إجلاء مئات الأشخاص بسبب حرائق الغابات في كندا

إجلاء مئات الأشخاص بسبب حرائق الغابات في كندا

أعلنت السلطات الكندية إجلاء مئات الأشخاص، من بينهم 225 نزيلاً في سجن شديد الحراسة، بسبب حرائق الغابات في كندا، مع بداية موسم الحرائق الصيفي، وأدت الحرائق عام 2023، التي انتشرت شرق البلاد إلى غربها إلى خسائر في أكثر من 15 مليون هكتار وأودت بحياة ثمانية من رجال الإطفاء ودفعت السلطات إلى إجلاء أكثر من 235 ألف شخص، حسب ما أوردت صحيفة "لوفيجارو" الفرنسية.

وتم إخلاء مركز السجون الفيدرالي في بورت كارتييه، الواقع على بعد حوالي 500 كيلومتر شمال شرق مدينة كيبيك، ويضم ألف نزيل خلال عطلة نهاية الأسبوع، وقالت رئيسة مصلحة السجون الكندية آن كيلي، في بيان صحفي، إن السجن قد أُغلق وتم "نقل النزلاء من المنطقة المتضررة إلى مؤسسات إصلاحية فيدرالية آمنة أخرى".

ويضم السجن بعضًا من أشهر المدانين في البلاد، بما في ذلك العديد من القتلة المتسلسلين، وتم إعلان حالة الطوارئ محليًا يوم الجمعة، حيث هددت حرائق الغابات مدينة بورت كارتييه.. وبشمال البلاد، تم أيضًا إجلاء 750 موظفًا يعملون في سد لتوليد الطاقة الكهرومائية في مقاطعة نيوفاوندلاند ولابرادور، وتقدم المحطة الكهرباء لعدة مناطق.

قضية التغيرات المناخية

شهدت الأرض مؤخرا مجموعة من الظواهر المناخية الشديدة التطرف، مثل الفيضانات وموجات الحر والجفاف الشديد وارتفاع نسبة التصحر، والأعاصير، وحرائق الغابات، كل هذا بسبب ارتفاع درجة حرارة الكرة الأرضية بنحو 1.1 درجة مئوية منذ بداية عصر الصناعة، ويتوقع أن تستمر درجات الحرارة في الارتفاع ما لم تعمل الحكومات على مستوى العالم من أجل خفض شديد للانبعاثات والملوثات.

وتحذر الدراسات العالمية من ظاهرة التغير المناخي وارتفاع درجة حرارة الكوكب، لما لها من تأثير مباشر على هطول الأمطار الغزيرة والسيول والفيضانات والجفاف والأعاصير والتصحر وانتشار الأوبئة والأمراض وكذلك على الحياة البرية  وحركة الهجرة والأنشطة البشرية.

وأكد خبراء في مجال البيئة خطورة حرائق الغابات والتي يترتب عليها فقدان أكبر مصنع لإنتاج الأكسجين بالعالم مقابل ارتفاع نسبة ثاني أكسيد الكربون، ما ينذر بتصاعد ظاهرة الاحتباس الحراري.

اتفاق تاريخي

وفي ديسمبر 2023، تبنت دول العالم بالتوافق أول اتفاق تاريخي بشأن المناخ يدعو إلى "التحوّل" باتجاه التخلي تدريجيا عن الوقود الأحفوري -بما يشمل الفحم والنفط والغاز- الذي يعد مسؤولاً عن الاحترار العالمي والتحول نحو مصادر الطاقة المتجددة.

وأقر النص المنبثق من مفاوضات مطولة وصل خلالها المفاوضون الليل بالنهار في إطار مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (كوب 28) الذي عقد في دبي بالإمارات، بالتوافق ومن دون أي اعتراض من بين نحو مئتي دولة حاضرة في الجلسة الختامية للمؤتمر.

ودعا النص الذي تفاوض المندوبون الإماراتيون على كل كلمة فيه، إلى "التحوّل بعيدًا عن استخدام الوقود الأحفوري في أنظمة الطاقة، بطريقة عادلة ومنظمة ومنصفة، من خلال تسريع العمل في هذا العقد الحاسم من أجل تحقيق الحياد الكربوني في عام 2050 تماشيًا مع ما يوصي به العلم".

 


قد يعجبك ايضا

ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية