لجنة تحقيق تصدر توصيات لمنع الاستغلال الجنسي بالقطاع الثقافي الفرنسي

أصدرت لجنة تحقيق برلمانية فرنسية، الثلاثاء، تقريراً صادماً يوثق انتشار العنف الجنسي والمعنوي في القطاعات الثقافية، من السينما إلى الرقص والمسرح، واصفة هذا العالم بأنه "آلة سحق للمواهب"، وذلك في وثيقة كشفت عنها لجنة شكّلتها الجمعية الوطنية بطلب من الممثلة جوديت غودريش.

ورصد التقرير، الذي استند إلى شهادات أكثر من 350 شخصية من العاملين في الوسط الثقافي، أن العنف المتحيز جنسياً والعنف المعنوي والجنسي في القطاع "منهجي ومتجذر"، وفق وكالة “فرانس برس”.

حماية الأطفال والفنانين

قدّمت اللجنة 86 توصية تهدف إلى كسر دوامة الصمت والانتهاكات، أبرزها الدعوة إلى حظر تصوير القاصرين بطريقة جنسية على الشاشة، وتنظيم اختبارات الأداء في أماكن مهنية خاضعة للرقابة، مع منع تصوير مشاهد عارية خلال هذه التجارب.

وأوصت بـ"توسيع الوجود الإلزامي لمسؤول عن حماية الأطفال" خلال الإنتاجات الفنية، وبفرض بنود تعاقدية تنظم المشاهد الحميمة، تسمح للممثلين بالاستعانة بمنسقين ومدربين مختصين لحمايتهم من الابتزاز أو التعدي.

وضمّ التقرير شهادات عن اعتداءات جنسية داخل مؤسسات ثقافية معروفة، ما يعكس حجم المشكلة وعمقها، وقد تأسست اللجنة بعد اتهام غودريش للمخرج الفرنسي بونوا جاكو باغتصابها عندما كانت قاصراً، في قضية فجّرت موجة تضامن وإدانة في الأوساط الثقافية.

وفي مقابلة إذاعية، قالت غودريش إن التقرير "مرعب"، لكنه "غير مفاجئ"، مضيفة أن ما كشفته اللجنة يثبت أن العنف لا يقتصر على السينما بل "يمتد إلى المدارس والكنائس ومجالات أخرى، حيث تسود علاقات قوة واستخدام مفرط للسلطة".

من "مي تو" إلى المحاسبة

تحوّلت غودريش إلى إحدى أبرز وجوه حركة "مي تو" في فرنسا، بعد أن كسرت حاجز الصمت عن الاستغلال الجنسي في الوسط الفني.

وأعربت عن أملها بأن يُحدث هذا التقرير تغييراً حقيقياً، داعية السياسيين إلى التفاعل الجاد مع ما ورد فيه، حتى "لا يجرؤ أحد على القول لاحقاً إنه لم يكن يعلم".

وتواصل السلطات القضائية التحقيق في قضيتي المخرجين بونوا جاكو وجاك دويون، المتهمَين بالاعتداء الجنسي، مع نفي الرجلين للاتهامات الموجهة إليهما.