«سينمات بنات».. مشروع فني يُبرز صوت المرأة السودانية في زمن الأزمات
«سينمات بنات».. مشروع فني يُبرز صوت المرأة السودانية في زمن الأزمات
وسط نزاع دموي مستمر منذ أبريل 2023 في السودان، تروي سينمائيات سودانيات مبتدئات قصصًا ملهمة عن الصمود والأمل بعدسات هواتفهنّ الذكية، وذلك من خلال مشروع "سينمات بنات"، حيث أُنتجت أفلام قصيرة تسلّط الضوء على تجارب إنسانية فريدة وسط الأزمات والحروب.
أحد أبرز الأفلام، "أنا هنا"، من إخراج إيثار خيري، يسرد قصة رندا الطاهر وبخيتة عبدالله، اللتين تديران مشروع "أيادٍ ناطقة" لدعم النساء والأطفال الصمّ المتضررين من الحرب، حيث يعكس الفيلم صورة لمجتمع لم تعد فيه هذه الفئة مهمشة، مقدّمًا تجربة إنسانية عميقة، بحسب ما ذكرت وكالة “فرانس برس”.
رحلة نسائية للتعليم والاستقلال
أما فيلم "تكنان"، من إخراج أريج حسين، فيوثّق رحلة نساء قبيلة البجا في شرق السودان نحو التعليم والاستقلالية الاقتصادية.
ويبرز الفيلم كيف يمكن للتعليم وتمكين المرأة أن يكونا وسيلة للهروب من قسوة الحرب.
وفي فيلم "أم الفقراء"، تسرد المخرجة زينب الفاضل قصة امرأة حوّلت مركزًا صوفيًا في ضواحي بورت سودان إلى ملاذ للنازحين وموقع ثقافي يحيي الهوية والتراث السوداني.
إبداع يتحدى الحرب
وواجه فريق العمل تحديات هائلة، حيث دُمرت معداتهم السينمائية في الخرطوم جراء الحرب الدائرة، ما دفعهم للاعتماد على الهواتف الذكية كبديل.
وأنتجت المجموعة الأفلام الثلاثة خلال خمسة أشهر، في ظل ظروف الحرب والصعوبات اللوجستية.
ويشكّل هذا المشروع امتدادًا لمسيرة السينما السودانية التي بدأت تكتسب شهرة عالمية عبر أفلام مثل "ستموت في العشرين" و"وداعًا جوليا".
ويؤكد المخرج محمد فاوي أن ما تحقق هو البداية فقط، إذ يخطط لجولات تدريب إضافية لإلهام المزيد من النساء السودانيات لدخول عالم السينما.
الأزمة السودانية
ومنذ اندلاع المعارك في 15 أبريل 2023 بين الجيش السوداني بقيادة عبدالفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي)، لقي أكثر من 20 ألف شخص مصرعهم وأُصيب آلاف آخرون، مع غياب إحصاءات دقيقة بسبب الفوضى المستمرة.
وأدى النزاع إلى تدمير أجزاء واسعة من العاصمة الخرطوم، وتصاعد العنف العرقي، وتشريد أكثر من 14 مليون مواطن، من بينهم مليون لاجئ فروا إلى دول مجاورة مثل مصر وتشاد.
رغم جهود الوساطة الدولية، بما فيها محاولات الولايات المتحدة والسعودية، لم تدم الهدن المبرمة طويلاً بسبب خروقات متكررة، كما لم تثمر جهود الاتحاد الإفريقي ومنظمة "إيغاد" لحل النزاع.
وتواصل المنظمات الإنسانية التحذير من تدهور الأوضاع في السودان، الذي كان يعاني من أزمات اقتصادية وإنسانية حادة حتى قبل اندلاع المعارك الأخيرة.