خبير تكنولوجي: الإنسان في معركة على الوظائف مع الذكاء الاصطناعي

خبير تكنولوجي: الإنسان في معركة على الوظائف مع الذكاء الاصطناعي

أثارت الخطوة التي اتخذتها تيك توك، الجمعة، بتسريح مئات الموظفين في جميع أنحاء العالم، في إطار تحولها نحو استخدام المزيد من أدوات الذكاء الاصطناعي، مخاوف كبيرة بشأن مستقبل العامل البشري في مواجهة الذكاء الاصطناعي. 

يزداد القلق مع تزايد الاعتماد على الذكاء الاصطناعي، من أن تتجه شركات عملاقة أخرى نحو اتخاذ خطوات مماثلة، مما يعكس توجهًا عامًا نحو تقليص القوى العاملة البشرية، وفق قناة "الحرة" الأمريكية.

وظائف تسيطر عليها الأنظمة الآلية

أشار الخبير في مجال الذكاء الاصطناعي، أحمد بانافع، إلى أن ما فعلته تيك توك لم يكن مفاجئًا، إذ إنها واحدة من عدة شركات اتجهت نحو هذا المسار، ولكنها أعلنت ذلك بشكل صريح. 

وأوضح بانافع، المقيم في كاليفورنيا، لقناة الحرة أن الوظائف التي تم الاستغناء عنها تشمل "مراقبة المحتوى"، وهي من بين 10 وظائف على الأقل يمكن لأنظمة الذكاء الاصطناعي القيام بها.

وأضاف بانافع أن هناك شركات أميركية كبرى بدأت في تدريب الموظفين على استخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي، مستثمرة مليارات الدولارات، مما يتيح لهم التعرف على المجالات التي يمكن فيها الاستغناء عن العامل البشري، وبناءً على ذلك، تحصل عمليات التسريح بناءً على التقييم.

إعلانات من شركات كبرى

كانت غوغل قد أعلنت في بداية العام عن استغنائها عن مئات الموظفين في فريق مبيعات الإعلانات العالمي الخاص بها، في ظل استخدام الأنظمة الآلية في عدد متزايد من المهام الإدارية والإبداعية. 

واستغنت غوغل عن حوالي 12 ألف شخص في يناير 2023، أي ما يعادل حوالي 6% من قوتها العاملة، بسبب ارتفاع تكاليف المعيشة، مما جعلها تستثمر بكثافة في الذكاء الاصطناعي التوليدي.

ووصفت مديرة صندوق النقد الدولي، كريستالينا جورجييفا، التأثير المتوقع للذكاء الاصطناعي في سوق العمل حول العالم خلال العامين المقبلين بأنه أشبه بـ"تسونامي"، حيث سيؤثر على 60% من الوظائف في الاقتصادات المتقدمة و40% من فرص العمل حول العالم.

نصائح لحماية الوظائف

وأوصى الخبير بانافع، الموظفين الذين يخشون استبدالهم بالذكاء الاصطناعي بتعلم كيفية استخدام أنظمة الذكاء الاصطناعي والابتعاد عن الوظائف التقليدية مثل مراقبة المحتوى أو الترجمة، داعيا الجميع إلى البحث عن وظائف غير تقليدية والاستفادة من الفرص التي يتيحها الذكاء الاصطناعي لزيادة كفاءة العمل.

ودعا صندوق النقد الدولي في يونيو الماضي، إلى اتخاذ تدابير ضريبية للحماية الاجتماعية، بهدف إحداث توازن حيال المخاطر التي يطرحها الذكاء الاصطناعي. 

وبدون تنظيم، قد يؤدي الذكاء الاصطناعي إلى خسارة وظائف في المهن المؤهلة، لذا يجب على الحكومات تخصيص إيرادات جديدة لتمويل شبكة الأمان الاجتماعي لأولئك الذين يخسرون وظائفهم، وزيادة إعانات التأمين ضد البطالة.

ودعا صندوق النقد الدولي إلى تغييرات كبيرة في الأنظمة الضريبية والحماية الاجتماعية على مستوى العالم، مشيرًا إلى أن السياسة الضريبية تلعب دورًا رئيسيًا في دعم توزيع أكثر إنصافًا للمكاسب المرتبطة بالذكاء الاصطناعي. 

ويعارض الصندوق فرض ضرائب محددة على الذكاء الاصطناعي، معتبرًا أن هذا النوع من الإجراءات قد يؤثر سلبًا على نمو الإنتاجية.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية