"نيويورك تايمز": سكان غزة لم يعد لديهم مأوى في ظل توسيع نطاق القصف

"نيويورك تايمز": سكان غزة لم يعد لديهم مأوى في ظل توسيع نطاق القصف

 

أكد مقال نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية أن سكان قطاع غزة الذين نزحوا عن ديارهم في شمال القطاع نحو الجنوب هربا من ويلات الحرب والقصف الإسرائيلي لم يعد لديهم مأوى، في ظل توعد إسرائيل بتوسيع نطاق القصف إلى جنوب القطاع.

وأشار كاتب المقال أدام راسجون إلى أن النازحين الفلسطينيين في جنوب القطاع بدؤوا يحزمون أمتعتهم ويطوون خيامهم استعدادا للنزوح إلى ملاذ آخر هربا من القصف الإسرائيلي، ولكنهم لا يدرون هل أصبح هناك أي مكان آمن في جميع أنحاء القطاع.

وأوضح المقال أن مئات الآلاف من النازحين الفلسطينيين، الذين يتكدسون في الوقت الحالي في خيام مزدحمة جنوب قطاع غزة، تنتابهم المخاوف بعد إعلان وزير الدفاع الإسرائيلي عن نية القوات الإسرائيلية توسيع القصف ليصل إلى الأجزاء الجنوبية من القطاع.

وأضاف المقال أن الإعلان عن توسيع نطاق القصف أصاب العديد من الفلسطينيين بالهلع والخوف على حياتهم خاصة أنهم يعانون من كثرة النزوح هربا من ويلات الحرب التي بدأت في السابع من أكتوبر الماضي ويضطرون إلى النوم في خيام بالية وسط البرد والمطر.

وقال أحد الفلسطينيين النازحين ويدعى رجب السنداوي والبالغ من العمر 48 عاما حيث يقول "نحن نعيش منذ بداية الحرب في رعب ننتقل من مكان إلى مكان هربا من الموت والآن وصلنا إلى أقصى الجنوب فأين نذهب بعد ذلك"؟

ولفت المقال إلى أن السنداوي وأسرته وصلوا إلى المناطق الجنوبية من القطاع في يناير الماضي بعد النزوح لعدة مرات طلبا لملاذ آمن يلجؤون إليه.

وأوضح المقال أن القوات الإسرائيلية قامت أمس بقصف العديد من المنشآت في غزة منها مركز ناصر الطبي في مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة وهو ثاني أكبر منشأة طبية في القطاع، لافتا إلى أن القصف الإسرائيلي على مدار الأربع والعشرين ساعة الماضية تسبب في استشهاد ما يربو على 100 شخص طبقا لما ذكرته وزارة الصحة الفلسطينية أمس الثلاثاء.

وأضف المقال أن تلك التطورات تأتي في وقت يقوم فيه وزير الخارجية الأمريكية أنتوني بلينكن بزيارة للمنطقة في محاولة للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في ظل تصميم إسرائيل على الاستمرار في عمليتها العسكرية في غزة.

ولفت المقال في الوقت نفسه إلى أن نزوح العديد من الفلسطينيين نحو جنوب القطاع أدى إلى زيادة عدد السكان في تلك المناطق إلى ثلاثة أضعاف منذ بداية الحرب، طبقا لبيانات الأمم المتحدة.

وأشار المقال في الختام إلى أن تلك الأوضاع المأساوية أصابت سكان القطاع باليأس والإحباط في ظل غياب أي بارقة أمل في الحصول على ملاذ آمن يحميهم من ويلات الحرب والقصف الإسرائيلي المستمر.

الحرب على قطاع غزة

عقب عملية "طوفان الأقصى" التي أطلقتها "حماس" في 7 أكتوبر الماضي قصف الجيش الإسرائيلي قطاع غزة ووسع غاراته على كل المحاور في القطاع، وتم قصف المدارس والمستشفيات والمساجد باستخدام مئات آلاف الأطنان من القنابل الكبيرة والمحرمة دوليا والأسلحة الفتاكة مسببة خسائر مادية تقدر بمليارات الدولارات كما تصاعدت وتيرة العنف في الضفة الغربية.

وأسفر القصف عن مقتل أكثر من 27 ألف مواطن فيما بلغ عدد الجرحى أكثر من 66 ألف جريح، إضافة إلى نحو 7 آلاف شخص في عداد المفقودين، في حصيلة غير نهائية وفق أحدث بيانات وزارة الصحة في غزة.

ونزح نحو مليوني شخص هربا من القصف العنيف، وبعد إنذار إسرائيلي بإخلاء شمال قطاع غزة.

وعلى الجانب الإسرائيلي قتل نحو 1140 شخصا بينهم 562 من الضباط والجنود منهم 225 منذ بداية الهجوم البري في قطاع غزة، فيما بلغ عدد الجرحى أكثر من 5 آلاف بالإضافة إلى نحو 240 أسيرا تحتجزهم "حماس"، تم الإفراج عن بعضهم خلال هدنة مؤقتة. 

وتبنت الجمعية العامة للأمم المتحدة بغالبية أصوات 120 صوتا، الجمعة 27 أكتوبر، مشروع قرار عربي يدعو إلى هدنة إنسانية فورية ووقف القتال.

في الأول من ديسمبر الماضي، انتهت هدنة مؤقتة بين فصائل المقاومة الفلسطينية وإسرائيل، أنجزت بوساطة مصرية قطرية، واستمرت 7 أيام، جرى خلالها تبادل أسرى وإدخال مساعدات إنسانية للقطاع الذي يقطنه نحو 2.3 مليون فلسطيني.

وفور انتهاء الهدنة، استأنفت إسرائيل عملياتها العسكرية رغم الأزمة الإنسانية الحادة التي يعاني منها القطاع والمطالبات الدولية والأممية بزيادة وتسهيل دخول المساعدات الإغاثية.

 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية