وزيرة الخارجية الألمانية تزور سجن صيدنايا وتبحث العودة الطوعية للاجئين السوريين
وزيرة الخارجية الألمانية تزور سجن صيدنايا وتبحث العودة الطوعية للاجئين السوريين
زارت وزيرة الخارجية الألمانية، أنالينا بيربوك، برفقة نظيرها الفرنسي جان نويل بارو، سجن صيدنايا في سوريا اليوم الجمعة، في زيارة تحمل أبعادًا إنسانية وسياسية عميقة.
ويعد السجن، الذي كان يطلق عليه اسم "المسلخ"، من أسوأ السجون العسكرية سمعة في عهد الرئيس السوري السابق، بشار الأسد، وفق وكالة "فرانس برس".
وكان قد وثق نشطاء حقوق الإنسان، منذ عام 2011، العديد من عمليات الإعدام الجماعية والتعذيب واختفاء الآلاف من السجناء في هذا المكان.
تأكيد على العدالة الدولية
وأكدت بيربوك، أثناء زيارتها، أن زيارة هذا السجن لا تهدف فقط إلى استذكار الماضي المأساوي، بل إلى تعزيز الجهود الدولية لتحقيق العدالة.
وقالت: "لا يمكننا إعادة الضحايا الذين لقوا حتفهم في هذا السجن إلى الحياة، لكننا يمكننا جميعا كمجتمع دولي أن نسهم في ضمان تحقيق العدالة".
وأشارت إلى أن ألمانيا وأوروبا قد دعمت العديد من الجهات الفاعلة مثل "الخوذ البيضاء" والأمم المتحدة في جمع الأدلة التي تفضح الجرائم المرتكبة هناك، كما أكدت ضرورة الاستمرار في هذا الدعم حتى كشف الحقيقة.
غرف التعذيب
اطلعت بيربوك وبارو على غرف التعذيب، بما في ذلك "غرفة الضاغط الفولاذي" سيئة السمعة، حيث كانت تقام عمليات تعذيب وحشية.
وقالت بيربوك، إن "نظام الأسد هو نظام تعذيب مزدرٍ للإنسانية، ولا يمكن تطبيعه مع المجتمع الدولي" -بحسب وصفها- مضيفة أن "الناس مروا بالجحيم هنا بالقرب من دمشق" مشيرة إلى الرعب الذي عاشه السجناء هناك.
الوضع السوري الحالي
والتقى المسؤولان في وقت لاحق من اليوم نفسه، مع قائد الإدارة السورية الجديدة، أحمد الشرع، في القصر الرئاسي في دمشق، في أول لقاء من نوعه منذ الإطاحة بنظام الأسد في ديسمبر 2024.
وتعد هذه الزيارة خطوة مهمة في إعادة بناء العلاقات بين سوريا والدول الغربية في مرحلة ما بعد الأسد.
برنامج العودة الطوعية للسوريين
وأكدت وزارة الداخلية الألمانية نية برلين توسيع برنامجها المالي للسوريين الراغبين في العودة إلى وطنهم.
وذكرت الوزيرة أنه سيتم توفير نفقات السفر بقيمة 200 يورو وتكاليف بدء المشاريع التجارية بقيمة ألف يورو لكل بالغ يرغب في العودة إلى سوريا طواعية.
وتُعد هذه الخطوة جزءًا من خطة أكبر لدعم العودة الطوعية للاجئين السوريين، في وقت يظل فيه الوضع غير واضح بالنسبة لحجم العودة المتوقعة.