«فايننشال تايمز»: تبادل الاتهامات بين المسؤولين في إسبانيا حول كارثة الفيضانات
«فايننشال تايمز»: تبادل الاتهامات بين المسؤولين في إسبانيا حول كارثة الفيضانات
بدأت القيادات السياسية في إسبانيا بتبادل الاتهامات عقب الكارثة المميتة الناتجة عن الفيضانات، والتي أسفرت عن مواجهات مع الناجين الغاضبين الذين هاجموا السياسيين والملك أثناء زيارتهم للمنطقة المتضررة.
وبحسب تقرير الثلاثاء لصحيفة “فايننشال تايمز” الأمريكية، اتهم رئيس حكومة فالنسيا، كارلوس مازون، هيئة حكومية تابعة لرئيس الوزراء بيدرو سانشيز، بعدم إطلاق تحذيرات مبكرة عن الفيضانات، مما أثار الجدل بين حكومته الإقليمية وحكومة سانشيز المركزية، وجاء هذا الاتهام عقب الفيضانات المفاجئة التي ضربت فالنسيا وجنوب وشرق إسبانيا، حيث قالت حكومة سانشيز إن تصريحات مازون "محض أكاذيب".
اندلعت المواجهة بين الجانبين بعد ساعات من إلقاء الطين على كليهما أثناء زيارة الملك فيليبي إلى بلدة بايبورتا في المنطقة المنكوبة، حيث حاول الناجون التعبير عن سخطهم من الاستجابة الحكومية المتأخرة.
بحث مستمر عن الضحايا
واصل رجال الإنقاذ البحث عن المفقودين في مرائب السيارات المغمورة بالمياه، بينما يواجه مازون ضغوطًا هائلة بعد فشل وكالة الحماية المدنية التابعة لحكومته في إرسال تحذير على الهواتف حتى الساعة الثامنة من مساء الثلاثاء الماضي.
ومع ارتفاع حصيلة القتلى إلى 217، وصفت هذه الكارثة بأنها الأكثر دموية في تاريخ إسبانيا المعاصر، وسط إشارات علمية تربطها بتغير المناخ.
وأوضح مازون أن "الحكومة الإقليمية كانت ستطلق التحذيرات على الفور" لو أنها تلقت إنذارًا من هيئة الأحواض النهرية، التي تشرف عليها الحكومة المركزية، وأشار إلى أن هذه الهيئة تتبع وزارة البيئة التي تترأسها تيريزا ريبيرا، المرشحة لتولي منصب رئيس قسم المنافسة والبيئة في المفوضية الأوروبية.
تضارب التصريحات
رفض المسؤولون في الحكومة الإسبانية اتهامات مازون، مؤكدين أن هيئة المياه لا تصدر تحذيرات بل تقوم بتزويد المعلومات حول الأمطار ومستويات الأنهار.
وشدد أحد المسؤولين على أن "إصدار التحذيرات من اختصاص خدمات الطوارئ الإقليمية، بينما تقتصر مهام هيئة المياه على تقديم بيانات ميدانية".
وفي تطور آخر، دعا ألبرتو نونيز فيخو، زعيم الحزب الشعبي الوطني، إلى إعلان كارثة الفيضانات "حالة طوارئ وطنية"، ما سيتيح للحكومة المركزية تولي جهود الإغاثة.
ومن جانبه، اتهم بعض منتقدي سانشيز الحكومة الاشتراكية بسوء إدارة السدود والخزانات، وهي تهم نفتها الحكومة بشكل قاطع، وقد ردت مديرة اتصالات وزيرة البيئة، يولاندا مارمول، بقولها: "هذا الكلام غير دقيق، يجب التوقف عن استغلال آلام الناس لتحقيق مكاسب سياسية".
زيارة رئيس الوزراء والملك
وتعرض سانشيز أثناء زيارته للمنطقة للهجوم بالعصي من قبل بعض السكان الغاضبين، مما اضطره للمغادرة، في حين استكمل الملك فيليب السادس الزيارة لمدة ساعة إضافية، معبّرًا عن تفهمه لغضب الناس وإحباطهم إزاء الأوضاع المأساوية وصعوبة فهم آليات الاستجابة للطوارئ.
وفي ختام الجولة، قال الملك فيليب: "علينا أن نفهم مشاعر الغضب التي يشعر بها الناس بسبب الأوقات العصيبة التي مروا بها وصعوبة استيعاب طريقة عمل آليات الطوارئ".
في غضون ذلك، شهدت مدينة برشلونة أمطارًا غزيرة جديدة، حيث أصدرت الحكومة الكتالونية تحذيرًا شديدًا، مشيرة إلى أن كمية الأمطار التي تلقتها المدينة خلال أربع ساعات تعادل ربع معدلاتها السنوية.