دول الاتحاد الأوروبي تنسحب من معاهدة طاقة بسبب مخاوف المناخ

دول الاتحاد الأوروبي تنسحب من معاهدة طاقة بسبب مخاوف المناخ

قال مسؤولان بالاتحاد الأوروبي إن دول التكتل اتفقت الخميس على انسحاب مشترك من معاهدة دولية للطاقة بسبب مخاوف من أنها تقوض جهود مكافحة تغير المناخ.

وتسمح معاهدة ميثاق الطاقة لعام 1998 لشركات الطاقة بمقاضاة الحكومات بسبب السياسات التي تضر باستثماراتها، واستُخدمت المعاهدة في السنوات الماضية لتقويض تحركات طالبت بإغلاق منشآت للوقود الأحفوري.

وقال مسؤولان بالاتحاد الأوروبي إن وزراء من دول التكتل اتفقوا على الانسحاب من المعاهدة خلال اجتماع في بروكسل، وفقا لرويترز.

وسيُحال القرار إلى البرلمان الأوروبي للحصول على موافقة المشرعين، وهي موافقة متوقعة بشكل كبير إذ إن البرلمان حث في وقت سابق على الانسحاب من المعاهدة.

واقترحت بروكسل لأول مرة انسحابا منسقا للتكتل من المعاهدة في يوليو، بعد أن أعلنت دول أعضاء، منها الدنمرك وفرنسا وألمانيا ولوكسمبورج وبولندا وإسبانيا وهولندا، عن خطط للانسحاب، مشيرة إلى مخاوف تتعلق بتغير المناخ.

وأرجأت دول الاتحاد الأوروبي القرار مع حرص بعضها، ومنها قبرص والمجر، على البقاء في الاتفاقية، في حين عبرت دول أخرى عن قلقها من أن الجهود المبذولة لتحديث المعاهدة لن تجدي في حال الانسحاب.

التغيرات المناخية

شهدت الأرض مؤخرا مجموعة من الظواهر المناخية الشديدة التطرف، مثل الفيضانات وموجات الحر والجفاف الشديد وارتفاع نسبة التصحر، والأعاصير، وحرائق الغابات، كل هذا بسبب ارتفاع درجة حرارة الكرة الأرضية بنحو 1.1 درجة مئوية منذ بداية عصر الصناعة، ويتوقع أن تستمر درجات الحرارة في الارتفاع ما لم تعمل الحكومات على مستوى العالم من أجل خفض شديد للانبعاثات.

وتحذر الدراسات العالمية من ظاهرة التغير المناخي وارتفاع درجة حرارة الكوكب، لما لها من تأثير مباشر على هطول الأمطار الغزيرة والسيول والفيضانات والجفاف والأعاصير والتصحر وانتشار الأوبئة والأمراض وكذلك على التنوع البيئي والحياة البرية وحركة الهجرة والأنشطة البشرية.

وأكد خبراء في مجال البيئة خطورة حرائق الغابات والتي يترتب عليها فقدان أكبر مصنع لإنتاج الأكسجين بالعالم مقابل ارتفاع نسبة ثاني أكسيد الكربون، ما ينذر بتصاعد ظاهرة الاحتباس الحراري.

اتفاق تاريخي

وفي ديسمبر 2023، تبنت دول العالم بالتوافق أول اتفاق تاريخي بشأن المناخ يدعو إلى "التحوّل" باتجاه التخلي تدريجيا عن الوقود الأحفوري -بما يشمل الفحم والنفط والغاز- الذي يعد مسؤولاً عن الاحترار العالمي.

وأقر النص المنبثق من مفاوضات مطولة وصل خلالها المفاوضون الليل بالنهار في إطار مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (كوب 28) الذي عقد في دبي بالإمارات، بالتوافق ومن دون أي اعتراض من بين نحو مئتي دولة حاضرة في الجلسة الختامية للمؤتمر.

ودعا النص الذي تفاوض المندوبون الإماراتيون على كل كلمة فيه، إلى "التحوّل بعيدًا عن استخدام الوقود الأحفوري في أنظمة الطاقة، بطريقة عادلة ومنظمة ومنصفة، من خلال تسريع العمل في هذا العقد الحاسم من أجل تحقيق الحياد الكربوني في عام 2050 تماشيًا مع ما يوصي به العلم".

 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية