قيادة بحرية بطابع حقوقي.. قصة أول «قبطانة» إماراتية تمهد الطريق للنساء

قيادة بحرية بطابع حقوقي.. قصة أول «قبطانة» إماراتية تمهد الطريق للنساء
سحر راستي أول "قبطانة" إماراتية

لم تكن تجيد السباحة، لكنها سعت وراء حلمها بكل جدية، حتى أصبحت أول “قبطانة بحرية” في دولة الإمارات العربية، متغلبة على تحديات عديدة واجهتها خلال رحلتها، واستعانت بأسرتها لتكون قوة دفع داعمة لها، بدلا من أن تكون حملا إضافيا على كاهلها.

قدمت سحر راستي، الرئيس التنفيذي ومؤسسة مجموعة "أسجاء"، رؤيتها خلال مشاركتها في منتدى المرأة العالمي حول دور المرأة الإماراتية في كسر الحواجز التقليدية التي تقيد مشاركة النساء في المجالات المهنية غير التقليدية، 

وقالت راستي، في تصريحات خاصة لـ"جسور بوست"، على هامش منتدى المرأة العالمي، إن التحديات التي واجهتها في مسيرتها المهنية كأول قبطانة بحرية إماراتية، كثيرة، مشددة على أن هذا المجال كان يُعتبر لسنوات طويلة مجالاً ذكورياً بحتاً، وأن دورها كان تأكيداً على قدرة النساء على اقتحام تلك المجالات الصعبة.

وأوضحت كيف تمكنت من تغيير المفاهيم المجتمعية المتعلقة بدور المرأة، قائلة إن رحلتها المهنية لم تكن مجرد نجاح شخصي، بل شهادة على قدرة المرأة الإماراتية على التفوق في الميادين الصعبة، مثل القطاع البحري.

دعم القيادة الإماراتية

وأضافت أن دعم القيادة الإماراتية، التي أولت اهتماماً خاصاً بتمكين المرأة، كان أساسياً في إحداث هذا التحول، وأن جميع من حولها ساندوها ودعموها، مؤكدة أن هذا الدعم خلق بيئة تمكينية جعلت من الممكن للمرأة الإماراتية تحقيق إنجازات نوعية.

وأشارت راستي إلى أن بداياتها المهنية كانت في موانئ أبوظبي عام 2014، حيث عملت في البداية كمساعد إداري قبل أن تلتحق ببرنامج تدريبي خاص للمواطنين بهدف اكتساب المعرفة والخبرة المتعلقة بالموانئ.

لاحقاً، قررت راستي كسر التقاليد بطلبها العمل في قسم الخدمات الملاحية وصيانة العوامات، وهو مجال لم يسبق لأي امرأة أن عملت فيه.

رغم التحديات والاقتراحات بالعمل في أقسام أكثر تقليدية، أصرت على خوض غمار هذا المجال ونجحت في تحقيق هدفها.

تحدي النظرة المجتمعية

وتحدثت راستي عن التحديات المهنية والاجتماعية التي واجهتها، من بينها التحيزات الثقافية والنظرة المجتمعية التي تقلل من قدرات النساء في بعض المهن، لكنها أوضحت أن إصرارها والتزامها بالتفوق كانا الدافع الأساسي لتحقيق إنجازاتها. 

وقالت: "كان من الضروري أن أثبت نفسي كشريكة متساوية في المجال البحري، وأن أكسر الصورة النمطية التي تحصر النساء في أدوار تقليدية"، وأضافت أن التدريب المستمر والعمل الميداني هما ما أتاحا لها فهم كل تفاصيل السفينة والقدرة على التعامل مع المواقف الطارئة بمهارة واحترافية.

أكدت راستي أن نجاحها لم يكن سهلاً، خاصةً مع التحديات التي واجهتها كأم لثلاثة أطفال، مشيرة إلى أهمية تحقيق التوازن بين العمل والحياة الأسرية. 

وأوضحت أن التحديات العائلية كانت جزءاً من رحلتها، لكنها استطاعت تجاوزها من خلال دعم عائلتها وزوجها، الذين آمنوا بقدرتها على تحقيق إنجازات غير مسبوقة. 

تحقيق المستحيل

وقالت راستي: "كان من الضروري أن أوضح لأولادي أن الحياة مليئة بالفرص، وأن المرأة قادرة على تحقيق المستحيل عندما تتوفر لها الإرادة والدعم اللازم".

وفي حديثها عن المخاوف التي واجهتها، كشفت راستي أن تعلم السباحة كان من بين التحديات الكبرى في بداياتها المهنية، حيث لم تكن تجيد السباحة في البداية، لكنها واجهت موقفاً حرجاً خلال التدريب دفعها إلى التعلم وإتقان هذه المهارة الأساسية للعمل البحري. 

واعتبرت هذا التحدي رمزاً لكل ما واجهته من صعوبات تغلبت عليها بالإصرار والتفاني.

اختتمت راستي حديثها بدعوة النساء العربيات إلى كسر القيود التي تعوق طموحاتهن والمضي قدماً لتحقيق أحلامهن. 

وقالت إن الاحتفال بيوم المرأة الإماراتية لا يقتصر فقط على النساء في دولة الإمارات، بل يشمل كل امرأة عربية استطاعت تجاوز الحواجز التقليدية لتصبح نموذجاً يُحتذى.

منتدى المرأة العالمي

انطلقت فعاليات منتدى المرأة العالمي- دبي 2024، الذي تنظمه مؤسسة دبي للمرأة، أمس الثلاثاء ويستمر اليوم الأربعاء.

ويجمع المنتدى نخبة من الشخصيات المؤثرة عالميًا في مجالات الفن والإبداع والإعلام والمحاماة، تحت شعار "قوة التأثير"، بمشاركة أكثر من 3000 شخص من 65 دولة. 

ويشهد المنتدى في نسخته الثالثة أكثر من 130 جلسة نقاشية وورشة عمل على مدار يومين، بمشاركة أكثر من 250 متحدثًا من القادة والمسؤولين وصنّاع القرار، إضافة إلى ممثلين عن منظمات دولية ونخبة من الشباب ورائدات الأعمال



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية