للتضامن مع الشعب الفلسطيني.. يوم دولي يتزامن مع جراح غائرة لقطاع غزة

يحتفل به في 29 نوفمبر من كل عام

للتضامن مع الشعب الفلسطيني.. يوم دولي يتزامن مع جراح غائرة لقطاع غزة

وسط الدموع وصرخات الألم والأنين في غزة، يغتال رصاص وقذائف الجيش الإسرائيلي، الاحتفال الأممي بالتضامن مع الشعب الفلسطيني. 

ويحيي العالم، اليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، في 29 نوفمبر من كل عام، للتوعية بالقضية الفلسطينية وحقوق الشعب المحتل غير القابلة للتصرف.

ويأتي الاحتفال باليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني هذا العام، بالتزامن مع مرور 53 يوما على العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة والضفة الغربية بما فيها القدس.

وتفتتح الأمم المتحدة هذا العام معرضا بعنوان "فلسطين: أرض وشعب"، وسيظل قائما في المقر الرئيسي للأمم المتحدة في ردهة الزوار بمدينة نيويورك، خلال الفترة من 29 نوفمبر الجاري وحتى 8 يناير 2024.

ويجسد المعرض إحياء ذكرى النكبة الفلسطينية كحدث مؤلم وقع خلال الحرب العربية الإسرائيلية عام 1948، عندما تم طرد وتهجير أكثر من نصف الشعب الفلسطيني من منازلهم أو فروا منها ليصبحوا لاجئين.

ويشمل المعرض صوراً ومقاطع فيديو وأعمالاً فنية تصور حلقات مختلفة من الرحلة الفلسطينية قبل وأثناء وبعد النكبة، وهو بمثابة تذكير بأن ما يقرب من 6 ملايين فلسطيني ما زالوا لاجئين حتى اليوم في جميع أنحاء المنطقة.

وتعرض مئات الآلاف من هؤلاء اللاجئين لتهجير قسري إضافي، وقُتل الآلاف منهم، خلال حرب غزة عام 2023، وسط وضع وصفه الأمين العام بـ"الكارثة الإنسانية".

أحلك الفصول في تاريخ فلسطين

وبهذه المناسبة، أوضح الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، أن "اليوم الدولي للتضامن لهذا العام يأتي بينما يعيش الشعب الفلسطيني واحدة من أحلك الفصول في تاريخه، وإنني أشعر بالفزع من الموت والدمار اللذين اجتاحا المنطقة فباتت تئن من فرط الألم والويل والكمد".

وأضاف غوتيريش في كلمة بهذه المناسبة: "أن الفلسطينيين في غزة يعانون من كارثة إنسانية، فقد أُجبر زهاء 1.7 مليون شخص على ترك ديارهم، غير أنه ما من مكان آمن يمكنهم اتخاذه ملاذا، وفي الوقت نفسه، ثمة خطر من تصاعد الحالة في الضفة الغربية المحتلة، بما فيها القدس الشرقية، إلى حدّ الخروج عن السيطرة".

وقال: "إنني أتقدّم بخالص تعازيّ لآلاف الأسر المكلومة لفقد أحبّائها، وهذا يشمل أبناء أسرتنا نحن، أسرة الأمم المتحدة، الذين قتلوا في غزة في ما يمثل أكبر خسارة في أرواح أفراد منظمتنا على امتداد تاريخها".

وتابع: "لقد كنت واضحا في إدانتي للهجمات الإرهابية التي قامت بها حماس في 7 أكتوبر، ولكنني كنت واضحا أيضا في تأكيدي أن هذه الهجمات لا يمكن أن تكون مبرّرا لتعريض الشعب الفلسطيني للعقاب الجماعي".

ومضى موضحا: "في مختلف أنحاء المنطقة، تعدّ وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (الأونروا) بمثابة شريان حياة لا غنى عنه، فهي تقدم الدعم الحيوي لملايين اللاجئين الفلسطينيين، ومن المهم الآن أكثر من أي وقت مضى أن يقف المجتمع الدولي بجانب الأونروا كمصدر لدعم الشعب الفلسطيني".

يوم لإعادة تأكيد التضامن

وأضاف الأمين العام: "أولا وقبل كل شيء، فإن هذا اليوم هو يومٌ لإعادة تأكيد التضامن الدولي مع الشعب الفلسطيني وحقِّه في العيش في سلام وكرامة، ويجب أن يبدأ ذلك بوقف إنساني لإطلاق النار يمتدّ لأجل طويل".

واستكمل: "يجب بالسماح بوصول المعونة المنقذة للحياة دون قيود، وإطلاق سراح جميع الرهائن، وحماية المدنيين، ووقف انتهاكات القانون الدولي الإنساني، ويجب أن نكون متّحدين في المطالبة بإنهاء الاحتلال ووقف الحصار المفروض على قطاع غزة".

وأكد غوتيريش: "لقد آن الأوان منذ أمد بعيد لاتّخاذ خطوات حازمة لا رجعة فيها صوب تحقيق الحل القائم على وجود دولتين، على أساس قرارات الأمم المتحدة والقانون الدولي، حيث تعيش إسرائيل وفلسطين جنبا إلى جنب في سلام وأمن، مع كون القدس عاصمةً لكلتا الدولتين".

واختتم كلمته بعبارة: "لن تتوانى الأمم المتحدة في التزامها تجاه الشعب الفلسطيني، فلنقف اليوم، وكل يوم، متضامنين مع تطلّعات الشعب الفلسطيني لإعمال حقوقه غير القابلة للتصرف وبناء مستقبل ينعم فيه الجميع بالسلام والعدل والأمن والكرامة".

وفي فجر 7 أكتوبر الماضي، أطلقت حركة حماس، عملية مباغتة ضد إسرائيل بإطلاق دفعات مكثفة من الصواريخ على مناطق إسرائيلية عدة، وتنفيذ عمليات تسلل في محيط قطاع غزة، في ما اعتبرته السلطات الإسرائيلية حربا ضد دولتها تستدعي الرد بغارات جوية على القطاع.

ورد الجيش الإسرائيلي بقصف جوي موسع على قطاع غزة في عملية أسماها بـ"السيوف الحديدية" تسبب في تدمير واسع للبنية التحتية والمباني المدنية والحكومية، فيما سقط آلاف القتلى والجرحى خلال المواجهات وأثناء العمليات العسكرية بين الجانبين.  

وفي 22 نوفمبر الجاري، أعلنت حركة حماس، التوصل لاتفاق مع إسرائيل حول هدنة إنسانية في قطاع غزة لأربعة أيام، تم تجديدها ليومين، وذلك بوساطة قطرية ومصرية وأمريكية، وهناك جهود لتمديدها مرة أخرى.

وتضمن اتفاق الهدنة إطلاق سراح 50 رهينة من النساء والأطفال الإسرائيليين المحتجزين لدى الحركة، مقابل الإفراج عن 150 من النساء والأطفال الفلسطينيين الموجودين في السجون الإسرائيلية.

ويشمل الاتفاق وقف إطلاق النار من الطرفين في جميع أنحاء قطاع غزة، وضمان حرية حركة السكان من الشمال إلى الجنوب، ووقف حركة الطيران في الجنوب على مدار أيام الهدنة، وعلى أن تقتصر العمليات العسكرية في الشمال مدة 6 ساعات يوميا، إضافة إلى السماح بإدخال مئات شاحنات المساعدات الإغاثية والوقود لكل مناطق قطاع غزة.

 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية