جنوب إفريقيا تخلي بلدات ساحلية من سكانها بسبب حرائق الغابات
جنوب إفريقيا تخلي بلدات ساحلية من سكانها بسبب حرائق الغابات
أجلت سلطات جنوب إفريقيا السكان من البلدات الساحلية الصغيرة بالقرب من كيب تاون، مع اجتياح حرائق الغابات من الجبال المحيطة وخروجها عن نطاق السيطرة لليومالثانيى على التوالي.
وأمرت السلطات بالإخلاء الكامل لـ"برينجل باي"، وهي قرية ساحلية يقصدها المصطافون وتقع على بعد نحو 80 كيلومترا من كيب تاون، كما أخلت أجزاء من بلدة بيتي باي القريبة، بحسب وكالة أنباء "أسوشيتد برس".
وحرائق الغابات شائعة نسبيا في سلاسل الجبال الواقعة حول كيب تاون وعلى طول الساحل في صيف جنوب إفريقيا، ولكن من غير المعتاد أن يتم إخلاء البلدات بالكامل.
وبدأت الحرائق أمس الأول الاثنين، وأججها الطقس الحار والجاف والرياح الساحلية القوية، وتسببت الحرائق في تدمير عدد صغير من المنازل.
ولم يتم الإبلاغ عن وقوع إصابات لكن السلطات أصدرت تحذيرا باللون الأحمر، ما يعني أن الحرائق تمثل خطرا جسيما وفوريا على الأشخاص والممتلكات.
وقالت السلطات إن نحو 95 بالمئة من محمية طبيعية قريبة احترقت أيضا.
التغيرات المناخية
شهدت الأرض مؤخرا مجموعة من الظواهر المناخية الشديدة، مثل الفيضانات وموجات الحر والجفاف الشديد وارتفاع نسبة التصحر، والأعاصير، وحرائق الغابات، كل هذا بسبب ارتفاع درجة حرارة الكرة الأرضية بنحو 1.1 درجة مئوية منذ بداية عصر الصناعة، ويتوقع أن تستمر درجات الحرارة في الارتفاع ما لم تعمل الحكومات على مستوى العالم من أجل خفض شديد للانبعاثات.
وتحذر الدراسات العالمية من ظاهرة التغير المناخي وارتفاع درجة حرارة الكوكب، لما لها من تأثير مباشر على هطول الأمطار الغزيرة والسيول والفيضانات والجفاف والأعاصير والتصحر وانتشار الأوبئة والأمراض وكذلك على الحياة البرية وحركة الهجرة والأنشطة البشرية.
وأكد خبراء في مجال البيئة خطورة حرائق الغابات والتي يترتب عليها فقدان أكبر مصنع لإنتاج الأكسجين بالعالم مقابل ارتفاع نسبة ثاني أكسيد الكربون، ما ينذر بتصاعد ظاهرة الاحتباس الحراري.
اتفاق تاريخي
وفي ديسمبر 2023، تبنت دول العالم بالتوافق أول اتفاق تاريخي بشأن المناخ يدعو إلى "التحوّل" باتجاه التخلي تدريجيا عن الوقود الأحفوري -بما يشمل الفحم والنفط والغاز- الذي يعد مسؤولاً عن الاحترار العالمي.
وأقر النص المنبثق من مفاوضات مطولة وصل خلالها المفاوضون الليل بالنهار في إطار مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (كوب 28) الذي عقد في دبي بالإمارات، بالتوافق ومن دون أي اعتراض من بين نحو مئتي دولة حاضرة في الجلسة الختامية للمؤتمر.
ودعا النص الذي تفاوض المندوبون الإماراتيون على كل كلمة فيه، إلى "التحوّل بعيدًا عن استخدام الوقود الأحفوري في أنظمة الطاقة، بطريقة عادلة ومنظمة ومنصفة، من خلال تسريع العمل في هذا العقد الحاسم من أجل تحقيق الحياد الكربوني في عام 2050 تماشيًا مع ما يوصي به العلم".