«نيويورك تايمز»: مواقع التواصل تحوّل مشاجرات الطلاب في امريكا إلى عروض ترفيهية

«نيويورك تايمز»: مواقع التواصل تحوّل مشاجرات الطلاب في امريكا إلى عروض ترفيهية
تصوير إحدى مشاجرات الطلاب في المدارس الأمريكية - أرشيف

تزايدت ظاهرة تصوير مشاجرات الطلاب في المدارس الأمريكية ونشرها عبر الإنترنت بشكل ملحوظ، ما أدى إلى إثارة مخاوف كبيرة حول تأثير ذلك على السلوك المدرسي والمجتمعي.

ووفقا لتقرير نشرته صحيفة "نيويورك تايمز"، اليوم الاثنين، عززت هذه الظاهرة من حدة العنف بين المراهقين وساهمت في تصاعد التوترات داخل المؤسسات التعليمية.

تفاقم الخطر 

سجَّل طلاب من مختلف المراحل الدراسية مشاجرات عنيفة باستخدام هواتفهم المحمولة، ونشروها على منصات التواصل الاجتماعي مثل "تيك توك" و"إنستغرام"، أدى هذا الانتشار السريع إلى تحفيز طلاب آخرين على تقليد هذه السلوكيات لجذب الانتباه وتحقيق الشهرة الإلكترونية.

وفي إحدى المدارس بولاية ماساتشوستس الأمريكية، اندلعت مشاجرة حادة في الكافتيريا بين مجموعتين من الطلاب، التقط أحدهم مقطع فيديو للمشاجرة، وحصد المقطع آلاف المشاهدات في غضون ساعات قليلة، دفع هذا الحادث إدارة المدرسة إلى اتخاذ إجراءات صارمة بحق المتورطين.

تصعيد قانوني 

شهدت بعض الولايات الأمريكية تداعيات قانونية خطيرة نتيجة انتشار هذه المقاطع، ففي أتلانتا بولاية جورجيا، تورط طلاب في مشاجرة عام 2021 أُصيب فيها عدد من المشاركين، وثَّق أحد الطلاب الواقعة، ما دفع السلطات إلى التحقيق واتهام المتورطين بتهم جنائية.

وعلَّقت المعلمة شارون بيكر من ولاية جورجيا، قائلة: "تحوَّلت المشاجرات إلى نوع من الترفيه، حيث يتشاجر الطلاب فقط من أجل تصوير الفيديوهات ونشرها، بغض النظر عن النتائج السلبية التي قد تترتب عليها".

تفاخر بالشهرة

أظهر بعض الطلاب رغبة واضحة في الشهرة الإلكترونية من خلال نشر مقاطع المشاجرات، وتفاخَر كثيرون بعدد المشاهدات والتعليقات التي يتلقونها، ما أدى إلى تحفيز المزيد من المشاجرات بهدف تحقيق الشهرة المؤقتة.

وأدت هذه الظاهرة إلى انتشار العنف المدرسي بشكل أكبر، حيث دخل الطلاب في دائرة من العنف الجسدي يتبعه انتشار إلكتروني، ما زاد من تعقيد المشكلة ووسع نطاقها.

استجابة المدارس

طبَّقت إدارات مدارس عديدة إجراءات مشددة للحد من استخدام الهواتف المحمولة خلال ساعات الدراسة، وحظرت بعض المدارس استخدام الهواتف بالكامل، بينما سمحت أخرى باستخدامها فقط خلال فترات الراحة والغداء. 

وفي مدرسة ريفير الثانوية بولاية ماساتشوستس، شددت الإدارة الرقابة على الطلاب وفرضت عقوبات صارمة على من يستغلون الهواتف لإثارة الفوضى، وأوضح مدير المدرسة مايكل دورن: "نحن لسنا ضد التكنولوجيا، ولكن عندما تُستخدم بشكل يهدد سلامة الطلاب، فإن التدخل يصبح واجبًا".

التوعية كجزء من الحل

نفذت بعض المدارس برامج توعوية تهدف إلى تعزيز الوعي بين الطلاب حول مخاطر التنمر الإلكتروني والعنف المدرسي، شملت هذه البرامج جلسات نقاشية وورش عمل لتعليم الطلاب كيفية إدارة النزاعات وحل الخلافات بطرق سلمية. 

وأشارت الأخصائية الاجتماعية ماريا جونسون، التي تعمل في مدرسة بولاية كاليفورنيا، إلى أهمية هذه البرامج قائلة: "يجب أن نعلم الطلاب أن التكنولوجيا أداة إيجابية، لكن استخدامها غير المسؤول قد يؤدي إلى عواقب وخيمة".

مواجهة التحدي 

رأى بعض الخبراء أن مواجهة هذه الظاهرة تتطلب تكاتف جهود المدارس وأولياء الأمور وشركات التواصل الاجتماعي.

ودعا الدكتور أندرو كابلان، الخبير في سلوكيات المراهقين، شركات التكنولوجيا إلى تحمل مسؤوليتها في الحد من انتشار المحتوى العنيف.

وقال كابلان: "المعركة ليست سهلة، لكنها ليست مستحيلة، إذا تعاونت المدارس والأسر والشركات، يمكننا تقليل هذه الظاهرة وحماية طلابنا من مخاطرها".



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية