الصين تستكمل بناء أول وحدة عائمة لإنتاج النفط بتقنية احتجاز الكربون

الصين تستكمل بناء أول وحدة عائمة لإنتاج النفط بتقنية احتجاز الكربون
احتجاز وتخزين الكربون

أعلنت الصين استكمال بناء أول وحدة عائمة في العالم لإنتاج وتخزين النفط والغاز، مزودة بتقنية احتجاز وتخزين الكربون (CCS)، في خطوة تهدف إلى تعزيز الاستدامة في قطاع الطاقة البحرية والحد من الانبعاثات الكربونية.

ونقلت وكالة الأنباء الإماراتية "وام"، اليوم الأحد، عن الجهات المسؤولة عن المشروع أن السفينة ستُسلَّم بحلول نهاية فبراير الجاري، لتكون نقلة نوعية في تقنيات الحد من البصمة الكربونية لقطاع النفط البحري.

وكشفت قناة الصين المركزية عن تفاصيل الوحدة العائمة، موضحة أنها تمتد بطول 333 متراً وعرض 60 متراً، وتتمتع بقدرة إنتاجية تصل إلى 120 ألف برميل من النفط الخام يومياً.

وأوضحت التقارير أن الوحدة صُممت لتحتجز ثاني أكسيد الكربون الناتج عن عمليات الإبحار والإنتاج، ما يسهم في تقليل الانبعاثات وتعزيز كفاءة التشغيل في المنصات البحرية.

توظيف الطاقة المهدرة

اعتمدت الوحدة العائمة على تقنية استغلال الحرارة المهدرة من غازات العادم لتوليد الكهرباء، في خطوة تهدف إلى تحقيق أهداف الاستدامة البيئية وتعزيز كفاءة استهلاك الطاقة.

وأكد خبراء المشروع أن هذه التقنية ستقلل الاعتماد على مصادر الطاقة التقليدية، ما ينعكس إيجاباً على تقليل الأثر البيئي لعمليات الإنتاج البحري.

وأوضح المدير التنفيذي للمشروع، شو شياو هوا، أن الوحدة تضم برجاً متخصصاً لجمع وتنقية الكربون، حيث تمر الغازات العادمة عبر أنابيب مخصصة إلى داخل البرج، وتقوم مواد ماصة بالتقاط الهيدروكربونات من العوادم، ما يسهم في تقليل الانبعاثات الكربونية بشكل كبير.

وأضاف أن هذه التقنية ستساعد في تحسين أداء القطاع النفطي البحري بما يتماشى مع المعايير البيئية العالمية.

التحديات البيئية

قدرت التقارير البيئية أن انبعاثات ثاني أكسيد الكربون الناتجة عن إنتاج النفط والغاز البحري بلغت نحو 38 مليون طن خلال عام 2023، مع توقعات بارتفاعها إلى 50 مليون طن بحلول عام 2030، إذا لم تُتخذ تدابير رقابية صارمة.

وأكد الخبراء أن تقنيات احتجاز وتخزين الكربون تمثل حلاً أساسياً لخفض هذه الانبعاثات، ما يعزز الجهود الدولية لتحقيق أهداف الحياد الكربوني والاستدامة البيئية.

وأكدت الصين من خلال هذا المشروع التزامها بتطوير حلول تقنية مبتكرة للحد من التأثيرات البيئية لصناعة النفط والغاز، ما يعزز ريادتها في مجال الطاقة البحرية النظيفة.

ويُتوقع أن يشكل هذا الإنجاز نموذجاً تحتذيه الدول الأخرى في تطوير تقنيات أكثر استدامة لإنتاج الطاقة في المستقبل.




ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية