صندوق الأمم المتحدة للسكان: وسائل منع الحمل يمكنها إنقاذ الأرواح
صندوق الأمم المتحدة للسكان: وسائل منع الحمل يمكنها إنقاذ الأرواح
يعد تنظيم الأسرة جزءًا أساسيًا من الرعاية الإنسانية التي يمكن أن تنقذ الأرواح، خاصة في أوقات الأزمات والكوارث والنزاعات، وفقا لصندوق الأمم المتحدة للسكان (UNFPA).
ووفقا لتقرير نشره موقع أخبار الأمم المتحدة، اليوم الأحد، تواجه النساء في العديد من الدول التي تعاني من النزاعات أو الأزمات الإنسانية، مثل نيجيريا وجمهورية الكونغو الديمقراطية وأوكرانيا، خطرًا متزايدًا أثناء الحمل والولادة، حيث تُسجل العديد من حالات الوفاة اليومية بسبب صعوبة الوصول إلى الرعاية الصحية اللازمة.
في هذه الحالات، يصبح صندوق الأمم المتحدة للسكان ركيزة أساسية في تقديم الدعم للنساء، سواء في المخيمات أو من خلال توفير المواد الطبية الضرورية.
وفي السياقات الإنسانية، مثل الزلازل أو الأعاصير التي تضرب المجتمعات، يتم تضمين وسائل منع الحمل ضمن قوافل الإغاثة، إلى جانب معدات طبية حيوية تساعد في إنقاذ الأرواح، مثل مجموعات الولادة والأدوية لإيقاف النزيف الداخلي.
تهدف هذه الجهود إلى تقليل المعاناة الناتجة عن حالات الحمل غير المرغوب فيها والإجهاض غير الآمن، مما يحسن من نتائج الصحة الإنجابية بشكل عام.
خطوة نحو حياة أكثر أماناً
تعد وسائل منع الحمل ليست مجرد وسيلة لتحديد توقيت الإنجاب، بل هي أداة حيوية للوقاية من المخاطر الصحية المترتبة على الحمل غير المخطط له.
ويساعد الوصول إلى وسائل منع الحمل الحديثة والآمنة في تمكين النساء من اتخاذ قراراتهن بشأن الإنجاب، مما يقلل من عدد حالات الحمل غير المرغوب فيه، وبالتالي يقلل من المخاطر المرتبطة بها، مثل الإجهاض غير الآمن ووفيات الأمهات والأطفال.
كما أظهرت الدراسات أن برامج تنظيم الأسرة المدمجة في أنظمة الرعاية الصحية العامة تعد من أهم التدابير التي يمكن اتخاذها لتقليل وفيات الأمهات، وتؤكد هذه الدراسات على أن أي استثمار في وسائل منع الحمل هو استثمار في حياة النساء وأطفالهن.
الحمل في الأوقات الصعبة
تواجه النساء في المناطق المتأثرة بالأزمات الإنسانية تحديات إضافية لا تقتصر على ضعف الخدمات الصحية، بل تشمل أيضًا تعريضهن للعنف المبني على النوع الاجتماعي.
في هذه الظروف، يزداد احتمال حدوث الحمل غير المرغوب فيه بسبب الاغتصاب أو العنف الجنسي، حيث يصبح الحصول على وسائل منع الحمل تحديًا كبيرًا، في بعض الأماكن، مثل هايتي، أسهم العنف الجنسي المستمر في تفشي حالات الحمل غير المرغوب فيه، بينما يعاني العديد من النساء من عدم الحصول على الرعاية الطبية اللازمة لمتابعة حملهن أو الوقاية من الأمراض المنقولة جنسيًا.
ويعزز توفير وسائل منع الحمل في مثل هذه الأوقات القدرة على تجنب المضاعفات الصحية الخطيرة ويقلل من خطر الإصابة بأمراض يمكن أن تكون مميتة إذا لم تتم معالجتها في الوقت المناسب
مكافحة وفيات الأمهات
تقدم وكالة الأمم المتحدة للصحة الإنجابية (UNFPA) مساعدات طارئة في مجالات متعددة، حيث أن كل لحظة في الأزمات الإنسانية تعني زيادة خطر وفاة النساء أثناء الحمل أو الولادة.
في جمهورية الكونغو الديمقراطية، على سبيل المثال، يتسبب انهيار البنية التحتية الصحية في وفاة ثلاث نساء كل ساعة بسبب مضاعفات الحمل، في هذه الحالات، تعمل الوكالة على توفير الدعم العاجل باستخدام وسائل منع الحمل ضمن الحزم الطبية المرسلة إلى المناطق المتضررة.
وفي حالات أخرى، مثل تلك التي تشهدها بعض مناطق سوريا أو فنزويلا، تؤدي وسائل منع الحمل إلى تحسين النتائج الصحية للنساء، مثل الحد من حالات النزيف الحاد أو المشاكل الصحية المرتبطة بالحمل.
الآثار الاقتصادية والاجتماعية
علاوة على الفوائد الصحية، يُعد استثمار تنظيم الأسرة أمرًا ذا أبعاد اقتصادية واجتماعية كبيرة، في عام 2023، ساعد صندوق الأمم المتحدة للسكان في تمويل وسائل منع الحمل التي بلغت قيمتها 136 مليون دولار، مما أسهم في الوقاية من نحو 10 ملايين حالة حمل غير مرغوب فيه وأكثر من 200 ألف حالة وفاة بين الأمهات والأطفال.
وساهم هذا الاستثمار أيضًا في الوقاية من نحو 3 ملايين حالة إجهاض غير آمن، مما يعكس أهمية هذه الوسائل في تعزيز الصحة العامة.
وعلى المدى الطويل، تُظهر الدراسات أن توفير وسائل منع الحمل يعزز فرص النساء في التعليم والعمل، مما يساهم في تحسين وضعهن الاجتماعي والاقتصادي.
في أوقات الأزمات، تصبح هذه الوسائل أداة أساسية في مساعدة النساء على الحفاظ على صحتهن واستقرار أسرهن، ما يعزز قدرة الأسر على إعادة بناء حياتها بعد الكوارث.
وأشارت أخبار الأمم المتحدة في ختام تقريرها، إلى أن الدلائل العلمية والتجارب الواقعية أثبتت أن تنظيم الأسرة ليس فقط وسيلة لمنع الحمل، بل هو جزء أساسي من الاستجابة الإنسانية للأزمات، وأن بفضل هذه الجهود، يمكن تقليل المخاطر الصحية للنساء، والتصدي للعنف المبني على النوع الاجتماعي، وتحسين الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية لهن.