منظمة دولية تنقل أصوات السودانيين: «شهدنا ما يكفي من الموت»

منظمة دولية تنقل أصوات السودانيين: «شهدنا ما يكفي من الموت»
تدهور الأوضاع الإنسانية في السودان

رصدت منظمة “غراوند تروث سلوشنز”، في أحدث تقاريرها، حجم المعاناة التي يواجهها السودانيون في ظل الحرب الأهلية المستمرة منذ ما يقرب من عامين، وعكست الشهادات الميدانية، التي جمعتها المنظمة بالتعاون مع منظمة "داتا كيو"، إحساسًا عامًا باليأس والخوف، حيث قال أحد المشاركين في التقرير: "شهدنا ما يكفي من الموت.. لا يمكننا التعبير عن معاناتنا لأن أحدًا لا يسمع أصواتنا".

وكشفت تقرير نشرته المنظمة، اليوم الأربعاء، حول دراستها التي شملت 427 شخصًا في ولاية جنوب دارفور، عن كارثة إنسانية غير مسبوقة، حيث يواجه 30 مليون شخص في السودان حاجة ماسة للمساعدات، بينما يعاني 25 مليون شخص من انعدام الأمن الغذائي الحاد.

وأعلنت المجاعة رسميًا في خمس مناطق، مع توقع انتشارها إلى خمس مناطق أخرى بحلول مايو 2025، من بينها: طويلة، نيالا جنوب، نيالا شمال، بليل، شطاية، السنطة، برام، وكاس.

تصاعد الأزمة الإنسانية

شهد السودان أكبر أزمة نزوح داخلي في العالم، حيث أجبر الصراع 11.5 مليون شخص على مغادرة ديارهم، أكثر من نصفهم من الأطفال، استقبلت جنوب دارفور العدد الأكبر من النازحين، حيث لجأ إليها ما يقرب من مليوني شخص.

ورغم التضامن الكبير الذي أبداه السكان المحليون عبر استضافة النازحين وتقاسم الموارد المحدودة معهم، لا تزال المساعدات الإنسانية غير كافية بسبب نقص التمويل وصعوبة الوصول إلى المناطق المتضررة.

واتهمت منظمات حقوقية الجماعات المسلحة بارتكاب تطهير عرقي في دارفور، بينما أعلنت الولايات المتحدة في يناير 2025 أن قوات الدعم السريع والميليشيات المتحالفة معها قد ارتكبت إبادة جماعية.

واصلت الأطراف المتحاربة تنفيذ جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، حيث قصفت المناطق السكنية ودمرت البنية التحتية المدنية.. وتفاقمت حالات العنف الجنسي المرتبط بالنزاع، ما جعل النساء والفتيات الأكثر عرضة للاستغلال والانتهاكات.

دعوات لوقف إطلاق النار

أكدت منظمة "غراوند تروث سلوشنز" أن السودانيين يشعرون بالتخلي عنهم من قبل المجتمع الدولي، حيث طالب المشاركون في التقرير بمزيد من الجهود لإنهاء الحرب وتقديم مساعدات إنسانية عاجلة.

وكشف السكان عن خوف دائم من القصف المتكرر وانتهاكات حقوق الإنسان، في ظل احتياجات متزايدة إلى الغذاء والمياه والأدوية. 

دراسة ميدانية لفهم الأزمة

أطلقت "غراوند تروث سلوشنز" مشروعها البحثي في سبتمبر 2024، بالتعاون مع "داتا كيو"، لرصد الوضع الإنساني في السودان من منظور السكان أنفسهم.

شملت الدراسة ولايتي القضارف وجنوب دارفور، نظرًا لاستقبالهما أكبر عدد من النازحين منذ اندلاع الحرب في أبريل 2023، مثلت القضارف ولاية خاضعة لسيطرة القوات المسلحة السودانية في الشرق، بينما خضعت جنوب دارفور لقوات الدعم السريع في الغرب، ما أتاح رؤية متوازنة للوضع الإنساني في مناطق السيطرة المختلفة.

واستند التقرير إلى إفادات مباشرة من السكان في جنوب دارفور، جُمعت خلال نوفمبر وديسمبر 2024 عبر استبيان ميداني مباشر، ما وفر رؤية دقيقة للواقع الإنساني المتدهور واحتياجات السكان الملحة.




ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية