كوريا الجنوبية تعلن حالة الأحكام العرفية وسط أزمة مع المعارضة

أعلن الرئيس الكوري الجنوبي يون سوك يول في خطاب تلفزيوني، اليوم الثلاثاء، فرض الأحكام العرفية في البلاد، مشيراً إلى أن هذه الخطوة ضرورية "لحماية كوريا الجنوبية من التهديدات التي تشكلها القوات الشيوعية".

أزمة سياسية مع المعارضة

وأفادت وكالة الأنباء الكورية "يونهاب" بأن هذا الإعلان جاء في ظل تصاعد التوترات السياسية بين الحكومة وحزب المعارضة الديمقراطي، الذي يتمتع بأغلبية في البرلمان، والذي اتهمه الرئيس يون بمحاولة عرقلة الحكومة من خلال مقترحات لعزل كبار المدعين العامين ورفض الميزانية الحكومية.

وأشار الرئيس إلى أنه تم تقديم 22 اقتراحا لعزل مسؤولين حكوميين منذ تنصيبه في مايو عام 2022، مع سعي المعارضة للمرة العاشرة إلى عزله من منصبه منذ انعقاد الجمعية الوطنية الثانية والعشرين في يونيو الماضي.

ووصف هذه الخطوة بأنها حالة غير مسبوقة في تاريخ البلاد والسياسة العالمية، مدعيا أن هذه الإجراءات أعاقت بشكل كبير وظيفة السلطة التنفيذية.

إجراءات أمنية مشددة

بعد إعلان الأحكام العرفية، أمر وزير الدفاع كيم يونغ-هيون بعقد اجتماع طارئ مع كبار القادة العسكريين ورفع مستوى التأهب الأمني في البلاد، كما أفادت الوكالة بأن الجيش الكوري الجنوبي وُضع في حالة تأهب قصوى.

تحذيرات من سيطرة الجيش

في المقابل، حذر زعيم الحزب الديمقراطي المعارض في كوريا الجنوبية، لي جاي ميونج، من أن البلاد قد تشهد انتشار الدبابات والمركبات المدرعة في الشوارع قريباً، واصفاً إعلان الرئيس بـ"غير الدستوري" و"المعادي للشعب".

إغلاق البرلمان ومحاولات لمنع التصعيد

أفادت وسائل إعلام محلية بأن مدخل البرلمان الكوري الجنوبي مغلق، ما منع المشرعين من الدخول لعقد جلسة طارئة لمناقشة الإجراءات اللازمة لرفع حالة الطوارئ، كما وصف رئيس الحزب الحاكم، هان دونغ هون، إعلان الأحكام العرفية بأنه "خطأ"، متعهداً بالعمل مع الشعب لإلغائه.

البيت الأبيض يراقب

وأكد البيت الأبيض الثلاثاء أنه يتابع الأوضاع في كوريا الجنوبية عن كثب بعد إعلان الرئيس يون سوك يول فرض الأحكام العرفية وحظر النشاط السياسي.

وقال متحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي إن إدارة الرئيس جو بايدن على تواصل مع حكومة الجمهورية الكورية وتراقب الوضع عن كثب.

وتعد سيئول من الحلفاء الأساسيين لواشنطن، وتستضيف الآلاف من الجنود الأمريكيين.