الأمم المتحدة تدعو لإنقاذ الأرواح مع تصاعد هجرة الروهينغا عبر البحر
الأمم المتحدة تدعو لإنقاذ الأرواح مع تصاعد هجرة الروهينغا عبر البحر
فرّ المئات من لاجئي الروهينغا من ميانمار عبر البحر مع بداية العام الجديد، بحثًا عن الأمان، في رحلة محفوفة بالمخاطر أسفرت عن وفاة 10 أشخاص على الأقل، ودعت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين الدول إلى التركيز على إنقاذ الأرواح وتقديم الدعم لهؤلاء الفارين من الاضطهاد والصراع.
ووفق بيان لمفوضية شؤون اللاجئين اليوم الأربعاء شهدت الأيام الأولى من عام 2025 وصول 460 شخصًا من الروهينغا إلى بلدان المنطقة، بينهم 196 في ماليزيا و264 في إندونيسيا.
وأشارت التقارير إلى ارتفاع محاولات الفرار عبر البحر في عام 2024 بنسبة 80% مقارنة بالعام السابق، حيث حاول أكثر من 7800 شخص الهرب من ميانمار، مما يجعلها واحدة من أخطر الرحلات في العالم.
الأطفال والنساء الأكثر تضرراً
تشير الإحصاءات إلى زيادة مشاركة الأطفال والنساء في هذه الرحلات المحفوفة بالمخاطر. ففي عام 2024، شكل الأطفال 44% من إجمالي الركاب، بينما ارتفعت نسبة النساء إلى الثلث تقريبًا، ما يعكس تصاعد المأساة الإنسانية بين الفئات الأكثر ضعفًا.
أكد هاي كيونج جون، مدير المكتب الإقليمي للمفوضية، أهمية إعطاء الأولوية لإنقاذ الأرواح، ودعا إلى تعزيز التعاون الإقليمي والجهود الدولية لتقديم المساعدة الإنسانية اللازمة وحماية الناجين من مخاطر التهريب والاتجار بالبشر.
الحاجة إلى حلول طويلة الأمد
وحثت المفوضية على معالجة الأسباب الجذرية للنزوح، بما في ذلك إنهاء الصراع وضمان عودة اللاجئين إلى ديارهم بأمان وكرامة، كما دعت إلى مواجهة خطاب الكراهية ضد اللاجئين وتعزيز الحماية الإنسانية لهم.
وأكدت أن هذه الأزمة تضافر الجهود الدولية والإقليمية، خاصة من خلال التعاون مع رابطة دول جنوب شرق آسيا وعملية بالي لمعالجة الحركات البحرية غير النظامية وضمان حقوق اللاجئين في البحث عن الأمان.
فوضى وأزمة إنسانية
تعيش ميانمار فوضى وأزمة إنسانية واقتصادية كبيرة منذ تولي المجلس العسكري السلطة في فبراير 2021 بعدما أطاح الزعيمة أونغ سان سو تشي وحكومتها، إذ أسفرت حملة قمع المعارضين للحكم العسكري عن مقتل أكثر من 4300 شخص، وتم اعتقال أكثر من 25 ألفا و785 شخصا منذ الانقلاب وفقا لجمعية مساعدة السجناء السياسيين الحقوقية المحلية.
وتشهد أنحاء عدة من البلاد اشتباكات بين مقاتلي "قوات الدفاع الشعبي" المجهزين غالبا بأسلحة يدوية الصنع أو بدائية وقوات المجلس العسكري، فيما يشير محللون إلى أن الجيش يواجه صعوبات في التعامل مع تكتيكات المقاتلين.
وتدور اشتباكات مع مجموعات متمردة أكثر تنظيما متمركزة على طول الحدود مع تايلاند والصين.
وفر أكثر من مليون مسلم من الروهينغا من ميانمار ذات الأغلبية البوذية إلى مخيمات اللاجئين في بنغلاديش والدول المجاورة منذ أغسطس 2017، عندما أطلق جيش ميانمار عملية تطهير ردا على هجمات جماعة متمردة.
واتُهمت قوات الأمن في ميانمار بارتكاب عمليات اغتصاب جماعي وقتل وحرق آلاف المنازل.
بعد الانقلاب في الأول من فبراير 2021، أكد الجيش أنه سينظم انتخابات جديدة، لكن البلاد التي تعاني من صراع أهلي عنيف، يجب أن تكون أولاً "في سلام واستقرار"، وفق رئيس المجلس العسكري