الأمم المتحدة تطالب بانسحاب القوات الرواندية من شرق الكونغو

الأمم المتحدة تطالب بانسحاب القوات الرواندية من شرق الكونغو
تصاعد العنف في شرق الكونغو

دعا الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، إلى انسحاب القوات الرواندية التي تدعم متمردي حركة "إم 23" في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية، مؤكدا أن هذه القوات، التي تُتهم بارتكاب انتهاكات خطيرة، يجب أن تغادر الأراضي الكونغولية فوراً.

ونقلت وكالة "فرانس برس"، اليوم الاثنين، عن وزيرة الخارجية الكونغولية، تيريز كاييكوامبا واغنر، خلال اجتماع طارئ لمجلس الأمن الدولي، أن قوات رواندية جديدة عبرت الحدود عند نقاط التفتيش 12 و13 بين غوما الكونغولية وجيسينيي الرواندية، ووصفت ذلك بأنه "عدوان مباشر وإعلان حرب".

وطالبت واغنر مجلس الأمن بفرض عقوبات اقتصادية وسياسية على رواندا، بما في ذلك حظر صادرات المعادن الرواندية وتجميد أصول المسؤولين العسكريين والسياسيين المتورطين.

مواقف دولية 

أدانت الولايات المتحدة، على لسان سفيرتها دوروثي شاي، الهجمات الرواندية وممارسات حركة "إم 23"، معتبرة أن استخدام رواندا لأسلحة متطورة يعرّض المدنيين وبعثة السلام الأممية للخطر، ودعت شاي جميع الأطراف إلى وقف استهداف المدنيين فوراً.

وأكد السفير الفرنسي نيكولا دي ريفيير أن بلاده تعمل على إصدار بيان قوي من مجلس الأمن يدين التهديدات للسلم والأمن الدوليين.

وتمكن مقاتلو "إم 23" المدعومون بما يقدر بـ3 إلى 4 آلاف جندي رواندي، وفقاً للأمم المتحدة، من السيطرة على مناطق استراتيجية قرب غوما، عاصمة إقليم شمال كيفو، التي يبلغ عدد سكانها مليون نسمة، إلى جانب عدد مماثل من النازحين.

واندلعت اشتباكات عنيفة على بعد كيلومترات قليلة من المدينة، مما زاد المخاوف من كارثة إنسانية وشيكة.

تصاعد الأزمة الدبلوماسية 

سحبت رواندا آخر دبلوماسي لها من كينشاسا، وردّت جمهورية الكونغو الديمقراطية باستدعاء دبلوماسييها من كيغالي، وتأتي هذه الخطوات التصعيدية وسط فشل الوساطات التي رعتها أنغولا للوصول إلى اتفاق سلام.

ونزح أكثر من 400 ألف شخص منذ بداية يناير بسبب المعارك، وفقاً لتقارير الأمم المتحدة، وبدأت المنظمة الدولية بإجلاء موظفيها غير الأساسيين من غوما، فيما حثت فرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة رعاياها على مغادرة المدينة فوراً.

ودعا الاتحاد الأوروبي وحركة تنمية الجنوب الإفريقي الأطراف المتنازعة إلى الالتزام بوقف إطلاق النار والانسحاب الفوري للقوات الرواندية.

ومن جهته، شدد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال اتصالات مع نظيريه الكونغولي والرواندي على ضرورة إنهاء الهجمات وانسحاب جميع القوات الأجنبية.

السيطرة على الموارد 

استمر النزاع في شرق الكونغو الديمقراطية لأكثر من ثلاثة عقود بسبب تنافس الميليشيات المحلية والقوى الإقليمية على السيطرة على الموارد الطبيعية الغنية في المنطقة، وعلى الرغم من توقيع ستة اتفاقيات وقف إطلاق نار في السابق، إلا أنها سرعان ما انهارت.

وتسببت المعارك الأخيرة بمقتل 13 جندياً أممياً، وتواصل بعثة "مونوسكو"، التي تضم 15 ألف عنصر، مشاركتها في المعارك عبر وحدات النخبة.

ومع استمرار المعارك وتصاعد حدة التوترات، تواجه المنطقة تحديات هائلة لتحقيق السلام، وسط دعوات دولية لمحاسبة الأطراف المسؤولة عن العنف وإنهاء معاناة السكان المدنيين. 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية