الحرارة الشديدة تهدد حياة 56 مليون شخص في الولايات المتحدة

الحرارة الشديدة تهدد حياة 56 مليون شخص في الولايات المتحدة

أظهرت بيانات نشرتها صحيفة "واشنطن بوست"، أن درجات الحرارة الشديدة تقتل أعدادا متزايدة من الأفراد في الولايات المتحدة، وأنها باتت اليوم تهدد حياة نحو 56 مليون شخص.

وأشارت الصحيفة الأمريكية إلى إمكانية حدوث اضطرابات مرتبطة بالحرارة، مثل ضربات الشمس والتشنجات الحرارية والإنهاك الحراري في مناطق واسعة من الولايات المتحدة، يقطنها أكثر من 55 مليون شخص.

وقدر تحليل الصحيفة للبيانات المقدمة من مؤسسة "فيرست ستريت فاونديشن" أن متوسط عدد الأمريكيين الذين يعانون على الأقل، من ثلاثة أيام متتالية من درجات الحرارة الشديدة كل عام، سيرتفع من 46 في المئة اليوم إلى 63 في المئة على مدى الثلاثين سنة القادمة.

وأظهرت البيانات الصادرة عن المراكز الوطنية الأمريكية للتنبؤ البيئي (NCEP) يوم الاثنين المنصرم، متوسط درجة حرارة عالمية مقدر بـ17.01 درجة مئوية (62.62 فهرنهايت)، وهو أعلى مستوى له على الإطلاق، فقد تجاوز بسهولة الرقم القياسي السابق البالغ 16.92 درجة.

وكانت المناطق المحلية من تكساس إلى الصين، إلى القارة القطبية الجنوبية أيضا، في قبضة موجات الحرارة الكبرى، التي عزاها بعض علماء المناخ إلى الاحترار العالمي العام، ونمط الطقس الدافئ “النينو El Nino” الأقوى من المعتاد هذه السنة.

ويُذكر أن المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس غيبريسوس، قال إن تغير المناخ سيؤدي إلى زيادة كبيرة في "الظواهر الجوية المتطرفة" في عام 2023، مشيرا إلى درجات حرارة قياسية خلال هذا الأسبوع.

التغيرات المناخية

شهدت الأرض مؤخرا مجموعة من الظواهر المناخية الشديدة، مثل الفيضانات وموجات الحر والجفاف الشديد وارتفاع نسبة التصحر، والأعاصير، وحرائق الغابات، كل هذا بسبب ارتفاع درجة حرارة الكرة الأرضية بنحو 1.1 درجة مئوية منذ بداية عصر الصناعة، ويتوقع أن تستمر درجات الحرارة في الارتفاع ما لم تعمل الحكومات على مستوى العالم من أجل خفض شديد للانبعاثات.

وتحذر الدراسات العالمية من ظاهرة التغير المناخي وارتفاع درجة حرارة الكوكب، لما لها من تأثير مباشر على هطول الأمطار الغزيرة والسيول والفيضانات والجفاف والأعاصير والتصحر وانتشار الأوبئة والأمراض وكذلك على الحياة البرية.

وأكد خبراء في مجال البيئة خطورة حرائق الغابات والتي يترتب عليها فقدان أكبر مصنع لإنتاج الأكسجين بالعالم مقابل ارتفاع نسبة ثاني أكسيد الكربون، ما ينذر بتصاعد ظاهرة الاحتباس الحراري.

تحذير أممي

وفي السياق، حذَّر الأمين العام للأمم المتحدة، ​أنطونيو غوتيريش​، من أن "نصف البشرية يقع في منطقة الخطر، من جراء ​الفيضانات​ والجفاف الشديد والعواصف وحرائق الغابات​"، مؤكداً على أنه "لا يوجد بلد محصن".

ويؤكد التقرير الأخير الصادر عن الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ الضرورة الملحة لمعالجة الآثار المكثفة لتغير المناخ وضمان التكيف والمرونة لدى الفئات الأكثر ضعفاً.

ووفقا لبيانات مكتب الأمم المتحدة للحد من مخاطر الكوارث، فإن عدد الكوارث قد تضاعف تقريبًا منذ عام 2000، بينما تضاعفت الخسائر الاقتصادية الناتجة بمعدل ثلاثة أضعاف، ويرجع ذلك أساسًا إلى تغير المناخ، وإذا لم يتم اتخاذ أي إجراء لخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، فقد تكون هناك زيادة بنسبة 40% في عدد الكوارث بحلول عام 2030.


 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية