اليونسكو تدرج دير القديس (هيلاريون- تل أم عامر) على قائمة التراث العالمي المعرض للخطر

اليونسكو تدرج دير القديس (هيلاريون- تل أم عامر) على قائمة التراث العالمي المعرض للخطر

أدرجت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)، دير القديس هيلاريون/ تل أم عامر في غزة- فلسطين، على كل من قائمة التراث العالمي وقائمة التراث العالمي المعرض للخطر، إقرارا "بالقيمة التي يكتنزها هذا الموقع والحاجة إلى حمايته".

ودير القديس هيلاريون/ تل أم عامر هو أحد أقدم المواقع في الشرق الأوسط، وأسسه القديس هيلاريون، واستقبل أول مجتمع رهباني في الأرض المقدسة. ويقع الدير على تقاطع طرق رئيسية للتجارة والتبادل بين آسيا وإفريقيا، وكان مركزا للتبادل الديني والثقافي والاقتصادي، مقدما بذلك مثالا على الأديرة الصحراوية التي انتشرت في العصر البيزنطي.

واستندت لجنة التراث العالمي، بالنظر إلى التهديدات المحدقة بموقع التراث من جراء النزاع الدائر في قطاع غزة، إلى إجراءات إدراج المواقع في حالات الطوارئ المنصوص عليها في اتفاقية التراث العالمي وفق موقع أخبار الأمم المتحدة.

وبموجب أحكام الاتفاقية تلتزم الدول الأعضاء -والبالغ عددها 195 دولة- بـ"الإحجام عن اتخاذ أي إجراء متعمّد قد يُسفر عن إلحاق الضرر بصورة مباشرة أو غير مباشرة بهذا الموقع الذي يعتبر من الآن فصاعدا أحد المواقع المدرجة في قائمة التراث العالمي، وتلتزم الدول أيضا بالمساعدة في حمايته".

ويمنح الإدراج في قائمة التراث العالمي المعرض للخطر، الحق في الانتفاع بآليات معززة للمساعدة الدولية والتقنية والمالية لضمان حماية الموقع والمساعدة على إعادة تأهيله عند الاقتضاء.

أين يقع الدير؟ وما أهميته التاريخية؟ 

يقع تل أم عامر المسمى بدير "القديس هيلاريون" في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة ويعد من أقدم المواقع الأثرية الفلسطينية في غزة.

ويعد موقع دير القديس هيلاريون أول الأديرة الأثرية في فلسطين وأهمها، ويقع على تلة مرتفعة من الرمال، على بعد 15 كم جنوب غرب غزة، وعلى بعد 3 كم غرب النصيرات، فيما يبعد عن ساحل البحر 500 م تقريبا، ويرتفع بنحو 22 م، وفق "وزارة السياحة والآثار الفلسطينية".

وتعود آثار دير القديس هيلاريون إلى واحد من أقدم الأديرة في الشرق الأوسط، وتُعتبر بمنزلة شهادة استثنائية ومنقطعة النظير على نشأة المسيحية في المنطقة، وفق "اليونسكو".

يعود بناء تل الدير إلى عام 329 ميلادي زمن القديس هيلاريون، وهو يعتبر من أكبر الأديرة الأثرية في فلسطين من حيث المساحة والتصميم.

وتقع أطلال دير القديس هيلاريون على تقاطع طرق التجارة بين آسيا وأفريقيا، مما جعله مركزا للتبادل الثقافي والاقتصادي، وله أهمية تاريخية ودينية ومعمارية وثقافية استثنائية، وفق وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا".

ويمثل الدير أحد أهم المحطات التكوينية في تأسيس نمط حياة الرهبنة المسيحية في فلسطين والتي ألهمت تأسيس مراكز وأديرة رهبانية مسيحية في الأراضي المقدسة والشرق الأوسط خلال القرن الرابع الميلادي في بداية الفترة البيزنطية في فلسطين.

واستمر هذا الدير في الاستخدام والتطور حتى القرن الثامن ميلادي.

