"فايننشيال تايمز": روسيا تبحث عن مجندين بين المشتبه فيهم بارتكاب جرائم

بينهم "مغنى بوب" يبلغ 61 عاماً

"فايننشيال تايمز": روسيا تبحث عن مجندين بين المشتبه فيهم بارتكاب جرائم

كان يفغيني زورين، قائد فرقة بوب روسية صغيرة من التسعينيات، محتجزاً على ذمة المحاكمة ويواجه عقوبة السجن لمدة 10 سنوات قبل أن يتم رصده وهو يرتدي "ملابس كاكي" على خط المواجهة في أوكرانيا.

ووفقا لصحيفة "فايننشيال تايمز"، على الرغم من أن "زورين" أصر على براءته عندما اتهم بالاحتيال على أحد المتقاعدين، فإنه يبدو أنه اختار عدم استغلال فرصه في المحكمة بل الخدمة في ساحة المعركة بدلاً من ذلك. 

وتعد قضيته، التي اجتاحت مدينته فولوغدا، الواقعة على بعد 450 كيلومتراً شمال موسكو، رمزاً لجهود التجنيد الجديدة في جميع أنحاء روسيا، وعند التحقيق في قضية ما، تتيح الشرطة الروسية الآن للمشتبه بهم فرصة تبرئة ساحتهم من جميع التهم قبل المحاكمة إذا وافقوا على الخدمة لفترة في الجيش في أوكرانيا.

وتمثل هذه الخطوة استراتيجية جديدة أخرى للكرملين في سعيه لتلبية احتياجات القوى البشرية للحرب دون اللجوء إلى موجة تعبئة جديدة.

في سبتمبر 2022، عندما وقّع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مرسوما لتجنيد 300 ألف رجل، تسبب هذا الإجراء في اضطرابات كبيرة، مع فرار مئات الآلاف من البلاد لتجنب الخدمة العسكرية.

ومنذ ذلك الحين، سعى الكرملين إلى إقناع الرجال بتوقيع عقود مع الجيش من خلال تقديم أجور سخية لهم، وقد تمكن من تجنيد ما بين 30 و40 ألف جندي شهرياً، وفقاً لتقديرات وزارة الدفاع البريطانية.

وعلى الرغم من خسائره الفادحة، أصبح الجيش الروسي الآن أكبر بنسبة 15% مما كان عليه عندما غزو أوكرانيا لأول مرة في عام 2022، وفقا لتقرير حديث صادر عن القائد الأعلى لحلف شمال الأطلسي في أوروبا الجنرال كريستوفر كافولي.

وقال رئيس مجلس الأمن القومي والدفاع في أوكرانيا، أولكسندر ليتفينينكو، لصحيفة فايننشال تايمز إن روسيا حشدت أكثر من 385 ألف جندي في العام الماضي.

وبينما استولت روسيا مؤخرًا على المزيد من الأراضي في منطقة خاركيف، قال "ليتفينينكو" ومحللون إنها ستحتاج إلى عدد أكبر بكثير من الرجال للسيطرة على مدينة خاركيف نفسها.

وأضاف إنه تم نشر نحو 50 ألف جندي روسي عبر الحدود من منطقة بيلغورود الروسي، وقال إنه في حين يبدو أن هدف بوتين يقتصر في الوقت الحالي على إنشاء منطقة عازلة لحماية بيلغورود من الهجمات الأوكرانية، إلا أنه لا يمكن استبعاد المحاولات المستقبلية للاستيلاء على خاركيف بشكل كامل.

وبعد موجة تعبئة أخرى، تقوم موسكو بتجنيد رجال مثل "زوري، وقد نشر الرجل البالغ من العمر 61 عامًا، وله لحية قصيرة رمادية، عدة تحديثات حول وجوده في الجيش مثل: "أنا على خط المواجهة اليوم.. نحن نتنقل باستمرار، وننام في الغابة.. نحن جنود العاصفة! خط الدفاع الأول.. عندما أعود من الجبهة، سنظل نغني أفضل أغانيَّ معًا".

ولعبت الحوافز المالية، التي رفعت رواتب العسكريين الروس إلى مستويات غير مسبوقة، الدور الأكبر في إقناع الرجال في سن القتال بالانضمام.

وتقدم المناطق الروسية عروضًا مختلفة أثناء تنافسها على المجندين، ويمكن الآن أن تصل المكافآت التي تدفع لمرة واحدة عند الانضمام إلى الجيش إلى أكثر من مليون روبية (11 ألف دولار)، بالإضافة إلى الراتب الشهري الذي يتراوح بين 2150 إلى 2700 دولار، وهو ما يعادل بالفعل حوالي ثلاثة أضعاف متوسط الراتب في روسيا، وتتلقى عائلات الجنود أيضًا دفعات كبيرة في حالات الإصابة الخطيرة أو الوفاة.

وتأتي هذه الحملة الجديدة بعد إرسال عشرات الآلاف من المجرمين المدانين إلى الخطوط الأمامية مع وعد بالعفو عند عودتهم، ومع تقلص هذا العدد، أصدرت السلطات في مارس، قانونا يستهدف المشتبه بهم في قضايا جنائية ليُعرض عليهم صفقة مماثلة.

وقال المحامي الجنائي الروسي رومان كوندوروف: "هناك عملية عسكرية خاصة، هناك حاجة إلى قوة بشرية.. لذلك تم تكليف المحققين بمسؤولية شرح حقوقهم للمشتبه بهم والمتهمين، وتجنيدهم بشكل أساسي".

وقال كوندوروف إن المشتبه بهم يُعرض عليهم الآن وثيقة "توضيح" مع خيار الالتحاق بالجيش، لقد أصبح محققو الشرطة "بشكل فعال القائمين بالتجنيد العسكري الآن أيضًا".

 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية