غوتيريش: «التسلح النووي سيؤدي إلى فناء العالم».. وكوريا على شفير الحرب
غوتيريش: «التسلح النووي سيؤدي إلى فناء العالم».. وكوريا على شفير الحرب
حذّر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش من سباق تسلح نووي جديد يمكن أن يؤدي إلى "فناء" العالم، فيما رأت كوريا الشمالية بأن شبه جزيرتها على شفير حرب نووية.
وفي وقت توسع البلدان المسلحة نوويا وتطوّر ترساناتها، دعا الأمين العام إلى إعادة إحياء التحرّك الرامي لخفض انتشار هذه الأسلحة تمهيدا للتخلّص منها بالكامل، بحسب وكالة فرانس برس.
وقال غوتيريش، الثلاثاء أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في اليوم الختامي لجلستها السنوية: "يلوح سباق تسلح جديد مقلق في الأفق.. يمكن أن يرتفع عدد الأسلحة النووية لأول مرّة منذ عقود".
وأضاف أن "أي استخدام للأسلحة النووية -بغض النظر عن المكان أو الزمان أو الظروف- من شأنه أن يطلق العنان لكارثة إنسانية ذات أبعاد هائلة".
وتابع: "من جديد، يظهر التهديد باستخدام الأسلحة النووية أنه جنون محض، ويجب علينا أن نغير المسار".
تعد ترسانتا روسيا والولايات المتحدة الأكبر بفارق كبير على مستوى العالم، لكن حجم الترسانة الصينية يزداد بوتيرة متسارعة.. كما تحدّت كوريا الشمالية العالم ببرنامجها النووية واختباراتها الصاروخية المتكررة.
وفي خطابه أمام الجمعية العامة، اتّهم مندوب كوريا الشمالية لدى الأمم المتحدة كيم سونغ الولايات المتحدة بدفع شبه الجزيرة "لتصبح على شفير حرب نووية بشكل أكبر".
وندد كيم سونغ بتحركات كوريا الجنوبية في ظل رئاسة يون سوك يول المحافظ الذي عمل على تعزيز التعاون مع واشنطن واليابان.
وقال في خطابه "نظرا إلى سياستها المتملقة والمهينة القائمة على الاعتماد على قوى خارجية.. فإن شبه الجزيرة الكورية على بعد خطوة عن خطر اندلاع حرب نووية وشيك".
وأشار إلى تشكيل "المجموعة الاستشارية النووية" مؤخرا والتي تأمل الولايات المتحدة من خلالها بتحقيق تكامل أفضل بين إمكانياتها النووية وقوات كوريا الجنوبية التقليدية فيما يكثّف البلدان الحليفان مشاركة المعلومات والتخطيط للحالات الطارئة.
لفت كيم إلى أن المجموعة "ملتزمة بتخطيط وتفعيل وتنفيذ ضربة نووية استباقية ضد جمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية".
استثمارات نووية متزايدة
ذكر معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام في يونيو أن قوى العالم النووية، وخصوصا الصين، زادت استثماراتها في ترساناتها للعام الثالث على التوالي في 2022.
وبينما تراجع إجمالي عدد الرؤوس النووية التي تملكها بريطانيا والصين وفرنسا والهند وإسرائيل وكوريا الشمالية وباكستان وروسيا والولايات المتحدة بنحو 1,6 في المئة إلى 12512 رأسا نوويا على مدى العام السابق، ذكر المعهد بأن اتجاه التراجع عند منعطف قد يؤدي إلى تغير مساره.
وأشار إلى أنه إذا ما تم استثناء الرؤوس الحربية المعدة للتفكيك، فإن عدد الأسلحة النووية القابلة للاستخدام ازداد.
وكان الجزء الأكبر من الزيادة في الصين التي زادت مخزوناتها من 350 إلى 410 رؤوس حربية.
وحذّر غوتيريش من أن القوى النووية تطوّر ترساناتها لتصبح أسرع وأكثر دقّة وإمكانية الكشف عنها أصعب.
وفي مسعى للعودة إلى مسار خفض انتشار هذا النوع من الأسلحة، دعا الدول للالتزام بعدم استخدام الأسلحة النووية "تحت أي ظرف كان".
وحض على إعادة إحياء وتعزيز معاهدتي منع انتشار الأسلحة النووية وحظر الأسلحة النووية.
ودعا إلى تطبيق معاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية التي تبنتها الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1996 لكنها لم تُطبّق بعد نظرا إلى عدم انضمام عدد من الدول الرئيسية إليها.
وقال: "قضى العالم فترة طويلة جدا تحت شبح الأسلحة النووية.. دعونا نتراجع خطوة عن حافة الكارثة".
اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة
تشكلت المنظمة الدولية عام 1945 في أعقاب الحرب العالمية الثانية، بهدف المحافظة على الأمن والسلم الدوليين.
تضم المنظمة حاليا 193 دولة في عضويتها، علاوة على جهتين مراقبتين، هما "الكرسي الرسولي، حكومة كنيسة الروم الكاثوليك التي يقودها البابا كأسقف روما"، والثانية هي الدولة الفلسطينية.
والجمعية العامة هي الهيئة التداولية الرئيسية للأمم المتحدة، وتحدد الدول الأعضاء خلال اجتماعاتها سياسات الأمم المتحدة، ويُمثل فيها جميع أعضاء الأمم المتحدة البالغ عددهم 193 دولة.
تُعقد الجمعية العامة في شهر سبتمبر من كل عام في مقر الأمم المتحدة في نيويورك.
تقدم الجمعية العامة للأمم المتحدة فرصة مهمة لزعماء الدول ورؤساء الحكومات في العالم للالتقاء في مكان واحد.. كما توصف بأنها حدث "اللقاءات الدبلوماسية السريعة".











