مظاهرات في لندن احتجاجاً على مشروع السفارة الصينية الكبرى

مظاهرات في لندن احتجاجاً على مشروع السفارة الصينية الكبرى
مظاهرات في لندن

تجمّع مئات المتظاهرين في لندن، السبت، معربين عن رفضهم لمشروع نقل السفارة الصينية إلى موقع جديد، وسط مخاوف تتعلق بالأمن وحقوق الإنسان، حيث ردد المحتجون هتافات تندد بالمشروع، محذرين من تداعياته المحتملة على الحريات في المملكة المتحدة.

وقالت إيونا بوسويل، أخصائية اجتماعية تبلغ من العمر 40 عامًا، إن السفارة الجديدة قد تُستخدم لتسهيل "مضايقة المعارضين"، بحسب وكالة “فرانس برس”.

وأضافت: "لا حاجة لإقامة سفارة بهذا الحجم هنا"، مشيرة إلى القلق المتزايد بشأن أنشطة الصين داخل المملكة المتحدة.

خطة الانتقال والمعارضة المحلية

سعت الصين على مدار سنوات لنقل سفارتها من موقعها الحالي في منطقة ميريلبون الراقية إلى مجمع تاريخي واسع بالقرب من برج لندن، ورغم أن المشروع ما زال قيد الدراسة، فإنه واجه معارضة شديدة من سكان الأحياء المجاورة، ومنظمات حقوقية، ومعارضي الحزب الشيوعي الصيني، الذين يخشون من تداعياته الأمنية والسياسية.

اعتبر النائب البريطاني توم توغندهات، خلال مشاركته في المظاهرة، أن القضية تتجاوز موقع السفارة، قائلاً: "الأمر يتعلق بمستقبل حريتنا، وليس فقط بمقر السفارة الصينية في لندن".

وأضاف أن الصين قد استخدمت سابقًا أساليب للضغط على معارضيها في المملكة المتحدة، محذرًا من أن السفارة الجديدة قد تعزز هذه الأنشطة.

مخاوف من تصاعد عمليات التجسس

حذّر وزير الأمن البريطاني السابق من أن المشروع قد يؤدي إلى تصاعد عمليات التجسس الاقتصادي واستهداف المعارضين الصينيين المقيمين في بريطانيا.

وقال إن "وجود منشأة دبلوماسية بهذا الحجم قد يزيد من المخاطر التي تهدد أمننا القومي"، داعيًا الحكومة إلى إعادة النظر في منح الموافقة على المشروع.

خدم المبنى المقترح كمقر لهيئة سك العملات المعدنية البريطانية لنحو قرنين، لكنه أصبح مهجورًا لاحقًا، ووفقًا لتقارير رسمية، اشترت الصين الموقع عام 2018 مقابل 327 مليون دولار، ما أثار جدلاً حول أهداف بكين من وراء هذه الخطوة.

استهداف معارضي الحزب الشيوعي

أكد أحد المتظاهرين، الذي رفض الكشف عن هويته واختار اسم "زيرو"، أن السفارة قد تتحول إلى "مقر رئيسي لملاحقة معارضي النظام الصيني"، وأضاف: "بعد بناء السفارة الكبرى، قد يتزايد عدد الأشخاص الذين ينفذون مهام قمعية ضد المنشقين في بريطانيا".

وتزامنت هذه الاحتجاجات مع جهود رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر لتعزيز العلاقات مع بكين، رغم التوترات التي شهدتها السنوات الماضية بسبب سياسات الصين القمعية، لا سيما في هونغ كونغ.

وفي نوفمبر الماضي، التقى ستارمر بالرئيس الصيني شي جينبينغ على هامش قمة مجموعة العشرين في البرازيل، ليصبح أول رئيس وزراء بريطاني يجتمع مع نظيره الصيني منذ عام 2018.

تواصل الجدل حول المشروع

أثار المشروع جدلاً واسعًا داخل الأوساط السياسية والشعبية، حيث دعت عدة جهات إلى مراجعة التأثيرات المحتملة لنقل السفارة، بينما تؤكد بكين أن المشروع يعكس رغبتها في تعزيز العلاقات الدبلوماسية.

ويرى المعارضون أن المشروع يحمل في طياته تهديدات مباشرة للأمن القومي البريطاني وحقوق الإنسان.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية