«المغربية لحقوق الإنسان»: الأمطار الغزيرة تشرّد أسراً وتغرق المدارس بالمناطق القروية
«المغربية لحقوق الإنسان»: الأمطار الغزيرة تشرّد أسراً وتغرق المدارس بالمناطق القروية
عاشت مناطق واسعة من إقليمي أزيلال والفقيه بن صالح، ليلة السبت وصباح الأحد، تحت وقع سيول جارفة اجتاحت الدواوير والطرقات، متسببة في دمار كبير طال ممتلكات السكان، خاصة في المناطق القروية الأكثر هشاشة، وذلك على خلفية التساقطات المطرية الغزيرة التي حوّلت المجاري المائية إلى طوفان جارف.
وأكد فرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بسوق السبت، وفق تقرير نشرته صحيفة "هسبريس" المغربية اليوم الاثنين، أنه بعد انتقاله إلى جماعة بني عياط لمتابعة الأوضاع ومؤازرة الأهالي، رصد خسائر فادحة شملت الأثاث وحاجيات الأسر الأساسية، إضافة إلى انهيار منازل طينية بالكامل، ونفوق عدد من رؤوس الماشية التي تُعد مصدر رزق أساسيًا للعديد من الأسر القروية في المغرب.
المياه تقتحم الفصول
وأوضح أنه قد تضررت كذلك المؤسسة التعليمية المركزية "لعوينة"، حيث غمرت المياه عددًا من حجراتها الدراسية المبنية بطريقة مفككة، ما يهدد سلامة التلاميذ ويعكس هشاشة البنية التحتية للمدارس في العالم القروي، بحسب ما رصده الفرع الحقوقي في تقريره الميداني.
وأعربت الجمعية عن قلقها الشديد إزاء الغياب التام لأي تفاعل من طرف المجلس الجماعي، رغم تواتر التحذيرات الجوية الرسمية، مستنكرة ضعف الوسائل المسخّرة لعمليات الإنقاذ، وتخلف السلطات المعنية عن تفعيل لجان اليقظة، وهو ما ضاعف من حدة الكارثة، بحسب تعبيرها.
مطالب بالمحاسبة
ووصف الفرع الحقوقي الوضع بـ"النتيجة المباشرة للتهميش البنيوي" الذي تعرفه المنطقة، محمّلًا الجهات الوصية مسؤولية الإهمال المستمر، وغياب أي برامج تنموية واقعية تحمي السكان من تكرار الكوارث.
كما دعا إلى تدخل فوري من السلطات المغربية لتعويض الضحايا، ووضع خطط استباقية تضمن سلامة المواطنين في ظل تصاعد التهديدات المناخية.
التغيرات المناخية
تشهد الأرض في السنوات الأخيرة تغيرات مناخية متطرفة، تمثلت في فيضانات مفاجئة، وحرائق غابات، وأعاصير، وجفاف غير مسبوق، ويُرجع العلماء ذلك إلى ارتفاع حرارة الكوكب بواقع 1.1 درجة مئوية منذ الثورة الصناعية، ما يؤدي إلى اختلال نمط الأمطار وازدياد العواصف والسيول.
وتحذّر تقارير علمية من استمرار الظواهر المناخية العنيفة ما لم تتخذ الحكومات إجراءات حازمة لتقليل الانبعاثات. كما يؤكد خبراء البيئة أن إزالة الغابات تسهم في تدمير مصادر الأكسجين ورفع نسب ثاني أكسيد الكربون، ما يُسرّع وتيرة الاحتباس الحراري ويهدد الحياة البرية والبشرية على حد سواء.