مخيم درعا بوابة الموت للاجئين الفلسطينيين

مخيم درعا بوابة الموت للاجئين الفلسطينيين

يقع مخيم درعا للاجئين داخل مدينة درعا جنوب سوريا، أتى إليه اللاجئون الفلسطينيون في منطقة درعا على موجتين في عام 1948 وعام 1967.

والمخيم مقسم إلى 3 أقسام، وقد تم تأسيس القسم القديم من المخيم في 1950-1951 من أجل اللاجئين القادمين من الأجزاء الشمالية والشرقية من فلسطين في أعقاب النزاع العربي الإسرائيلي عام 1948، وبجانب المخيم القديم يقع القسم الأحدث الذي تم تأسيسه في عام 1967 من أجل حوالي 4,200 لاجئ من فلسطين أجبروا على مغادرة محافظة القنيطرة في الجولان في أعقاب النزاع العربي الإسرائيلي عام 1967.

وقد تم تأسيس المخيم في البداية فوق قطعة من الأرض تبلغ مساحتها 0,04 كيلومتر مربع، وهو الآن يغطي مساحة تبلغ 1,3 كيلومتر مربع، وبالإضافة إلى 10,500 لاجئ من فلسطين في المخيم، كان هنالك أكثر من 17,500 لاجئ من فلسطين يعيشون في القرى السورية المجاورة وذلك قبل النزاع، والعديد من أولئك الأشخاص كانوا يعملون مزارعين في أراض مملوكة للسوريين، أما الآخرون فكانوا عمالا بالأجرة.

ومع اشتداد النزاع في الداخل السوري، أصبح المخيم بقعة للعنف واضطر 90% من سكانه إلى مغادرة المخيم والبحث عن الأمان في مناطق أخرى مثل مدينة درعا أو دمشق أو الأردن على حسب ما ذكرت منظمة الأونروا، ونتيجة لذلك انتقلت معظم خدمات الأونروا إلى منشآت بديلة في مدينة درعا.

وعاد مخيم درعا والمناطق المحيطة به إلى سيطرة الحكومة في صيف 2018،وكان مدمرًا بشكل كبير، رُغم ذلك تمكنت الأونروا من العودة إلى مخيم درعا في 2018 من أجل القيام بعملية تقييم للاحتياجات، وحسب أرقام نشرتها الأونروا في 2018، عادت 627 عائلة لاجئة من فلسطين إلى المخيم. 

لنتعمق في الأمور كثيراً ونرصد ما حدث للاجئين الفلسطينيين في مخيم درعا في الفترة ما بين 2011، وهي بداية ثورات الربيع العربي في تونس ومصر وسوريا وحتى الآن، فقد عانى لاجئو فلسطين في المخيم من ظروف معيشية صعبة للغاية، بالإضافة إلى البنية التحتية السيئة وندرة مياه الشرب.

ومثلها مثل باقي المناطق في سوريا، فإن النزوح والبطالة والتضخم ومخاطر الحماية والأمن بما فيها تلك المتعلقة بالمتفجرات من مخلفات الحرب تعد من ضمن المخاطر الأساسية التي يتشارك فيها لاجئو فلسطين والسوريون على حد سواء، فقد أدى النزاع المستمر منذ 10 سنوات إلى زيادة العادات السلبية، مثل الزواج المبكر وعمالة الأطفال وتعاطي المخدرات، إضافة إلى زيادة العنف والمشاكل النفسية. 

كما تفاقم الوضع بشكل سيئ للغاية بسبب آثار جائحة كوفيد-19 والتدهور السريع للوضع الاقتصادي ولم يتم التعامل معها بشكل يرفع الضغوط عن اللاجئين، فازداد الفقر ومن المرجح أن تؤدي عواقب الجائحة إلى مزيد من التدهور في الوضع الاجتماعي الاقتصادي للاجئي فلسطين المعرضين أصلا للمخاطر بشكل كبير.

بالإضافة إلى كل ما سبق، كانت هناك كوارث أكبر وأخطر، حيث كشف فريق الرصد والتوثيق في مجموعة "العمل من أجل فلسطينيي سوريا" أن عدد الضحايا من أبناء مخيم درعا جنوب سوريا منذ بداية الأحداث في سوريا 2011 وصل إلى 268  ضحية بينهم 134 قضوا جراء القصف.

كما وثقت مجموعة العمل مقتل 34 شخصاً برصاص قناص، و47 بطلق ناري، و4 تحت التعذيب، في حين أعدم 20 لاجئاً ميدانياً.

كما أشارت المجموعة الحقوقية، إلى موت 8 لاجئين لأسباب مجهولة لم يتسن لهم التوثيق في مجموعة العمل والتأكد من السبب الحقيقي وراء مقتلهم، كما قتل 4 أشخاص نتيجة تفجير سيارة مفخخة، وشخصان توفيا نتيجة نقص الرعاية الطبية، وآخر حرقاً، كما تم قتل 3 لاجئين من أبناء مخيم درعا بالسلاح الأبيض.

وأشارت مجموعة العمل إلى أن العدد الحقيقي أكبر من الرقم المعلن عنه، وذلك بسبب عدم تمكن مراسليها من توثيق أعمار جميع الضحايا نتيجة الأوضاع المتوترة التي ترافق حالات القصف والاشتباكات في كثير من الأحيان، وتشير إحصائيات مجموعة العمل إلى أن عدد اللاجئين الذين قضوا منذ بداية الصراع في سوريا قد بلغ نحو 4116 ضحية.

 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية