«يديعوت أحرونوت»: خطة إسرائيلية لعزل شمال غزة وإخلائها من السكان
«يديعوت أحرونوت»: خطة إسرائيلية لعزل شمال غزة وإخلائها من السكان
كشف تقرير لصحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، اليوم الثلاثاء، عن أن الجيش الإسرائيلي لن يسمح لسكان غزة بالعودة إلى منازلهم في جباليا حتى بعد انتهاء العمليات العسكرية الحالية، في إطار تنفيذ خطة تهدف إلى جعل شمال القطاع منطقة منخفضة الكثافة السكانية أو خالية تمامًا.
تفاصيل الخطة
وفقًا للتقرير، فإن “خطة الجنرالات” التي أعدها كبار ضباط الجيش الإسرائيلي في الاحتياط، تقوم على مرحلتين أساسيتين: الأولى تشمل تهجير قسري لنحو 300 ألف فلسطيني من شمال قطاع غزة، بما يشمل مناطق جباليا وبيت لاهيا وبيت حانون، وفرض حصار عسكري محكم على المنطقة بهدف القضاء على المقاتلين، فيما تتضمن المرحلة الثانية توسيع العمليات لتشمل باقي أنحاء القطاع، مع منع أي سيطرة من حركة حماس على المساعدات الإنسانية.
وأشار التقرير إلى أن قوات الجيش الإسرائيلي هجّرت بالفعل نحو 65 ألف فلسطيني من جباليا باتجاه مدينة غزة، مع خطط لدفعهم نحو جنوب القطاع خلال الاجتياحات القادمة.
إجراءات عسكرية وتحركات سياسية
وفي تصريحات له، أكد وزير الدفاع يسرائيل كاتس أن "الوضع بعد هزيمة حماس لن يكون كما كان قبل السابع من أكتوبر"، مضيفًا أن إسرائيل ستفرض سيطرة أمنية على غزة "كما في الضفة الغربية" لمنع أي تهديد مستقبلي.
وأشار التقرير إلى أن الجيش أنشأ محورًا رئيسيًا يمتد من كيبوتس "كفار عزة" إلى شاطئ البحر لعزل شمال القطاع ومنع عودة السكان، في إجراء يشبه "ممر نتساريم" السابق.
التقنيات العسكرية المستخدمة
لضمان تنفيذ الخطة بأقل خسائر بشرية في صفوف الجيش، وسّع الجيش الإسرائيلي استخدام التقنيات العسكرية الحديثة، بما في ذلك الروبوتات والجرافات الموجهة عن بعد، لتمشيط المناطق المكتظة بالمباني وتدميرها.
التبعات المستقبلية
مع استمرار العمليات العسكرية، أكد التقرير أن الجيش الإسرائيلي يخطط لإبقاء شمال غزة منطقة مهجورة مع فصل دائم بين شمال القطاع وجنوبه، ورغم ذلك أشار إلى أن تنفيذ هذه الخطة قد يتأثر بتطورات سياسية مثل صفقة تبادل الأسرى الإسرائيليين، التي قد تُغيّر من واقع التهجير الحالي وتفرض ترتيبات جديدة على الأرض.
الحرب على قطاع غزة
عقب عملية "طوفان الأقصى" التي أطلقتها "حماس" في 7 أكتوبر 2023 قصف الجيش الإسرائيلي قطاع غزة ووسع غاراته على كل المحاور في القطاع، وتم قصف المدارس والمستشفيات والمساجد باستخدام مئات آلاف الأطنان من القنابل الكبيرة والمحرمة دوليا والأسلحة الفتاكة مسببة خسائر مادية تقدر بمليارات الدولارات كما تصاعدت وتيرة العنف والاعتقالات في الضفة الغربية.
وأسفر القصف عن استشهاد أكثر من 45 ألف مواطن فيما بلغ عدد الجرحى أكثر من 106 آلاف جريح، إضافة إلى نحو 10 آلاف شخص في عداد المفقودين، في حصيلة غير نهائية وفق أحدث بيانات وزارة الصحة في غزة.
ونزح نحو مليوني شخص هربا من القصف العنيف، وبعد إنذار إسرائيلي بإخلاء شمال قطاع غزة.
وتواصل إسرائيل عملياتها العسكرية رغم الأزمة الإنسانية الحادة ورغم صدور قرار من مجلس الأمن الدولي يطالب بوقف فوري لإطلاق النار، وكذلك رغم مثولها للمرة الأولى أمام محكمة العدل الدولية بتهمة ارتكاب إبادة جماعية وصدور قرارات باتخاذ تدابير لمنع وقوع أعمال إبادة جماعية، وتحسين الوضع الإنساني في غزة.
ولا يزال الجيش الإسرائيلي مستمرا في قصفه مناطق مختلفة في القطاع منذ السابع من أكتوبر، مخلفا دمارا هائلا وخسائر بشرية كبيرة ومجاعة أودت بحياة العديد من الأطفال والمسنين، وفق بيانات فلسطينية وأممية.