ويظهر دير القديس هيلاريون على خريطة فسيفساء مادبا الأثرية من القرن السادس باسم طاباتا.

وتم اكتشاف الدير عام 1993 م أثناء عملية لتقسيم الأراضي في المنطقة، حيث يضم أنقاض كنيستين ومكانا للدفن وقاعات للعمّاد والطعام، ومرافق صحية وصهاريج مياه، إضافة إلى الأرضيات المصنوعة من الحجر الكلسي والفسيفساء الملونة والمزينة بالرسوم والنقوش المختلفة والبلاط الرخامي، وكذلك حمامات بخارية كبيرة ونافورة، بالإضافة إلى الديماس والمصلى وغرف الرهبان والساقية.

ويتكون الدير من مجموعات معمارية عديدة، محاطة بسور خارجي من الحجر المهندم المسنود بدعامات حجرية، وتشمل مساحة قدرها (137 م×75 م)، إضافة إلى احتوائه على مجموعة من القاعات والغرف والممرات بلغ عددها (245) غرفة، تعود أدوار بنائها إلى مراحل زمنية عدة، بدأت من منتصف القرن الرابع الميلادي حتى القرن الثامن الميلادي.

ويظهر الدير أهمية وأثر القديس هيلاريون ودوره في تأسيس الرهبنة في فلسطين وشرق البحر المتوسط في القرن الرابع ميلادي، والذي ساهم في انتشار الممارسات والتقاليد الرهبانية المسيحية في فلسطين وخارجها.

من هو "القديس هيلاريون"؟

القديس هيلاريون ولد في قرية تسمى (طباثا)، وتبعد حوالي 7 كم عن غزة، ويعتقد أن موقع هذه القرية هو موقع (خربة أم التوت) جنوب مصب وادي غزة، وفق "وفا".

ورغب هيلاريون في تلقي النحو بالإسكندرية وفي طريقه التقى بالقديس (أنطوني) المؤسس الحقيقي للرهبنة في صحراء مصر، فتتلمذ على يديه مما أدى إلى تغير كامل في حياته.

وبعد ذلك عاد هيلاريون إلى موطنه الأصلي، ووضع صومعته للتنسك في موقع (خربة أم عامر) سنة (329 م)، في ذلك المكان المنعزل فوق تل مرتفع يشرف على الطريق بين مصر وفلسطين.

وخلال ثلاثين عاما زادت شعبية هيلاريون، فأصبح يحيط به (400) شماس، وهم الذين بدءوا بتنظيم بعض العمائر الخفيفة حول الكنيسة.

وفي سنة 362 م، وصل الإمبراطور جوليان إلى العرش الروماني الذي حكم بلاد الشام بما فيها فلسطين، فقام بتدمير الدير وإجبار هيلاريون على الهرب إلى قبرص، حيث توفي هناك سنة (371 م).

وقد قام أحد تلاميذ هيلاريون بنقل جثمانه إلى غزة، ودفنه في المكان نفسه الذي أقام فيه صومعته الأولى بـ(خربة أم عامر) في النصيرات.

ويحتوي الدير على بقايا رفات القديس هيلاريون الموجودة داخل تابوت من الرخام.

وتشن إسرائيل هجوما جويا وبريا على غزة منذ أكتوبر الماضي، وتعهدت بتدمير حماس (المصنفة إرهابية في الولايات المتحدة ودول أخرى) بعد أن شن مسلحون من الحركة في السابع من أكتوبر 2023 هجوما أدى إلى مقتل نحو 1200 شخص، أغلبهم من المدنيين وبينهم نساء وأطفال، وفق السلطات الإسرائيلية.

فيما أدت العمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة، إلى مقتل أكثر من 38 ألف شخص في القطاع، فيما بلغ عدد الجرحى أكثر من 89 ألف جريح، وأغلب الضحايا نساء وأطفال، وفقا للسلطات الصحية في غزة وتُجرى حاليا مفاوضات لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن والمحتجزين في ظل أزمة إنسانية حادة يعيشها سكان القطاع جراء الحرب.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية