المرصد الأورومتوسطي يطالب بتحرك دولي عاجل بشأن المقابر الجماعية في غزة
بعد كشفه انتهاكات مروعة..
طالب المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان بتحرك دولي عاجل بشأن المقابر الجماعية في غزة، مؤكدا أن "الجثث التي انتشلت متحللة وبعضها أشلاء بعد دهسها بجنازير الجرافات الإسرائيلية".
وأوضح المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان في تقرير له أن "جثث الضحايا التي انتشلت متحللة وجزء منها كانت عبارة عن أشلاء وأجساد ممزقة وأخرى مقطوعة الرؤوس بعد طحنها ودهسها بالجرافات الإسرائيلية".
وكشف المرصد أن "الفرق الميدانية للأورومتوسطي واكبت على انتشال عشرات الضحايا من المقابر الجماعية في مجمع الشفاء وعاينت استخراج جثامين ضحايا مقيدي الأيدي وآخرين جرحى لم تقدم لهم الرعاية الصحية، وجرى إعدامهم".
وأضاف: "وثقنا استخراج جثامين لبعض المرضى بدليل وجود القسطرات البولية والجبائر التي كانت لا تزال متصلة بجثامينهم وقت استخراجها، فضلا عن وجود ملفات طبية خاصة بالجرحى والمرضى دفنت معهم واستخرجوا من حفرتين في مجمع الشفاء".
وأكد أن "غالبية الجثامين المنتشلة تعرضت كذلك للتحلل نتيجة طول المدة، وبعضها كان واضحا أنه تعرض للنهش من القطط والكلاب، بعدما أعاقت القوات الإسرائيلية طوال الأشهر الماضية انتشالها".
وأردف: "آلاف المنازل المدمرة في البنايات متعددة الطبقات تحولت هي الأخرى لمقابر جماعية لسكانها لاستمرار تعذر انتشالهم إما لعدم توفر إمكانيات آلية لإزالة الركام، وإما لوجود هذه البنايات في مناطق عمليات للجيش الإسرائيلي".
كما ذكر: "تقديراتنا تشير إلى وجود أكثر من 13 ألف فلسطيني في عداد المفقودين تحت الأنقاض، أو قتلى في مقابر جماعية عشوائية، أو أخفوا قسرا في سجون ومراكز اعتقال إسرائيلية، وبعضهم تعرض للقتل داخلها".
وقال المرصد الأورومتوسطي إن "تكرار انتشال مئات جثامين الشهداء من مقابر جماعية في مشافي القطاع أمر مفزع، يستوجب تحركا دوليا عاجلا للتحقيق في ظروف إقامة هذه المقابر وظروف استشهاد الضحايا الذين دفنوا فيها".
هذا ويواصل فريق الدفاع المدني الفلسطيني في انتشال الجثث من مقبرة جماعية خارج مجمع مستشفى ناصر في خان يونس جنوب قطاع غزة، بعد انسحاب القوات الإسرائيلية من المنطقة.
الحرب على قطاع غزة
عقب عملية "طوفان الأقصى" التي أطلقتها "حماس" في 7 أكتوبر الماضي قصف الجيش الإسرائيلي قطاع غزة ووسع غاراته على كل المحاور في القطاع، وتم قصف المدارس والمستشفيات والمساجد باستخدام مئات آلاف الأطنان من القنابل الكبيرة والمحرمة دوليا والأسلحة الفتاكة مسببة خسائر مادية تقدر بمليارات الدولارات كما تصاعدت وتيرة العنف في الضفة الغربية.
وأسفر القصف عن مقتل أكثر من 34 ألف مواطن فيما بلغ عدد الجرحى أكثر من 77 ألف جريح، إضافة إلى نحو 7 آلاف شخص في عداد المفقودين، في حصيلة غير نهائية وفق أحدث بيانات وزارة الصحة في غزة.
ونزح نحو مليوني شخص هربا من القصف العنيف، وبعد إنذار إسرائيلي بإخلاء شمال قطاع غزة.
وعلى الجانب الإسرائيلي قتل نحو 1140 شخصا بينهم أكثر من 600 من الضباط والجنود منهم 225 منذ بداية الهجوم البري في قطاع غزة، فيما بلغ عدد الجرحى أكثر من 6 آلاف جندي بالإضافة إلى نحو 240 أسيرا تحتجزهم "حماس"، تم الإفراج عن بعضهم خلال هدنة مؤقتة.
وتبنت الجمعية العامة للأمم المتحدة بغالبية أصوات 120 صوتا، الجمعة 27 أكتوبر، مشروع قرار عربي يدعو إلى هدنة إنسانية فورية ووقف القتال.
في الأول من ديسمبر الماضي، انتهت هدنة مؤقتة بين فصائل المقاومة الفلسطينية وإسرائيل، أنجزت بوساطة مصرية قطرية، واستمرت 7 أيام، جرى خلالها تبادل أسرى وإدخال مساعدات إنسانية للقطاع الذي يقطنه نحو 2.3 مليون فلسطيني.
وفور انتهاء الهدنة، استأنفت إسرائيل عملياتها العسكرية رغم الأزمة الإنسانية الحادة التي يعاني منها القطاع والمطالبات الدولية والأممية بزيادة وتسهيل دخول المساعدات الإغاثية.
وتواصل إسرائيل الحرب رغم صدور قرار من مجلس الأمن الدولي يطالب بوقف فوري لإطلاق النار، وكذلك رغم مثولها للمرة الأولى أمام محكمة العدل الدولية بتهمة ارتكاب "إبادة جماعية".