"وول ستريت جورنال": إسرائيل تتعرض لضغوط دولية بسبب معاملة الفلسطينيين في السجون

"وول ستريت جورنال": إسرائيل تتعرض لضغوط دولية بسبب معاملة الفلسطينيين في السجون

تتعرض إسرائيل لضغوط دولية للتحقيق مع المسؤولين عن إساءة معاملة الفلسطينيين في أحد سجونها بينما تواجه محليا تظاهرات لمنع المساءلة والتحقيق مع الجنود، وفقا لصحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية.

وأوضحت الصحيفة، في تقرير لها اليوم الثلاثاء، أن القوات الإسرائيلية داهمت أمس قاعدة سدي تيمان العسكرية، أحد سجونها في جنوب إسرائيل حيث اعتقلت تسعة جنود احتياطيين بتهمة إساءة معاملة سجين فلسطيني كان محتجزًا في المنشأة.

وتابعت الصحيفة أن عملية الاعتقال أثارت موجة من الغضب في إسرائيل ودفعت المتظاهرين والسياسيين اليمنيين إلى النزول إلى الموقع واختراق بوابات المنشأة، غاضبين من احتجاز إسرائيل لقواتها في خضم حرب كما اقتحم المتظاهرون منشأة عسكرية منفصلة حيث تم نقل جنود الاحتياط من سدي تيمان للاستجواب.

وأضافت الصحيفة أن جنود الاحتياط تم احتجازهم كجزء من تحقيق في “إساءة معاملة معتقل بشكل كبير” دون تقديم تفاصيل، بينما ذكرت السلطة الفلسطينية أن الإساءة كانت جنسية بطبيعتها فيما رفض الجيش الإسرائيلي التعليق على التحقيق.

وأشارت الصحيفة إلى أن الجيش الإسرائيلي استخدم منشأة سدي تيمان لاحتجاز الفلسطينيين الذين تم القبض عليهم بعد الهجمات التي قادتها حماس في السابع من أكتوبر الماضي، ولكن وسط مزاعم الانتهاكات التي كانت تتراكم منذ أشهر، قررت الحكومة إعادة المنشأة إلى غرضها الأصلي المتمثل في الفحص الأولي للمحتجزين ونقل السجناء إلى منشآت أخرى، وبالفعل تمكنت من خفض عدد السجناء بشكل كبير ولكنها لم تنفذ الخطة بالكامل بعد.

كما ذكرت جماعات حقوق الإنسان أن المعتقلين الفلسطينيين في سدي تيمان محرومون من الإجراءات القانونية الواجبة ويتعرضون للإساءة، وفقا لما نقلته الصحيفة.

ومع ذلك رفض الجيش الإسرائيلي في مايو الماضي الاتهامات في منشأة احتجاز سدي تيمان، فيما قال الجيش الإسرائيلي في وقت سابق من هذا العام إن الشرطة العسكرية فتحت تحقيقات جنائية في 36 حالة وفاة لمحتجزين وقعت في المنشأة.

ونوهت الصحيفة بأن اعتقالات الجنود الإسرائيليين في سدي تيمان تأتي في الوقت الذي ذكر فيه الفلسطينيون أنهم تعرضوا للضرب وغيره من أشكال الإيذاء النفسي والجسدي في السجون الإسرائيلية فيما تقدر الأمم المتحدة أن إسرائيل احتجزت آلاف الفلسطينيين منذ الهجمات.

ورأت الصحيفة أن الموقف المتوتر أظهر كيف خلقت حرب إسرائيل ضد حماس انقسامات مجتمعية عميقة حيث دعت حركة اليمين المتطرف الحكومة إلى اتخاذ موقف صارم في الانتقام من الجماعة الفلسطينية، كما أشاد وزير الأمن القومي إيتامار بن جفير، الذي يشرف على السجون، بكيفية جعل الظروف في نظام السجون الإسرائيلي أكثر قسوة بالنسبة للفلسطينيين منذ 7 أكتوبر، على سبيل المثال من خلال خفض حصص الطعام لهم، وتدهور الظروف والمعاملة.

ولفتت الصحيفة إلى أنه في الوقت نفسه، يتعرض المسؤولون في إسرائيل لضغوط مع تزايد الزخم الدولي لتحقيق المساءلة حيث قالت جماعات حقوق الإنسان إن مزاعم الإساءة كانت علامة على نمط مقلق لما كان يحدث داخل سدي تيمان لأكثر من تسعة أشهر.

وتشن إسرائيل هجوما جويا وبريا على غزة منذ أكتوبر الماضي، وتعهدت بتدمير حماس (المصنفة إرهابية في الولايات المتحدة ودول أخرى) بعد أن شن مسلحون من الحركة في السابع من أكتوبر 2023 هجوما أدى إلى مقتل نحو 1200 شخص، أغلبهم من المدنيين وبينهم نساء وأطفال، وفق السلطات الإسرائيلية.

فيما أدت العمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة، إلى مقتل أكثر من 39 ألف شخص في القطاع، فيما بلغ عدد الجرحى أكثر من 90 ألف جريح، وأغلب الضحايا نساء وأطفال، وفقا للسلطات الصحية في غزة وتُجرى حاليا مفاوضات لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن والمحتجزين في ظل أزمة إنسانية حادة يعيشها سكان القطاع جراء الحرب.

 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية