غوتيريش يدعو قادة العالم إلى حماية الناس من الفوضى المناخية

غوتيريش يدعو قادة العالم إلى حماية الناس من الفوضى المناخية
أنطونيو غوتيريش

زار الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش المناطق التي تشهد ذوبانا في الأنهار الجليدية في القارة القطبية الجنوبية- أنتاركتيكا، وذلك قبيل أيام من انعقاد مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ (COP28) في دولة الإمارات العربية المتحدة.

ودعا الأمين العام الدول إلى "التحرك الآن للحد من ارتفاع درجة الحرارة العالمية إلى 1.5 درجة مئوية، وحماية الناس من الفوضى المناخية، وإنهاء عصر الوقود الأحفوري"، وفقا لموقع أخبار الأمم المتحدة.

وقال غوتيريش: "لقد أُطلق على القارة القطبية الجنوبية اسم العملاق النائم، وقد أيقظت الفوضى المناخيةُ هذا العملاق".

يشار إلى أن الجليد البحري في القطب الجنوبي عند أدنى مستوى له على الإطلاق، وتشير إحصاءات جديدة إلى أنه في شهر سبتمبر كانت مساحة الجليد البحري أقل بمقدار 1.5 مليون كيلومتر مربع من المتوسط لمثل هذا الوقت من العام.

وتعادل هذه المساحة تقريبا مساحة البرتغال، وإسبانيا، وفرنسا، وألمانيا مجتمعة.

وأشار غوتيريش إلى أن الغطاء الجليدي في غرينلاند يذوب بسرعة أيضا، حيث يفقد أكثر من 250 غيغا طن من الجليد سنويا.

وأضاف: "كل هذا ينذر بكارثة في جميع أنحاء العالم، ما يحدث في القارة القطبية الجنوبية لا يبقى في القارة القطبية الجنوبية، وما يحدث على بعد آلاف الأميال له تأثير مباشر هنا".

وتابع الأمين العام قائلا: "إننا نعيش في عالم مترابط.. يؤدي تلوث الوقود الأحفوري إلى ارتفاع حرارة كوكبنا، ويطلق العنان للفوضى المناخية في القارة القطبية الجنوبية.. لقد امتص المحيط الجنوبي غالبية الحرارة الناتجة عن ظاهرة الاحتباس الحراري، وهذا يعني أن الجليد يذوب في المحيط بمعدلات قياسية".

وأشار غوتيريش إلى أن ذوبان الجليد يعني ارتفاع مستويات سطح البحر بمعدلات قياسية الأمر الذي يعرض حياة الناس وسبل عيشهم في المجتمعات الساحلية في جميع أنحاء العالم للخطر بشكل مباشر.

وحذر من أن ذلك يشكل تهديدا وجوديا لبعض الدول الجزرية الصغيرة.

محاصرون في حلقة مميتة

وقال الأمين العام، إننا -وفي حال عدم تغيير المسار- نتجه نحو ارتفاع كارثي في درجات الحرارة بمقدار 3 درجات مئوية بحلول نهاية القرن مقارنة بفترة ما قبل الثورة الصناعية، "وهذا يعني فقدان الطبقة الجليدية في غرب القارة القطبية الجنوبية بالكامل تقريبا، وهذا وحده يمكن أن يؤدي في النهاية إلى ارتفاع مستويات سطح البحر بنحو 5 أمتار".

وحذر من أننا "محاصرون في حلقة مميتة"، ومضى قائلا: "يعكس الجليد أشعة الشمس، ومع اختفاء الجليد، يتم امتصاص المزيد من الحرارة في الغلاف الجوي للأرض، وهذا يعني المزيد من الحرارة، ما يعني المزيد من العواصف والفيضانات والحرائق والجفاف في جميع أنحاء العالم والمزيد من الذوبان، وهو ما يعني مزيدا من التدفئة، وهذا الدمار هو نتيجة مباشرة لإدماننا للوقود الأحفوري".

ووجه الأمين العام "رسالة واضحة" إلى القادة الذين سيجتمعون في مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (COP28)، حيث قال: "اكسروا هذه الحلقة واتخذوا إجراء الآن: للحد من ارتفاع درجة الحرارة العالمية إلى 1.5 درجة مئوية، وحماية الناس من الفوضى المناخية، وإنهاء عصر الوقود الأحفوري.. يجب ألا نسمح للآمال بتحقيق كوكب مستدام بأن تتلاشى".

وسيعود الأمين العام برفقة الرئيس التشيلي غابرييل بوريتش إلى قاعدة فرايي، وسيزور غدا قاعدة البروفيسور خوليو إسكوديرو العلمية حيث سيستمع إلى إحاطة من العلماء هناك قبل أن يعود إلى نيويورك، الأحد.

التغيرات المناخية

شهدت الأرض مؤخرا مجموعة من الظواهر المناخية الشديدة، مثل الفيضانات وموجات الحر والجفاف الشديد وارتفاع نسبة التصحر، والأعاصير، وحرائق الغابات، كل هذا بسبب ارتفاع درجة حرارة الكرة الأرضية بنحو 1.1 درجة مئوية منذ بداية عصر الصناعة، ويتوقع أن تستمر درجات الحرارة في الارتفاع ما لم تعمل الحكومات على مستوى العالم من أجل خفض شديد للانبعاثات.

وتحذر الدراسات العالمية من ظاهرة التغير المناخي وارتفاع درجة حرارة الكوكب، لما لها من تأثير مباشر على هطول الأمطار الغزيرة والسيول والفيضانات والجفاف والأعاصير والتصحر وانتشار الأوبئة والأمراض وكذلك على الحياة البرية  وحركة الهجرة والأنشطة البشرية.

وأكد خبراء في مجال البيئة خطورة حرائق الغابات والتي يترتب عليها فقدان أكبر مصنع لإنتاج الأكسجين بالعالم مقابل ارتفاع نسبة ثاني أكسيد الكربون، ما ينذر بتصاعد ظاهرة الاحتباس الحراري.

تحذير أممي

وفي السياق، حذَّر الأمين العام للأمم المتحدة، ​أنطونيو غوتيريش​، من أن "نصف البشرية يقع في منطقة الخطر، من جراء ​الفيضانات​ والجفاف الشديد والعواصف وحرائق الغابات​"، مؤكداً أنه "لا يوجد بلد محصن".

ويؤكد التقرير الأخير الصادر عن الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ الضرورة الملحة لمعالجة الآثار المكثفة لتغير المناخ وضمان التكيف والمرونة لدى الفئات الأكثر ضعفاً.

ووفقا لبيانات مكتب الأمم المتحدة للحد من مخاطر الكوارث، فإن عدد الكوارث قد تضاعف تقريبًا منذ عام 2000، بينما تضاعفت الخسائر الاقتصادية الناتجة بمعدل ثلاثة أضعاف، ويرجع ذلك أساسًا إلى تغير المناخ، وإذا لم يتم اتخاذ أي إجراء لخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري والملوثات الصناعية، فقد تكون هناك زيادة بنسبة 40% في عدد الكوارث بحلول عام 2030.

في نهاية يوليو الماضي، حذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش من الوضع الذي يمر به كوكب الأرض، قائلا: "تغير المناخ هنا مرعب، وهذه فقط البداية.. لقد انتهى عصر الاحتباس الحراري لقد حان عصر (الغليان العالمي)".

 

 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية