة آلاف وعشرين ألف شخص فارين من المعارك إلى تشاد المجاورة، كما ذكرت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.
ويستقبل شرق تشاد أساسا أكثر من 400 ألف لاجئ سوداني، "والوافدون الجدد سيشكلون ضغطا إضافيا على الخدمات العامة والموارد في البلاد التي تواجه اساسا وضعا يفوق طاقتها"، على حد قول المفوضية.
في نهاية فبراير، أكدت الأمم المتحدة أن أكثر من ثلث السكان في السودان سيحتاجون إلى مساعدات إنسانية في 2023 بسبب الجوع وزيادة عدد النازحين.
وفي سياق الأزمة حذرت المنظمة غير الحكومية "مجموعة الأزمات الدولية" من أن "ملايين المدنيين محاصرون في القتال وتنفد لديهم بسرعة المواد الأساسية" فيما حذر خبراء من أن "النزاع يمكن أن ينزلق بسرعة إلى حرب حقيقية دائمة" تطال الولايات المضطربة في السودان ثم بعض دول الجوار خاصة مع ورود أنباء بدعم خارجي لكلا الفريقين المتقاتلين.