«فورين بوليسي»: الانتخابات الأمريكية قد تؤثر على حقوق الإجهاض عالمياً

«فورين بوليسي»: الانتخابات الأمريكية قد تؤثر على حقوق الإجهاض عالمياً
المرشحان في الانتخابات الرئاسة الأمريكية كامالا هاريس ودونالد ترامب

أثارت انتخابات الولايات المتحدة المقرر لها 5 نوفمبر الجاري، نقاشات جديدة حول حقوق الإجهاض، مما جعل هذه القضية محورية في السياسة الخارجية الأمريكية، وفقًا لمجلة "فورين بوليسي".

وأشارت المجلة الأمريكية إلى أنه يمكن أن يكون لفوز دونالد ترامب في الانتخابات تداعيات كبيرة على حقوق النساء حول العالم، خاصةً في ظل التصعيد المستمر لقضايا الإجهاض.

تُعتبر كاثلين هوبر، المدافعة البارزة عن حقوق النساء والتي شغلت سابقًا منصب ممثلة خاصة للولايات المتحدة للصحة العالمية للنساء خلال إدارة ترامب، من الشخصيات الرئيسية التي تلعب دورًا مهمًا في هذا السياق، وخلال السنوات الماضية، قامت هوبر بجولات عالمية لتعزيز التوقيع على إعلان يحدد مبادئ معينة بشأن الإجهاض، مُعززةً بذلك النقاش حول كيفية تأثير السياسات الأمريكية على حقوق النساء عالميًا.

حقوق النساء

أسست هوبر معهد الصحة النسائية الذي يسعى إلى تحديد حلول لتعزيز صحة النساء ورفاههن، وتمكنت من إنشاء إطار عمل يُعرف باسم "بروتاجو"، يهدف إلى التعاون مع الدول الموقعة على الإعلان من أجل تنفيذ تدخلات فعالة تلبي احتياجات النساء وعائلاتهن، يتضمن هذا الإطار العمل مع الحكومات لتطوير سياسات صحية متكاملة تأخذ بعين الاعتبار الظروف الثقافية والاقتصادية الخاصة بكل دولة.

تؤكد هوبر، أن مبدأ إعلان جنيف للتوافق (GCD) بشأن الإجهاض يعكس سيادة الدول في اتخاذ قراراتها الخاصة، ولكن في الوقت نفسه، يبرز قلق متزايد بين الناشطين حول استخدام هذا الإعلان كذريعة لتجاهل الالتزامات الدولية المتعلقة بحقوق الإجهاض، مثل تلك الموجودة في بروتوكول مابوتو الذي يُقر بحق الإجهاض في حالات الاعتداء الجنسي.

قلق من عودة ترامب

مع اقتراب الانتخابات، يتزايد القلق بين الناشطين في حقوق الإجهاض من أن فوز ترامب قد يؤدي إلى تدهور في حقوق النساء، خصوصًا في الدول الفقيرة، حيث إن سياسات ترامب خلال ولايته الأولى، مثل توسيع سياسة مدينة المكسيك، أضرت بشكل كبير بتوفير خدمات الإجهاض والموارد الصحية للنساء، مما أسفر عن إغلاق العديد من العيادات.

ووفق “فورين بوليسي”، تشير التقديرات إلى أن تطبيق هذه السياسة قد أسفر عن وفاة 108 آلاف أم وطفل و360 ألف حالة إصابة جديدة بفيروس نقص المناعة البشرية، هذه الأرقام تعكس حجم الكارثة التي يمكن أن تنجم عن العودة إلى سياسات ترامب، وتسلط الضوء على الحاجة الملحة لاتخاذ تدابير فعالة لحماية حقوق النساء وصحتهن.

ويرى ناشطون أن ترامب، حال فوزه، قد يُعيد تطبيق سياسات أكثر تشددًا تستهدف الإجهاض، مما يعرض حياة العديد من النساء للخطر، فعلى سبيل المثال، في الدول التي تعاني من أزمات إنسانية، يمكن أن يؤدي انخفاض مستوى خدمات الصحة الإنجابية إلى تفاقم المشكلات الصحية، بما في ذلك زيادة وفيات الأمهات.

تحديات السياسة الأمريكية

في ظل الانتخابات الحالية، يبقى السؤال حول كيفية تعامل الإدارة الجديدة مع قضايا الإجهاض، بالنسبة لكامالا هاريس، المرشحة الديمقراطية، تُعتبر صوتًا قويًا لدعم حقوق الإجهاض، مما يثير تساؤلات حول إمكانية تعاونها مع هوبر ومؤيدي الإعلان في سبيل تعزيز حقوق النساء، ورغم أن إدارة بايدن قد عملت على إلغاء سياسات ترامب في بعض الجوانب، فإن الناشطين يرون أن هناك حاجة إلى اتخاذ إجراءات أكثر شمولاً.

ويأمل الكثيرون في أن تُعزز إدارة هاريس حقوق النساء من خلال تبني سياسات تعكس التزامًا حقيقيًا بالمساواة والعدالة، يشدد الناشطون على أهمية دعم قضايا مثل التعليم الشامل في مجال الصحة الإنجابية، وتعزيز الوصول إلى خدمات الإجهاض الآمنة، ومكافحة العنف ضد النساء.

أثر عالمي محتمل

وأشارت المجلة الأمريكية، إلى أن حقوق الإجهاض تعتبر قضية عالمية تتجاوز الحدود الوطنية، فعندما تُفرض سياسات صارمة في الولايات المتحدة، فإن لها تداعيات واسعة على الدول الأخرى، خاصةً في العالم النامي، فمشاركة الولايات المتحدة في المواثيق الدولية والدعم المالي يمكن أن تتأثر بشكل كبير بفوز ترامب، مما يؤثر على البرامج الصحية العالمية التي تستهدف صحة النساء ورفاهيتهن.

وغالبا ما تؤدي التغييرات في السياسة الأمريكية، إلى تغييرات في الممارسات الدولية، وهذا يثير المخاوف من أن الدول التي تتلقى مساعدات أمريكية قد تشعر بالضغط لتبني مواقف مماثلة، مما يؤدي إلى تدهور حقوق النساء في تلك الدول.

واختتمت المجلة الأمريكية تقريرها بأن فوز ترامب المحتمل قد يُشكل تحديًا كبيرًا لحقوق النساء على المستوى العالمي، ومع تزايد القلق حول تداعيات هذه السياسات على صحة النساء وحياتهن، يتطلب الأمر تحركًا عاجلاً من القادة السياسيين والمجتمعات المحلية لضمان حقوق النساء في اتخاذ قرارات بشأن أجسادهن وصحتهن، ويتطلب التزامًا فعليًا من الجميع لتحقيق التغييرات اللازمة لضمان حقوق النساء في جميع أنحاء العالم.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية