تحذيرات أممية: غوما مهددة بتفشي الأمراض بسبب الجثث المنتشرة في الشوارع
تحذيرات أممية: غوما مهددة بتفشي الأمراض بسبب الجثث المنتشرة في الشوارع
أبدت الأمم المتحدة قلقها المتزايد من المخاطر الصحية المتفاقمة في جمهورية الكونغو الديمقراطية، مع استمرار موسم الأمطار الغزيرة وتدهور الأوضاع الإنسانية في مدينة غوما، حيث أدت أعمال العنف الأخيرة إلى مقتل العديد من الأشخاص، بينما لا تزال جثثهم ملقاة في الشوارع، مما يهدد بانتشار الأمراض والأوبئة.
وأعلن مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية بالأمم المتحدة "أوتشا"، الثلاثاء، أن المشارح امتلأت بالكامل، ولم تعد قادرة على استقبال المزيد من الجثث، كما اكتظت المستشفيات والمراكز الصحية بالجرحى، وسط نقص حاد في الموارد الطبية، ما يزيد من صعوبة تقديم الرعاية الصحية اللازمة للمتضررين.
تفاقم الأزمة الإنسانية
كشف المتحدث باسم الأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، في مؤتمره الصحفي اليومي، عن الجهود الجارية لإضافة الكلور إلى المياه للحد من انتشار الأمراض.
ومع ذلك، أجبر نقص مياه الشرب الصالحة سكان غوما على اللجوء إلى المياه غير المعالجة من بحيرة كيفو، مما يزيد من مخاطر تفشي الأمراض المنقولة عبر المياه الملوثة.
أكد دوجاريك أن بعض الأنشطة الاقتصادية بدأت تستأنف تدريجيًا، إلا أن المدارس والبنوك لا تزال مغلقة، مما يعرقل عودة الحياة الطبيعية في المدينة.
تزايد أعمال العنف
تعرضت عدة مركبات تابعة لمنظمات إنسانية وكيانات حكومية للاختطاف خلال عطلة نهاية الأسبوع، مما أثر على عمليات الإغاثة، كما قامت مجموعات مسلحة بنهب مستودعات المساعدات، ما زاد من تعقيد جهود توفير الدعم لسكان غوما والمناطق المجاورة.
أجرى مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية وشركاؤه تقييمًا لمواقع النزوح في غوما والمناطق المحيطة خلال يومي الجمعة والسبت.
وأظهرت النتائج الأولية أن العديد من المخيمات تعرضت للتخريب والنهب، ما أجبر سكانها على الفرار، ورغم عودة بعض النازحين إلى مجتمعاتهم الأصلية، فإن الكثيرين لا يزالون يفتقرون إلى المأوى والخدمات الأساسية.
جهود الأمم المتحدة لتخفيف الأزمة
كثف برنامج الأغذية العالمي جهوده لتخزين الإمدادات الإنسانية، مؤكدًا استعداده لاستئناف عملياته فور تحسن الأوضاع الأمنية، كما تعمل المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين والمنظمة الدولية للهجرة على وضع خطط للطوارئ تحسبًا لتزايد أعداد النازحين.
وأوضح دوجاريك أن واحدًا من كل أربعة أشخاص في جمهورية الكونغو الديمقراطية يعاني من الجوع الحاد، بمن في ذلك الأطفال والنساء الحوامل والمرضعات.
ولفت إلى أن استمرار العنف المسلح، والصراع المتصاعد، وارتفاع أسعار المواد الغذائية، تمثل العوامل الرئيسية وراء انعدام الأمن الغذائي في البلاد.
تقدم حركة "إم 23" المسلحة
أعربت بعثة الأمم المتحدة لتحقيق الاستقرار في الكونغو الديمقراطية عن قلقها إزاء تقدم حركة 23 مارس (إم 23) المسلحة نحو بوكافو، عاصمة إقليم جنوب كيفو.
ورغم انسحاب قوات الأمم المتحدة من جنوب كيفو في يونيو الماضي وفقًا لاتفاق مسبق مع الحكومة الكونغولية، فإن التقارير تشير إلى تعزيز الحركة المسلحة لوجودها في غوما عبر دوريات منتظمة وعمليات تفتيش للمنازل.
وأفادت تقارير أممية بوقوع عمليات نهب واحتلال منازل خاصة من قبل عناصر "إم 23"، إضافة إلى محاولات الاستيلاء على المركبات، بما في ذلك تلك التابعة للمنظمات الإنسانية، في انتهاك واضح للقانون الدولي الإنساني.
واستمرت المواجهات المسلحة في جنوب كيفو، خصوصًا في منطقة مينوفا، حيث عززت القوات الكونغولية مواقعها في نيابيبوي، التي تبعد 85 كيلومترًا عن بوكافو على الضفة الغربية لبحيرة كيفو.